خبر ليس تحولا، بل اصلاحا للاتجاه- معاريف

الساعة 10:48 ص|23 يناير 2013

بقلم: أمنون لورد

باتت هذه عادة. فأنت تصل الى حدائق المعارض فتتجه الى جناح الليكود، هذا يوم الانتخابات، الساعة العاشرة مساء وشيء ما مفاجيء جدا يحصل. هذه المرة يئير لبيد – ولكن هذه ليست مفاجأة من النوع الذي يمكنه أن يغير كل الصورة. فبالاجمال، خلطة اخرى من انتاج الجمهور الاسرائيلي. ولكن انسوكم من الاحاديث عن "الكتلة المانعة" لليسار. فالقصة المركزية تبث وضوحا ما. هيكل الائتلاف التالي نتنياهو مع لبيد ونفتالي بينيت. وهم معا، هذه القوى الثلاثة، يخلقون ما لا يقل عن 63 مقعدا، وهذا ليس نهائيا.

هذا هو الضوء في نهاية النفق من ناحية مصوتي اليمين. حتى من زاوية نظر المصلحة العامة. لبيد من غير المتوقع ان يمارس ضغوط ابتزازية على نتنياهو وعلى رئيس الدولة استنادا الى محمد بركة وحنين الزعبي. فمع 19 مقعدا لم يعد يحتاج الى أن ينسق اي شيء مع شيلي يحيموفتش وبالتأكيد ليس مع تسيبي لفني.

الامر الغريب امس في جناح الليكود كان تنفس الصعداء عندما تبينت نتائج العينة مع 31 مقعدا لليكود. بل وربما هتاف فرح. فالاحاديث كانت عن شيء ما باعث على الصدمة، بعيدا دون الثلاثين. وعندما ستوزع الفوائض، سيحصل الليكود بالتأكيد على مقعدين آخرين. ويخرج الاصوليون بصفتهم الخاسرين الاكبر – قول قاطع آخر من الجمهور. الرسالة التي يطلقها الجمهور واضحة: توجد ارادة لجدول اعمال مدني، من المساواة في العبء في سوق العمل وفي اطار التجند للجيش الاسرائيلي. لقد مل الجمهور الاسرائيلي الاحزاب الفئوية غير الصهيونية.

ويرتكب نتنياهو خطأ اذا ما فكر كيف يجند لنفسه حكومة يمينية ضيقة مع "شركائه الطبيعيين". فلبيد لم يحقق انجازاته الانتخابية كي يكون معارضة، بل كي يشكل وزنا حيال الليكود. ولكن ينبغي الانتباه. شعار "كله الا بيبي" لم ينجح هذه المرة. يمكن القول أنه حقق نجاحا معاكسا. من بث للجمهور على مدى حملة الانتخابات بانه سيسير مع بيبي – ربح. لبيد وبينيت على حد سواء بثا الرسالة في أنهما سيسيران مع الليكود. لبيد قال ذلك باشتراط.  وفي الظروف الناشئة يمكن لشاس ان تنضم – ولكن بدون قدرة ابتزاز.

الظاهرة الاخرى الناشئة عن النتائج الاولية أمس هي أن افيغدور ليبرمان فقد كل الهواء. فالرجل الذي اعتبر قبل أربع سنوات الزعيم المستقبلي لليمين – فقد من قوته. نتنياهو لا يمكنه أن يعده حتى ولا بحقيبة الخارجية. ويمكن للبيد أن يطلب اي منصب يريد. يمكنه أن يكون، مثلا، وزر المالية أو وزير الخارجية – ولكن وعوده هي بالنسبة لحقيبة التعليم.

لقد ثبت بانه توجد حدود كم يمينية يمكن لليكود ان يسير. فقد نظرية موشيه فايغلين وكأن الليكود ليس مخلصا لذاته ولا يسير يمينا بما يكفي، تحطمت. فقد تبين بان هجمات الليكود على بينيت لم تعد الاصوات الضائعة الى بيت الليكود. والاصوات التي خسرها بينيت في الايام الاخيرة ذهبت على ما يبدو الى لبيد، ولكن النتائج بالنسبة للبيت اليهودي ليست نهائية. فعندما ستحصى اصوات الجنود، سيحصل حزب بينيت على مقاعد آخر على الاقل. وحتى النتيجة النهائية لا يزال هناك طريق طويل. توجد نتائج حقيقية وتوجد اتفاقات فوائض وتوزيع غنائم الاصوات الضائعة حسب قانون بادر – عوفر.

بين حكومة اليمين – الوسط وبين بديل حكومة يمينية ضيقة مع الاصوليين، يبدو أن رسالة الجمهور واضحة: فهو يفضل حكومة يمين وسط. وبالفعل في كل الاسبوع الاخير كان هناك خط ساخن في الاتصالات بين جدعون ساعر وبين ممثل لبيد اوري شني، ونفتالي بينيت. والاحزاب الثلاثة بدأت منذ الان الاعتياد الواحد على الاخر. البيت اليهودي سيضطر الى التنازل والتحرك قليلا نحو الوسط. في المجال الاقتصادي – الميزانية، لبيد وبينيت هما شريكان طبيعيان لنتنياهو. كل المسألة ستكون اذا كان ممكنا ان يصار من هذا الارتباط الى تشكيل حكومة مستقرة لاربع سنوات. اذا كان العائق الاول هو الميزانية فان مدى عمر حكومة اليمين – الوسط هو سنتان على الاقل. لقد شهدنا أمس مفاجأة كبرى، ولكن ليس تحولا، بل مجرد اصلاح للاتجاه.