خبر حكم الاغلبية الحقيقية- معاريف

الساعة 09:15 ص|22 يناير 2013

بقلم: درور زرسكي

        (المضمون: هذه المرة توجد فرصة للانفجار الكبير – ائتلاف وسط علماني مع بيبي وشيلي ويئير وتسيبي يمكنهم أن يقودوا معا عملية تشفي المجتمع المريض - المصدر).

        العام هو 1863. أبراهام لينكولين، من عظماء الرؤساء الامريكيين، يمتطي جوادا اصيلا، وعلى جانبيه يمتطيان جواديهما وزيرا الدفاع والمالية للامة التي توجد في حرب أهلية مضرجة بالدماء، يشق طريقه الى مقبرة جتسبرغ في ولاية بنسلفانيا ليلقي ما يعد في نظرة الى الوراء أحد الخطب التأسيسية للامة الامريكية منذ الازل. وبسط لينكولين في خطابه ذاك مبدأ المساواة الذي سيشكل مدماكا حاسما في اعلان الاستقلال الامريكي. وأنهى لينكولين خطابه بجملة "هذه الامة، تحت ظل الرب، ستحظى بولادة جديدة من الحرية، مع حكومة الشعب، من الشعب ومن أجل الشعب". تعريف ممتاز لنظام حكم يقود العالم في القرون التي تلت الخطاب، الديمقراطية.

        تذكرت هذا الخطاب قبيل أداء اليمين القانونية للرئيس أوباما هذا الاسبوع. فالوضع في الولايات المتحدة يذكر قليلا بالمزاج السائد في اسرائيل. حملة الانتخابات التي انتهت لتوها مجدت الشرخ الكبير القائم في المجتمع الامريكي، مثل الاجواء في اسرائيل – كراهية لاذعة بين الفصائل المختلفة في المجتمع. ولحظ الولايات المتحدة فان هناك يوجد للرئيس المنتخب القوة للحكم، القدرة على إدارة الدولة التي تفتقد الى التوافق بين مواطنيها.

        في اسرائيل المنقسمة في العام 2013، يختلف الوضع جوهريا. فالامر الوحيد الذي يتفق عليه الجميع هو أنه سيكون لنتنياهو شبه متعذر ادارة الائتلاف المتوقع. ففي كل تركيبة محتملة للحكومة التالية ستكون للاحزاب المختلفة القوة للتفكيك وليس للبناء. للهدم وليس للربط. فعرقلة الادارة ستكون هي النبرة المقررة في حكومة نتنياهو الثالثة.

        اسمحوا لي أن أفكر بطريقة مختلفة بعض الشيء. فاني افكر بالذات بانه توجد هنا فرصة لن تتكرر، وهنا تدخل الى المعادلة اقوال الرئيس لينكولين بشأن أهمية النظام الديمقراطي، حكم الشعب. منذ التحول في العام 1977، حين صعد الليكود الى الحكم، توفر تعبير مبارك للمظلومين في المجتمع الاسرائيلي – ولا سيما الاصوليين من الطوائف الشرقية، كما أن مكان الصهيونية الدينية لم يغب هو الاخر. ومع السنين تقلصت قوة الحزب الحاكم في صالح تمثيل الضعفاء والمظلومين في المجتمع الاسرائيلي. فالى أين قادنا هذا؟ الى مجتمع منقسم وممزق. الى مجتمع مفتت. الى مجتمع يحث فيه الجميع مصالح الفئات المختلفة وينسون بانه توجد هنا دولة نسيت اهميتها، وعلى حسابها بنيت الاقلية.

        في الحكومة القريبة يفترض بهذا أن يبلغ الذروة. نتنياهو سيحظى بريح اسناد من حزب ضعيف، من شأنه حتى ان يتفكك في اثناء الولاية الى أحزاب اضافية تمثل الصهيونية الدينية، الاصوليين الشرقيين، الاصوليين الاشكناز وربما ايضا الى حزب ما يمثل الوسط الاسرائيلي. وهذه المرة بالذات توجد فرصة لانفجار كبير يبدو بأنه الخطوة الاكثر ضرورية وتوقعا. ائتلاف الاغلبية. الصامتة. حكم الاغلبية الحقيقية.

        يدور الحديث عن ائتلاف علماني ينقذ اسرائيل: الليكود بيتنا، العمل، يوجد مستقبل والحركة. أحزاب يوجد بين اعضائها تمثيل مناسب لعموم السكان. أحزاب يمكنها معا ان تبدأ عملية تشفي المجتمع المريض. مجتمع مطالب بان يتخذ قرارات مصيرية، مجتمع يحتاج الى يد قوية توجه الفصائل العديدة ولا يسمح للفصائل الصقرية بتوجيهه. هذه دعوة أخيرة للمسافرين نتنياهو، يحيموفيتش، لبيد ولفني للصعود الى الطائرة.