خبر تقرير « إسرائيلي »: سقوط مبارك أحد أسباب تآكل قوة الردع للدولة العبرية

الساعة 07:07 ص|25 يناير 2013

فلسطين اليوم

رأت مصادر أمنية رفيعة المستوى في تل أبيب أن أسباب تآكل الردع "الإسرائيلي" مرده تغير مصر، تعاظم المنظمات الصغيرة، والمنظومة الإستراتيجية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خصوصًا على ضوء المواجهة الأخيرة في قطاع غزة.

وزادت المصادر عينها، كما قال موقع (إسرائيل ديفينس)، أن سبب تآكل الردع الذي تحقق بعد المواجهات العسكرية الأخيرة مع الفلسطينيين في قطاع غزة، يعود إلى 4 أسباب مركزية، وهي: تغيير النظام في مصر، جعل حركة حماس تعتقد أن الدولة العبرية ستبدي حذرًا أشد في ردود فعلها على عمليات إطلاق النار من غزة، وخلافًا لنظام مبارك البائد والذي كان معاديًا لحركة حماس، قدرت الحركة أن حكم الإخوان المسلمين في بلاد النيل، يتيح لهم حرية عمل أوسع من السابق، على حد تعبيرها.

أما السبب الثاني، بحسب المصادر ذاتها، فهو ما أسمته تعاظم المنظمات المسلحة الصغيرة في القطاع التي تطلق الصواريخ على إسرائيل، وجعلت حماس متوترة بين مسؤوليتها كحكومة، وبين قيمة المقاومة الهامة جدًا لها، وبين الحين والآخر عندما قتل فلسطينيون من اعتراض خلايا إطلاق الصواريخ للتنظيمات الصغيرة، انضمت حماس لإطلاق النار.

وتابعت المصادر قائلةً إن السبب الثالث يعود إلى قيام حركة حماس ببناء منظومة إستراتيجية من الصواريخ بعيدة المدى القادرة على ضرب تل أبيب، وثقتها بنفسها استندت إلى افتراض بأن إسرائيل تعرف هذه المنظومات، ولذلك لن تحاول تصعيد الوضع لتجنب المواجهة، أما السبب الأخير، الذي أدى إلى تآكل قوة الردع الإسرائيلية، بحسب المصادر نفسها، فيعود إلى تقدير حركة حماس أنها تردع إسرائيل، وأن سياستها للرد بعد (الرصاص المسكوب) ضعيفة وغير فعالة، وأوضحت أن ثمن إطلاق النار عليها سيكون منخفضًا.

وساقت المصادر الأمنية في تل أبيب قائلةً إنه إذا كان متعذراً على إسرائيل معالجة أمر الموضوع المصري والتنظيمات الصغيرة، فهناك أهمية للرسالة بأنه رغم التأييد المصري، فلن تكون لحماس حصانة، وأن إسرائيل تفرض عليها المسؤولية عن نشاطات التنظيمات الأصغر، على حد قولها. أما في ما يتعلق بالتعاظم والرد المتوقع، ينبغي أن يكون الدرس واضحًا، لأنه من المهم بذل كل جهد كي لا تعود حماس والجهاد الإسلامي لبناء منظومات إستراتيجية، وإذا بدأت تقطير الصواريخ، فيجدر بالرد المناسب أن يؤثر على اعتبارات حماس في قرار العودة أم لا لإطلاق الصواريخ، أشد مما كان بين عامي 2009-2012.

علاوة على ذلك، تساءلت المصادر: كيف يمكن التعامل مع قضية تعاظم القدرات العسكرية، وكيف يُمكن لجيش الاحتلال الإسرائيلي منع حماس من حشد منظومة صاروخية تمنحها قدرة إطلاق طوال أيام القتال، وتهديد وسط البلاد أيضاً؟ مشيرةً إلى أن تعاظم قوتها بعد الرصاص المسكوب هو العامل المركزي في تآكل الردع الإسرائيلي، ومنع التعاظم مستقبلاً هو المعيار المركزي في تقدير نتائج المواجهة مع تنظيم مسلح إقليمي. وأوضحت المصادر، كما أفاد الموقع المتخصص في الشؤون الأمنية أن هناك استراتيجيات مركزية لمنع تعاظم حماس عسكريًا، أهمها: الإغلاق المادي لمسار التهريب في قطاع غزة عبر عملية برية، مهاجمة مسارات التهريب من مصادرها في إيران وعلى طول الطريق لقطاع غزة، أو توكيل المهمة لطرف ثالث كقوات الأمم المتحدة في لبنان وفق القرار 1701، أو تعهد مصري وأمريكي بعد الرصاص المسكوب. وخلصت المصادر إلى القول إنه حتى هذه اللحظة، ليس واضحًا إن كان هناك تعهد مصري أو أمريكي جدي لمعالجة التعاظم المستقبلي لحماس، وهل ستكون الإدارة الأمريكية الجديدة أشد حزمًا من الإدارة السابقة للعمل بهذا الشأن، وهل أن المصريين فهموا مدى تفجيرية وجود منظومات في غزة تعتبرها إسرائيل إستراتيجية، على حد قولها.

وتابعت المصادر قائلةً إن لكل هذه المسائل أهمية كبيرة بشأن استقرار وقف النار المحقق، حيث يتطلب الأمر أن تتوفر خطة ناجعة لمعالجة بناء القوة العسكرية لحماس، إذا فشل المصريون والأمريكيون في معالجة المشكلة. وأشارت المصادر أيضًا إلى أنه من الأهمية بمكان التشديد في هذا السياق على أن بناء القوة العسكرية لحماس يتناقض مع مبدأ هام لنزع سلاح الدولة الفلسطينية، ويقلص استعداد إسرائيل لتحمل مخاطر في اتفاق سلام مستقبلي، ويتطلب الأمر بحثًا مبدئيًا حول استعدادها للعمل ضد تعاظم قوة أعدائها، لأنه في الماضي عملت ضد التعاظم الذي يعرض أمنها للخطر، كحرب سيناء، ومهاجمة المنشآت النووية العراقية، والسورية، لذلك فإن تحديث عقيدة الأمن، وتطوير معايير في حال شن عملية وقائية أمور مهم جدا فحصها، على حد تعبيرها.