خبر هدوء حذر بالتحرير صباح الذكرى الثانية للثورة

الساعة 09:04 ص|25 يناير 2013

وكالات

 

تسود حالة من الهدوء الحذر أرجاء ميدان التحرير، وسط القاهرة، في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة الذي يوافق الذكرى الثانية لثورة الـ 25 من يناير/كانون الثاني 2011.

 

يأتي ذلك بعد ليلة ساخنة شهدت اشتباكات بين متظاهرين وعناصر من الشرطة في شارع قصر العيني المؤدي إلى ميدان التحرير، ما أسفر عن إصابة 16 شخصًا، بحسب بيان صدر فجر اليوم عن وزارة الصحة المصرية، دون أن يحدد ما إذا كان المصابون من المتظاهرين أو عناصر الأمن.

 

ووقعت الاشتباكات بشكل متقطع منذ ظهر أمس عقب قيام المتظاهرين بمحاولة إزالة الجدار الخرساني الفاصل بين الشارع وميدان التحرير.

 

وبحسب مراسل الأناضول، لم يتواجد في ميدان التحرير حتى الساعة العاشرة من صباح اليوم (8 تغ) إلا عشرات المتظاهرين من المعتصمين في الميدان منذ عدة أسابيع، فيما بدأ توافد الباعة الجائلين على الميدان بالمأكولات والمشروبات. كما انتشرت في بعض انحاء الميدان أعداد كبيرة من المقاعد التي ينصبها الباعة الجائلون لاستقبال زبائنهم.

 

ونظم ما بين 40 إلى 50 متظاهرا وقفة احتجاجية بالميدان، شهدت هتافات تركز على الدعوة لإسقاط النظام الحالي،  معتبرين أن الرئيس المصري محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين ومرشدها حلوا محل الرئيس السابق حسني مبارك – الذي اسقطته الثورة - والحزب الوطني الذي كان حاكما في عهد مبارك.

 

ومن بين الهتافات التي رددها المتظاهرون: "بالطول والعرض هنجيب مرسي الأرض"، في إشارة إلى إسقاطه.

 

وانتشرت في أرجاء الميدان – الذي يستعد لاستقبال مسيرات تنظمها المعارضة المصرية في الذكرة الثانية للثورة بداية من بعد ظهر اليوم - العديد من اللافتات المناهضة لجماعة الإخوان المسلمين ولحكومة هشام قنديل حيث كتب عليها: "استفتاء مزور.. ودستور باطل"، و"الشعب يريد إسقاط النظام"، و"لا لحكومة الإخوان الفاشلة"، و"لا لدولة الظلم والفقر".

 

وتم تعليق أكبر اللافتات على مجمع التحرير بالميدان – مبنى ضخم يحوى عدد كبير من المصالح الحكومية - تحمل عبارة: "الشعب يريد إسقاط النظام".

 

ويلاحظ حرص محافظة القاهرة على تسيير اعمال النظافة بشكل طبيعي في المناطق المحيطة بميدان التحرير، فيما تتواجد بضعة سيارات للإسعاف على أطراف الميدان.

 

على الجانب الأمني، لوحظ انتشار مكثف لعناصر الأمن في محيط السفارة الأمريكية القريبة من الميدان، فيما قامت عناصر الأمن بتعلية السور الخرساني في شارع القصر العيني الذي أدت محاولات لإزالته أمس من قبل متظاهرين إلى وقوع اشتباكات مع قوات الأمن.

 

واعتلى صباح اليوم عشرات المتظاهرين أغلبهم صبية تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاما الحاجر الخرساني في مدخل شارع ريحان المؤدي لميدان التحرير. ودخل هؤلاء الصبية في مناوشات متقطعة ومحدودة مع قوات الأمن.

 

ووجهت قوى سياسية معارضة وحركات ثورية مختلفة نداءات للحشد في ميدان التحرير وميادين عديدة في محافظات مصرية أخرى اليوم الجمعة في الذكرى الثانية للثورة.

 

وتبدأ المسيرات في التوافد على الميادين بعد صلاة الجمعة، وتصل أعداد المتظاهرين إلى ذروتها مع حلول ساعات المساء.

 

وترفع هذه القوى مطالب عدة من بينها: إنجاز دستور لكل المصريين يستهدف تحقيق نظام ديمقراطي لدولة مدنية حديثة، والقصاص لشهداء الثورة ومصابيها، وتوفير ضمانات لانتخابات حرة ونزيهة، والمطالبة بعدالة انتقالية وعدالة اجتماعية، وتطهير وزارة الداخلية وأجهزة الدولة ومحاكمة كل المتسببين في الفساد المالي والإداري.

 

وبينما أعلنت بعض القوى بشكل صريح نيتها لإسقاط ما أسمته بـ"دولة الإخوان"، أكد البعض الآخر أنه لا يهدف من خلال مشاركته في إحياء ذكرى الثورة إلى إسقاط النظام الحالي.


في حين شددت أجهزة الأمن المصرية إجراءاتها، اليوم الجمعة، في كافة مدن شمال سيناء، شمال شرق مصر، الواقعة على الحدود مع قطاع غزة وإسرائيل.

وبحسب مراسل "الأناضول" فقد شيّدت الأجهزة الأمنية السواتر الرملية حول المقرات الأمنية، وكثّفت الحراسات، وشوهد انتشار مدرعات الجيش والشرطة، كما انتشرت القناصة فوق أسطح البنايات الحكومية في كافة مدن المحافظة.

