خبر عباس:صناديق الاقتراع الخطوة الحاسمة لإنجاز المصالحة

الساعة 06:21 م|21 يناير 2013

وكالات

دعا رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إلى تنفيذ الخطة الإستراتيجية لدعم القدس، التي اتفق على تمويلها في قمتي سرت والكويت، في ظل ما تتعرض له المدينة من اعتداءات إسرائيلية.

وحث سيادته في كلمة أمام الدورة الثالثة للقمة العربية التنموية: الاقتصادية الاجتماعية المنعقدة في الرياض، الدول العربية على تسديد الحصص المقررة عليها تجاه دعم موارد صندوقي الأقصى والقدس ليكونا قادرين على تمويل مشروعات الخطة الإستراتيجية وما يتفق عليه.

كما دعا 'صندوق دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الوطن العربي' لإعطاء الأولوية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة المقامة في فلسطين، وخاصة في مدينة القدس.

وأعرب الرئيس عن ثقته بأن الأشقاء العرب 'سوف يتحملون معنا كلفة قرار الجمعية العامة الأخير، والذي جسد الشخصية القانونية والكيانية الجغرافية لدولة فلسطين وبعاصمتها القدس الشريف على حدود 1967'.

وقال: بدأنا في تجسيد هذا القرار على الأرض، ونسعى في نفس الوقت لإيجاد منهجية جديدة لحل الصراع القائم وفق ما تم الاتفاق عليه في اجتماعات لجنة المتابعة العربية، وذلك بابتعاث وفد وزاري عربي للقاء الإدارة الأميركية الجديدة بعد تشكيلها، والاتصال بباقي الدول أعضاء مجلس الأمن الدائمين والاتحاد الأوروبي خلال الأسابيع القادمة من أجل التوصل الى مقترحات محددة على أساس المرجعيات الدولية وضمن برنامج زمني واضح بما يؤدي لإنهاء الاحتلال واستقلال دولة فلسطين.

وأضاف الرئيس:'إذا اختارت الحكومة الاسرائيلية الاستمرار في التوسع الاستيطاني وخلق الأمر الواقع على الأرض فإننا سنلجأ إلى إتباع جميع  الوسائل المتاحة لنا بما في ذلك التوجه للمؤسسات الدولية'.

وحول جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية، قال سيادته 'إننا نعمل بكل إخلاص وقناعة من أجل طي صفحة الانقسام، وجعل المصالحة الفلسطينية حقيقة راسخة وناجزة على أرض الواقع'، مؤكدا أن الخطوة الحاسمة والفاعلة التي ستجعل من المصالحة أمراً ناجزاً، هي الذهاب إلى صناديق الاقتراع، وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمجلس الوطني.

وتمنى الرئيس على الجميع ألا يمسوا وحدانية التمثيل الفلسطيني وتقسيم وتجزئة شرعيتها.

وأهاب بالأشقاء كافة في سوريا تجنيب أبناء شعبنا ويلات الصراع، وطمأن لبنان بأن نزوح بعض العائلات الفلسطينية من مخيم اليرموك إلى لبنان، مؤكدا على عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مخيماتهم في سوريا في الوقت الذي يتحقق فيه الحد الأدنى من الأمن، لأننا في الأساس نتطلع إلى عودتهم إلى فلسطين.

 

وفيما يلي كلمة الرئيس:

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي ولي العهد السعودي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود،

الإخوة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

الأخ الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية

أصحاب الدولة و المعالي والسعادة،

السيدات والسادة الحضور الكريم،

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يطيب لي بداية أن أتوجه بالتحية والشكر لجمهورية مصر العربية على رئاستها للقمة خلال الدورة السابقة، وأتقدم بالتهنئة للمملكة العربية السعودية على تولى رئاسة هذه القمة للدورة الحالية، كما أتوجه الى أخي خادم الحرمين الشريفين، ومن خلاله لحكومة وشعب المملكة العربية السعودية بعميق التحية والتقدير،على مواقف الدعم والمؤازرة الثابتة والمبدئية، التي دأبت على وقوفها إلى جانب شعبنا الفلسطيني، عبر عقود خلت، وإلى اليوم، لتمكينه من استعادة وممارسة حقوقه الوطنية الثابتة، والصمود على ترابه الوطني الفلسطيني.

 

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو

بدعمكم ومساندة الأصدقاء حصلت دولة فلسطين على تأييد دولي واسع وصل إلى 138 دولة، جميعهم صوتوا لصالح رفع مكانة دولة فلسطين لدولة مراقب في الأمم المتحدة، الأمر الذي عزز المكانة القانونية والدولية للقضية الفلسطينية، وعليه فلن تتمكن حكومة الاحتلال الإسرائيلية  بعد الآن من القول إن أرض الدولة الفلسطينية هي أرض متنازع عليها، لأنها وفق القانون الدولي أصبحت الآن أرض دولة ترزح تحت الاحتلال منذ العام 1967، وهو ما يشمل  قطاع غزة والضفة الغربية، وبما فيها القدس الشرقية.

