خبر انشاء جبهة تشمل الاحزاب في مواجهة نتنياهو- هآرتس

الساعة 10:47 ص|23 يناير 2013

بقلم: أور كاشتي

اذا لم تكن عينات أمس مختلفة كثيرا عن النتائج الحقيقية وأصبح بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة القادم ايضا، فان هذا الصباح يجب ان يكون أول ايام العمل على انشاء ائتلاف جديد أوسع كثيرا من كل ما عرفنا في الماضي. يجب ان يتحد هذا الائتلاف حول هدف واحد هو ألا يكون بيبي. أما الطريقة فهي اتفاق يشمل الاحزاب جميعا وكل مجموعة اخرى تريد الانضمام مع عدد صغير من الأهداف المركزية ينشأ على أساسها التعاون. فليؤجل التغيير المطلق للعالم شيئا ما وصراعات الذات ايضا.

فاز مثل هذا الائتلاف "الجبهة الشعبية" في ثلاثينيات القرن الماضي في فرنسا واسبانيا. وينبغي الآن ان نحاول ترجمة هذا الطراز في السياسة الاسرائيلية، وهذه هي الطريقة الوحيدة لتبديل سلطة اليمين. وهي ايضا الرسالة العميقة للاحتجاج الاجتماعي الذي نشأ في صيف 2011 وجر مئات آلاف الناس حتى من اولئك الذين لم يصوتوا بالضرورة لاحزاب اليسار الكلاسيكية.

في 1936 فازت الجبهة الشعبية في الانتخابات العامة التي تمت في فرنسا وكان ذلك ائتلافا بين احزاب من الوسط الى اليسار المتطرف، بدأ بمظاهرات مشتركة. وقد ربط بينها من ناحية برلمانية الخوف من صعود النازية. وحافظ كل حزب على ايديولوجيته وعلى بنيته لكنه عمل في اطار كتلة واحدة أصبحت أهم كثيرا من حاصل عناصرها كله. وتحول ليون بلوم، وهو من رؤساء الحزب الاشتراكي، ليصبح رئيس الوزراء وقاد واحدة من أكثر الحكومات تقدما في تاريخ الدولة. وكان الطريق الى الحكم في اسبانيا مشابها. فقد تم الاجتماع حول تأييد الجمهورية ومبادئها المتقدمة. لكن بعد بضعة اشهر من نشوء الحكومة نشب تمرد الجنرال فرانكو الذي أنذر بنهايتها.

يصعب ان نترجم النجاح التاريخي في الواقع الاسرائيلي لا لأن الانتخابات في فرنسا كانت اقليمية فقط وتقاسمت الاحزاب المختلفة بينها مرشحي "الجبهة". لكن يبدو انه لا مفر. فيبدو ان الشرط الأساسي أصبح موجودا هنا نابضا محسوسا بصورة جيدة كما كانت الحال في فرنسا واسبانيا. يجب ان يكون الخوف من اربع سنوات اخرى بقيادة بنيامين نتنياهو كبيرا بصورة كافية كي تبدأ المجموعات التي تعارضه التعاون الآن من اجل هدف أكبر.

يجب ان تكون المرحلة التالية في "الجبهة الاسرائيلية" صوغ عدد من المباديء الأساسية تشبه خطة في الحد الأدنى وهي الاتفاق على مبدأ دولتين للشعبين، والاتفاق على ان الجهاز الاقتصادي لا يمكن ان يستمر في الاضرار بالطبقة الوسطى وبالطبقات الضعيفة، والاتفاق على أهمية الديمقراطية والحاجة الى حمايتها. ويمكن ان نتوصل الى اتفاق كهذا ولو بصورة أولية. وتُبين الاحزاب التي تُرى اليوم أو تعرض نفسها على أنها تنتمي الى الوسط السياسي والتي ستختار الانضمام الى حكومة نتنياهو الثالثة، موقفها الحقيقي، فلا يوجد "ايضا وايضا" بل يوجد "إما وإما".

يجب ان تشمل الصيغة الاسرائيلية من الجبهة الشعبية تعاونا بين العرب واليهود، واتحادات العمال وسكان المركز الجيدي الاحوال وناس الأطراف ممن حالهم أقل منهم وكل مجموعة اخرى. ويجب ان تخضع الجدالات الداخلية لمبدأ "لن تكون اربع سنوات اخرى" ولا ثلاث بل ولا سنتان. طلب المتظاهرون في صيف 2011 ان يستبدلوا الطريقة الاقتصادية الاجتماعية القائمة بمباديء أكثر عدلا ولن يُقدم هذا الى الأمام سوى انشاء جبهة.