ويأتي هذا تزامنا مع حلول الذكرى الثانية لثورة 25 يناير/كانون الثاني، التي توافق اليوم، وسط خشية من اندلاع أعمال عنف أو حدوث اشتباكات أو اختراقات أمنية خلال المظاهرات المنتظر خروجها.

وفي المقابل، تشهد الشوارع حالة من الهدوء في الساعات الأولى من صباح اليوم.

كما أعلنت جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة، حالة الاستنفار داخل قواعدهما، بعد حصار الألتراس لمقر جريدة الحرية والعدالة، والاعتداء على مقر «إخوان أون لاين»، موقع الجماعة الرسمى، مساء أمس الأول، وعقد المكتب التنفيذى للحزب، برئاسة الدكتور سعد الكتاتنى، رئيس الحزب، اجتماعاً، أمس، لوضع اللمسات النهائية لحماية مقار الحزب مع بداية تظاهرات الذكرى الثانية لثورة 25 يناير اليوم.

 

وقال مجدى عبداللطيف، رئيس التحرير التنفيذى لـ«إخوان أون لاين»: «إن مجهولين ألقوا قنابل مولوتوف على مقر الموقع بالتوفيقية أدى إلى إشعال النيران فى باب المقر، وكاد يتسبب فى حدوث اختناق للصحفيين بالموقع»، وأكد إسلام فارس، عضو لجنة إعلام الإخوان بحلوان: «أن الجماعة أعلنت حالة الاستنفار بشكل عملى بوجود أعضاء الجماعة فى كل منطقة لعمل فعاليات خدمية من الساعة الـ8 صباحاً حتى الـ8 مساءً، ونحن جاهزون لأى تحرك حسب الأحوال على الأرض».

 

وقال الدكتور هشام الدسوقى، عضو الهيئة العليا للحزب: «إن الجماعة والحزب سيؤمنون مقراتهم من الداخل بالوجود طوال اليومين المقبلين، وقال الدكتور أحمد عارف، المتحدث الرسمى باسم الجماعة: «إن مكتب الإرشاد قرر بالإجماع عدم نزول الجماعة إلى ميدان التحرير والنزول للقرى والنجوع لتقديم خدمات طبية وصحية للمواطنين».

 

وأضاف لـ«الوطن: «إن مكتب الإرشاد تابع مجريات حملة معاً نبنى مصر، وتواصل مع جميع المحافظات لمتابعة ما جرى إنجازه إلى الآن»، موضحاً أن المكتب ناقش ملفى الخدمات الصحية والمدارس، وقرر اعتماد إصلاح 1800 مدرسة، وتقديم 650 ألف خدمة صحية للمواطنين خلال فترة الحملة.

كما أعلنت جبهة الإنقاذ الوطنى، أمس، عن أنها تنوى الاعتصام فى ميدان التحرير، والاستمرار فى التظاهرات السلمية حتى تحقيق أمر من اثنين، إما استكمال مسار الثورة، أو رحيل النظام، معلنة سيرها وراء المواطنين والجماهير المشاركة فى تظاهرات اليوم فيما يرغبون به ويريدونه حتى لو وصلت أهدافهم ومطالبهم لإسقاط النظام.

وأكد شباب الإنقاذ، الذين أعلنوا عن تدشين ذراع شبابية للجبهة، فى مؤتمر صحفى أمس، بمقر حزب الوفد، فى حضور عدد من القيادات، أبرزهم: الدكتور أحمد البرعى، الأمين العام للجبهة، وسامح عاشور، نقيب المحامين، ومنير فخرى عبدالنور، عدم تركهم ميدان التحرير حتى استكمال مسار الثورة وإقامة دولة مدنية، وإسقاط الدستور، وتوفير العيش والحرية والعدالة لكل المواطنين أو إسقاط النظام، مشددين على أن النظام فقد شرعيته منذ إراقة الدماء أمام قصر الاتحادية. وقال الدكتور أحمد البرعى إن الجبهة لن تترك الميدان إلا بعد إسقاط الدستور والنائب العام، والصكوك التى يريدون بيع مصر من خلالها. وشدد سامح عاشور، القيادى بالجبهة، على أن قيادات «الإنقاذ» وشبابها سيسيرون وراء الشعب المصرى فى كل أهدافه ومطالبه، ولو أراد الشعب اليوم خلال مظاهراته السلمية إسقاط النظام فسيكونون معه، وسيقضون على الإخوان الذين وصفهم بأنهم «يطبّعون» مع إسرائيل والكيان الصهيونى ويعملون من أجل تمكينها من مصر. فى سياق متصل، دعا الدكتور محمد البرادعى، المنسق العام للجبهة، للاحتشاد بالميادين، لاستكمال أهداف الثورة، وقال فى كلمة متلفزة له: «سننزل لاستكمال الثورة، سننزل لتأكيد الحق فى انتخابات حرة ونزيهة وقوانين تضمن تمثيل كل المصريين». وأضاف للنظام الحالى والحكومة: «أنتم موظفون عند الشعب، ولازم تفهموا إن مصر اتغيرت، والناس ضحت بأرواحها ولن تسكت قبل رؤية الحرية والمصداقية والكرامة»، مضيفاً: «سنكون اليوم كالبنيان المرصوص، وربنا هيكرمنا، مطالب واحدة، قيادة واحدة، هدف واحد.. الحق معنا».