خبر فشل يحيموفيتش الفخم.. هآرتس

الساعة 09:14 ص|25 يناير 2013

بقلم: نحميا شترسلر

(المضمون: كان غرور شيلي يحيموفيتش وصلفها ولغة جسمها المنفرة للجمهور هي التي أبعدت عنها المصوتين الى غيرها - المصدر).

قد لا تعلم شيلي يحيموفيتش، لكن ولايتها لرئاسة حزب العمل قد انتهت. وهي اذا أصغت فستسمع صوت شحذ سيوف زملائها: ايتان كابل وفؤاد بن اليعيزر وبوغي هرتسوغ وافيشاي برفرمان. فالذي يحيا بالسيف يموت به وقد بدأ ايتان كابل العمل وسيتبعه الآخرون.

ان فشلها حاد واضح، ففضلا عن أنها ليست مرشحة لرئاسة الوزراء بل أعلنت ذلك في غرور يميزها، فضلا عن ذلك ليست هي زعيمة الوسط – اليسار ولا الحزب الثاني في حجمه، وهي غير قادرة على بناء أية كتلة حسم لنتنياهو. ان فشلها، 15 نائبا فقط، كبير جدا لأن الظروف السياسية التي وقفت الى جانبها كانت ممتازة، فقد كان حزب كديما في الخلف مستلقيا ينزف مع 28 نائبا ينتظرون التقسيم. وكان هناك الى ذلك الاحتجاج الاجتماعي الذي أعطى دعما عظيما. لكن تبين آخر الامر ان يحيموفيتش لم تنجح في ان تأخذ أي شيء تقريبا من هذين المخزونين الضخمين. وقد أخذت تسيبي لفني، وضاعفت زهافا غلئون عدد نوابها وحصد يئير لبيد حصادا كبيرا وكذلك تمتع نفتالي بينيت ايضا إلا هي فقط.

بيد ان ثمن الاعتراف بالخطأ عند يحيموفيتش أكبر من ثمن اصلاحه. ولهذا لا شكر للعالم لأن الحملة الانتخابية التي أدارتها كانت مشحونة بأخطاء استراتيجية شديدة تنبع من شخصيتها. فبدل ان تحاول إغراء ناخبين محتملين حاولت إغراء شركاء محتملين لحكومة ترأسها هي وهم المستوطنون والحريديون. وقد نظرت دائما نحو اليمين ولم تقل أية كلمة بادرت اليها في الشأن السياسي واعتقدت بذلك انها ستجذب مصوتي اليمين لكنها نبذت من الحزب بالفعل مصوتي العمل التقليديين الذين يرون حل الصراع مهمة مركزية فانتقلوا الى ميرتس وحركة تسيبي؛ وتقول زهافا غلئون في هذا ان حزب العمل قد أدار أفضل حملة انتخابية لميرتس.

وآنذاك وفي اللحظة الاخيرة حينما رأت ان اليمين لا يأتي اليها قامت يحيموفيتش بارتداد الى الخلف وأعلنت أنها لن تدخل حكومة نتنياهو وهكذا أضاعت الثقة بها، فصوت كل اولئك الذين أرادوا ان يصوتوا لحزب يدخل الحكومة ويجعل نتنياهو معتدلا شيئا ما ليئير لبيد.

واخطأت كل الأخطاء الممكنة في المجال الاقتصادي الاجتماعي ايضا، فقد عرضت خطة مجنونة لا أساس لها، مع زيادة ميزانية فلكية تبلغ 138 مليار شيكل (في خمس سنوات) في حين يعلم الجميع انه ينبغي اقتطاع 14 مليار شيكل من ميزانية 2013. وبيّن هذا التناقض للجمهور ان يحيموفيتش تحتال عليه وأدرك ان الحديث عن خطة غوغائية، وماركسية جديدة تفضي الى دمار اقتصادي كما هي الحال في اليونان. وفي الحقيقة انه منذ يوم نشر الخطة حينما كان حزب العمل يقف على 22 نائبا، أخذ يهبط في استطلاعات الرأي. ومن المناسب ان نذكر هنا عدم مسؤولية افيشاي برفرمان، استاذ الاقتصاد الذي أيد الخطة.

ومن المناسب ايضا ان نذكر خيانة يحيموفيتش لليسار، حينما وقعت على اتفاق فائض الاصوات مع يئير لبيد بدل غلئون. وكان ذلك خطأ آخر ينبع من الغرور وعدم المعرفة. فبحسب قانون "بادر – عوفر" يكون لحزب كبير يوقع على اتفاق مع حزب صغير أفضلية في تقاسم فائض الاصوات. وبرغم ذلك وقعت مع حزب أكبر وخسرت بذلك نائبا كاملا (أو حتى اثنين) للعمل ولليسار.

لم يُحبها الجمهور فقد اشمأز من الكلمات اللاذعة التي صدرت عنها ومن لغة جسمها العدوانية. ولم يفهم أحد ايضا لماذا أخفت كبار الحزب ممن لهم تجربة في مجالات الامن والعلاقات بالعرب والرفاه والاقتصاد، ونشرت فيلم دعاية عنها وهي تقف في المطبخ وتطبخ للاولاد بدل ان تعطيهم زمنا على الشاشة وكأنها تقول أنا، وأنا فقط.