وقد بدأنا في تجسيد هذا القرار على الأرض، ونسعى في نفس الوقت لإيجاد منهجية جديدة لحل الصراع القائم وفق ما تم الاتفاق عليه في اجتماعات لجنة المتابعة العربية، وذلك بابتعاث وفد وزاري عربي للقاء الإدارة الأميركية الجديدة بعد تشكيلها، والاتصال بباقي الدول أعضاء مجلس الأمن الدائمين (روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا)، وكذلك الاتحاد الأوروبي خلال الأسابيع القادمة من أجل التوصل الى مقترحات محددة على أساس المرجعيات الدولية وضمن برنامج زمني واضح بما يؤدي لإنهاء الاحتلال واستقلال دولة فلسطين.

أما إذا اختارت الحكومة الاسرائيلية الاستمرار في التوسع الاستيطاني وخلق الأمر الواقع على الأرض فإننا سنلجأ إلى إتباع جميع  الوسائل المتاحة لنا بما في ذلك التوجه للمؤسسات الدولية.

 

إخوتي القادة الأعزاء،

إنني آتٍ اليوم أحمل إليكم هموم أهلكم وأبناء شعبكم في فلسطين وعذاباتهم، ففلسطين اليوم تتعرض إلى حرب استيطانية يشنها الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا، الذي يقاومها بإيمانه وعزيمته وتصميمه على البقاء والصمود والتجذر في أرضه ووطنه، الذي لا وطن له سواه، ولا يرضى عنه بديلاً.

فالحصار والاستيطان ينتشر كالسرطان المدمر في أرجاء الضفة الغربية كافة بما فيها القدس الشريف، ولقد سمعتم مؤخراً عن إعلان حكومة الاحتلال عن نيتها لبناء آلاف الوحدات السكنية على الأراضي الفلسطينية في محيط القدس، مما سيؤدي الى عزل القدس وشطر الضفة الى قسمين، الأمر الذي نعتبره خطاً أحمر ولن نسمح به.

ولعلكم شاهدتم قوات الاحتلال الإسرائيلي وهي تعتدي على أبنائنا وبناتنا الذين وضعوا حجر الأساس لقرية باب الشمس على أرض فلسطينية في محيط القدس، رفضاً منهم للاعتداءات الإسرائيلية الاستيطانية على أراضي دولة فلسطين المحتلة، وخاصة في  القدس الشريف، وتثبيتاً لحقنا في العيش على أية بقعة من أراضي القدس وما حولها،  فلا معنى لأن تستقل فلسطين دون أن تكون القدس الشريف عاصمةً لها.

إخوتي، إن القدس في خطر شديد والأقصى ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية كافة في خطر أشد، فما تقوم به حكومة الاحتلال يهدف الى تحويل أهل القدس الأصليين، مسيحيين ومسلمين، إلى أقلية في مدينتهم، من خلال التضييق عليهم بفرض الضرائب الباهظة، وعمليات السيطرة والاحتلال والهدم للبيوت وإغلاق المدينة في وجه أهلها، وعزلها عن محيطها العربي الفلسطيني، هذا ناهيكم عن جدار العزل والفصل العنصري، الذي يخنق المدينة وفقاً لمخططات تهويدها، ويقطع صلاتها بهويتها التاريخية العربية والإسلامية.

 

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

وإلى جانب ما نعانيه من الاحتلال والاستيطان، فإننا نعاني أزمة مالية خانقة ومدمرة، فحكومة الاحتلال الاسرائيلية تحتجز أموال الضرائب الفلسطينية دون وجه حق، وتفرض على اقتصادنا حصاراً لا مثيل له، وهي تحول دون تمكين شعبنا من استغلال أراضيه وموارده.

ونحن نعاني منذ أكثر عامين من عجز تمويلي كبير ومرهق نتيجة عدم ورود ما يكفي من المساعدات الخارجية. وتفاقمت حدة الأزمة المالية مؤخراً من جراء احتجاز حكومة الاحتلال لأموالنا، الأمر الذي رفع نسبة الفقر والبطالة في المجتمع الفلسطيني إلى مستويات غير مسبوقة، ما يسبب آثاراً مدمرة على الاقتصاد الفلسطيني، الذي يعاني أصلاً من حالة اختناق مزمنة بسبب الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته التضييقية المتواصلة.

وأمام هذا الواقع الصعب والمرير فإننا نعبر عن فائق شكرنا للأصدقاء والأشقاء الذين قدموا دعماً مالياً خلال الفترة الماضية، ويتطلع شعبنا إلى الدول العربية الشقيقة للوفاء بالتزاماتها المالية لمن لم يلتزم، وفق قرارات القمم العربية المتعاقبة وفي نفس الوقت تنفيذ قرارهم بشأن شبكة الأمان العربية التي أقرت في القمة العربية في بغداد، حيث أن حكومة الاحتلال الاسرائيلية تحتجز أموالنا منذ شهرين، كما أن الكونغرس الأمريكي يمنع تحويل مساعداته منذ ستة شهور.

