خبر الأمر يبدأ فقط -يديعوت

الساعة 09:15 ص|22 يناير 2013

بقلم: ناحوم برنياع

        من كل الناس الذين يقفون اليوم في الصف لصناديق الاقتراع، فان أكثرهم تأثرا هم اولئك الذين ليس حقهم في الانتخاب مفهوما من تلقاء نفسه، فبينهم اسرائيليون هاجروا من روسيا وبناتها، واسرائيليون هاجروا من اثيوبيا، وشيوخ كانوا يعيشون هنا قبل انشاء الدولة. وما زالوا برغم جميع الصعاب وجميع خيبات الأمل والمرارة والغضب، يتقدمون الى الستار في رهبة مقدسة كأنهم يقفون أمام معجزة. فالدولة في نظرهم غير مفهومة من تلقاء نفسها وليست الديمقراطية كذلك ايضا لأنها لم تكن هنا دائما وليس من المؤكد ان تكون دائما.

        إن المنافسة اليوم في ظاهر الامر بين كتلتين سياسيتين محددتين وتصورين عامين وبرنامجي عمل. فاليمين في مواجهة اليسار، وارض اسرائيل في مواجهة تسوية والرأسمالية في مواجهة دولة الرفاه. وتتبين لنا صورة مختلفة حينما نتحدث الى ناخبين. فالصلة باليمين أو باليسار عند كثير منهم غير آلية وهم يفضلون صوغ رأي لا في تصور عام بل في شخصية من يرأس أو ترأس القائمة الحزبية. فورقة الاقتراع حزبية لكن الاختيار شخصي.

        إن احدى الخصائص الآسرة في انتخابات 2013 هي ما يجده نتنياهو وحزبه من الصعوبة في اثارة الحماسة في الميدان ولا تنفع أية حيلة – لا أسوار القدس ولا الجنود والجنديات الذين يحيطون برئيس الوزراء ولا كحلون ولا سريت حداد. ولا تنبع هذه الصعوبة كما يبدو من اخفاق لا مثيل له للحكومة أو من حملة انتخابية فاشلة بصورة مميزة لليكود بل تنبع من التعب. فقد رأى الناس نفس الوجوه سنين كثيرة ونفس الغمز ونفس الحيل السياسية. وهم ينجذبون الى الجديد الطازج والمنتعش. فيئير لبيد ونفتالي بينيت وشيلي يحيموفيتش يعتمدون على طراوتهم النسبية. ليست لهم تجربة كما يشتكي الساسة القدماء. وهذا صحيح بالطبع لكن التجربة لا تعتبر في هذه الانتخابات ميزة. فليس للتجربة جاذبية جنسية وليس لها قوة حضور.

        يمكن ان تؤدي النتيجة الليلة بالمعركة السياسية في اسرائيل الى وضع شاذ. فعلى حسب جميع استطلاعات الرأي قد تحرز ما تُسمى كتلة اليمين، أكثر من 60 مقعدا في الكنيست بقليل. ويستطيع نتنياهو انشاء حكومة يمين ضيقة وقد يستطيع انشاءها ايضا من غير المجموعة الكاهانية التي تسمي نفسها "قوة لاسرائيل".

        لكن اذا كانت استطلاعات الرأي دقيقة فان كتلة الليكود بيتنا سيكون عدد اعضائها نصف عدد الاعضاء في الائتلاف فقط بل ربما أقل – اذا انضم أحد احزاب المركز الى الحكومة. ويُشك في ان يكون لقائمة رئيس الوزراء الأكثرية قرب مائدة الحكومة.

        والى ذلك فان الليكود الآن جزء فقط من منظومة حزبين. ان ممثلي اسرائيل بيتنا في الحكومة وفي الكنيست اعضاء في حزب مستقل، فهم يخضعون لسلطة افيغدور ليبرمان لا لسلطة نتنياهو. وهذه العوامل القسرية ستجعل من الصعب على نتنياهو ان يُجيز قرارات مختلفا فيها. وأول قرار موضوع على المائدة هو تجنيد أبناء المعاهد الدينية وهو يهدد مجرد انشاء الائتلاف. وتنتظر بعده قرارات كثيرة وصعبة، من ايران الى الميزانية، ومن رفع الضرائب الى تقليص المخصصات. وتعرف الائتلافات كيف تتغلب على هذه الصعاب لكن هذا يحتاج الى حنكة سياسية والى ثقة متبادلة والى قدرة على القيادة فوق كل شيء، فاذا لم توجد فستكون حياة الحكومة الجديدة قصيرة.

        إن أحد اسباب جو التعويق هو الخوف من المستقبل. فالشباب خائفون بسبب أسعار السكن العالية وفقدان الأمن في العمل؛ وكبار السن خائفون من عزلة اسرائيل في العالم ومن ازمة اقتصادية تمحو مدخراتهم؛ والجميع خائفون من حرب. وكل هذه المخاوف مغروسة عميقا في ارض الواقع.

        لم تُقدم الحملة الدعائية الانتخابية جوابا مُهدئا لأي واحدة من هذه المخاوف. ولن يوجد جواب في نهاية هذا اليوم ايضا حينما تُنشر النتائج الحقيقية. سيكون الشعور بأن الامر قد انتهى لكنه قد بدأ فقط.