خبر استعدوا للانتخابات القادمة.. هآارتس

الساعة 09:15 ص|25 يناير 2013

بقلم: يوئيل ماركوس

(المضمون: لن يكون حكم نتنياهو حتى لو أصبح رئيس الوزراء مستقرا وحرا ولهذا ينبغي الاستعداد من الآن لانتخابات جديدة - المصدر).

كانت أبرز مفاجأة بعد انتهاء يوم الانتخابات ان تبيّن ان يونيت ليفي لها حس فكاهة مدهش. فقد انفجرت ضاحكة بين احصاء الاصوات ونقل الاخبار الى "ارض رائعة". وكان هناك ما يضحك حينما أثنى بيبي الذي ضُرب ضربا عنيفا في "خطبة فوزه" على الديمقراطية بالكلمات الساخنة التالية: "شكرا لأنكم منحتموني للمرة الثالثة الحق في ان أقود اسرائيل"، وحينما أعلن ايضا انه سينشيء حكومة واسعة على حسب المباديء التالية: أمن اسرائيل، واحباط حصول ايران على القدرة الذرية، وسياسة تسعى الى سلام حقيقي، وخفض اسعار الشقق والمساواة في العبء وما أشبه.

أوحت وجوه ناس الليكود الكدرة بخيبة أمل. وسأل واحد منهم شمير الابن أما زالت عبارة "مَلَك التخريب" التي ألصقها والده ببيبي في حينه نافذة الفعل الآن ايضا فلم يُجب. وكان وجه ليبرمان ايضا كدرا في خطبة التهنئة التي خطبها في حفل الفوز. انه يعلم ان بيبي يعلم انه يعلم ان الليكود من غير ليبرمان يساوي 20 نائبا. واول سؤال يسأله بيبي نفسه هو لماذا كنت محتاجا الى هذه التبعية؟ ان ليبرمان الذي يعلم انه اذا استقر رأيه على ترك الاتحاد فسيترك الليكود من غير أكثرية ومع خطر ألا يدعوه الرئيس الى تشكيل الحكومة، هو الرابح منها.

لمعرفة ما يعتقده شمعون بيرس في أداء نتنياهو أقول انه سيشدد قبل ان يلقي عليه مهمة تشكيل الحكومة. فهو يعرف حيل ساستنا الذين يناضلون من اجل البقاء في الحكم. وليس عرضا ان طبخ بيبي حيلة ليبرمان أو تمسك بصورة انفعالية بطرف معطف كحلون بل انه أعطاه منصبا وهميا لخفض اسعار السكن للطبقة الوسطى.

هكذا تكون الحال حينما يكون بيبي مذعورا. ولنفترض انه سيحاول البدء بمسيرة سياسية من اجل الايهام ولمصالحة اوباما ايضا. إن الليكود من غير مريدور ومع أشياع فايغلين سيكبل يديه. واذا كان بينيت في الائتلاف ايضا واستمر في التبسم وأسر قلوب النساء فستكون يدا بيبي مكبلتين.

بقي بيبي في الحكم في الظاهر لكن قدرته على ادارة الدولة تضررت وقدرته على الحكم أصابتها ضربة. ولا يمكنه ان يعرض أي انجاز في الصعيدين السياسي والاجتماعي. فقد تحولت اسرائيل تحت حكمه الى بلد مُداس حتى في نظر دول أيدتها منذ أُنشئت وسوّغت لها أكثر حروبها. ان ليبرمان يقيد بيبي تقييدا شديدا ولن يكون لبيبي المهزوم نواة سيطرة صلبة.

ينبع انجاز لبيد المدهش من ان المصوتين أرادوا شيئا ما طازجا على رف السياسة. قد يكون لهم مستقبل لكن لا في هذه السنة ولا في مدرستنا. فلا يمكن ان يرأس الدولة مادة بشرية خام مهما تكن جيدة. هل تعلمون ما تقوله المرأة التي تريد التخلص من مراودها؟ أنت جيد كثيرا بالنسبة إلي. ما يزال يسيطر على الدولة الرجل الرجل مع كل صوره السياسية وبقي اليسار غير ذي شعبية بصورة كبيرة بحيث بذلت شيلي يحيموفيتش كل ما استطاعت كي لا تظهر بمظهر المستعدة للحديث عن المناطق وعن السلام.

إن أكبر لغز هو ما الذي جعل بيبي يقدم موعد الانتخابات. هل شعر بأن الليكود تحول الى اليمينية كثيرا أم أراد ان يفتح صفحة جديدة مع امريكا؟ إن التخمين الرائج هو انه أراد ان يُجنب نفسه مشكلات ميزانية الدولة وهو في موقف جيد. وقد اخطأ اسحق رابين خطأ مشابها في كانون الاول 1976 حينما أقال وزيرين من المفدال لأنهما انضما الى تصويت حجب الثقة عن الحكومة (لأنها مكّنت طائرات اف 15 التي وصلت من الولايات المتحدة ان تهبط في مساء السبت). وأفضى تقديم موعد الانتخابات آنذاك الى سقوط الحكومة والى ولادة العبارة التاريخية "يا سادتي، انقلاب" – أي تولي بيغن الحكم والسلام مع مصر.

إن اجراء بيبي غريب من جهة وغريب جدا من جهة اخرى. لكن نصيحتنا في هذا الوقت هي: استعدوا لانتخابات جديدة.