وإننا على يقين تام بأن الأشقاء العرب سوف يتحملون معنا كلفة قرار الجمعية العامة الأخير، والذي جسد الشخصية القانونية والكيانية الجغرافية لدولة فلسطين وبعاصمتها القدس الشريف على حدود 1967.

وفي ظل ما يحدث من اعتداءات محمومة على القدس فمن الضرورة مواصلة دعم صمود أهلها، ودعم المشروعات التنموية المقامة فيها، وتنفيذ الخطة الإستراتيجية لدعم القدس،  والتي اتفق على تمويلها في  قمتي  سرت والكويت.

ومن المهم مواصلة الأمانة العامة جهودها لحث الدول العربية على تسديد الحصص المقررة عليها تجاه دعم موارد صندوقي الأقصى والقدس ليكونا قادرين على تمويل مشروعات الخطة الإستراتيجية وما يتفق عليه.

هذا الى جانب دعوة 'صندوق دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الوطن العربي '، المنشأ بمبادرة من سمو أمير دولة الكويت والموكلة إدارته إلى الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، لإعطاء الأولوية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة المقامة في فلسطين وخاصة في مدينة القدس.

 

أيها الإخوة القادة،

إننا نعمل بكل إخلاص وقناعة من أجل طي صفحة الانقسام، وجعل المصالحة الفلسطينية حقيقة راسخة وناجزة على أرض الواقع، ونحن إذ نثمن عاليا الجهد الذي تبذله مصر الشقيقة والاهتمام الذي يوليه الرئيس محمد مرسي، كذلك كل جُهد يبذل من الأشقاء والأصدقاء كافة، لنؤكد من جديد بأن الخطوة الحاسمة والفاعلة التي ستجعل من المصالحة أمراً ناجزاً، هي الذهاب إلى صناديق الاقتراع، وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمجلس الوطني، وعندئذ تكون الكلمة للشعب، الذي هو مصدر السلطات.

الإخوة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

إن الانقسام البغيض لم يمنعنا من العمل  للقيام بواجباتنا تجاه أهلنا في قطاع غزة، فنحن من ناحية ننفق حوالي 130 مليون دولار شهرياً في قطاع غزة موزعة على الرواتب والأجور والخدمات الاجتماعية، كالتعليم والصحة، بالإضافة إلى المساعدات الاجتماعية في إطار شبكة الأمان الاجتماعي، وما أمكن تنفيذيه من مشاريع تطويرية، بالرغم من الحصار الإسرائيلي الجائر، والذي ندعو القوى الدولية الفاعلة لإنهائه.

وإننا نتمنى على الجميع أن لا يمسوا وحدانية التمثيل الفلسطيني وتقسيم وتجزئة شرعيتها.

 

الإخوة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

أود التوقف عند قضية لاجئينا الفلسطينيين في مخيم اليرموك، فما يحصل في سوريا الشقيقة يؤلمنا، ويدمي قلوبنا، ونود في هذا المقام أن نجدد القول والتأكيد على موقفنا الثابت، بأننا لسنا طرفاً في أي صراع أو نزاع يقع في أي منطقة من أرضنا العربية والعالم، إننا نتطلع لرؤية الوئام والسلام والحرية والعدالة تسود أقطار أمتنا العربية.

 ومن على هذا المنبر، ومن رحاب هذه الديار الطاهرة المباركة، نهيب بالأشقاء كافة في سوريا تجنيب أبناء شعبنا الذين يعيشون بينكم، ضيوفاً عليكم كلاجئين في مخيم اليرموك وسواه، ويلات هذا الصراع، ونطمئن إخواننا اللبنانيين أن نزوح بعض العائلات الفلسطينية من مخيم اليرموك إلى لبنان، هو وضع مؤقت وإننا نؤكد مرة أخرى على عودتهم إلى مخيماتهم في سوريا في الوقت الذي يتحقق فيه الحد الأدنى من الأمن، لأننا في الأساس إنما نتطلع إلى عودتهم إلى فلسطين.

الإخوة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

إننا اليوم بحاجةٍ إلى جعل قرارات قممنا حقائق ناجزة على الأرض، من أجل تنمية وتطوير مجتمعاتنا، و النهوض باقتصاداتنا، ومكافحة الفقر والبطالة والتهميش, وإعلاء شأن حقوق الإنسان, والمزيد من التفعيل لدور المرأة، وتأكيد العدالة الاجتماعية والمشاركة المجتمعية في البرامج التنموية وإيلاء اهتمام خاص بمتطلبات قطاع الشباب واحتياجاته.

ختاماً أتمنى لمؤتمرنا هذا النجاح والتوفيق والخروج بالقرارات والتوجيهات، التي تعود على أمتنا وشعوبها واقتصاداتنا ومجتمعاتنا بالنمو والرخاء والازدهار والعيش الحر الكريم.

ولا يفوتني، أن أجدد الشكر والتقدير، للدول العربية التي سارعت بنجدتنا، بعد صدور قرار الجمعية العامة برفع مكانة دولة فلسطين في الأمم المتحدة، الأمر الذي أدى إلى حجز أموالنا من حكومة الاحتلال الإسرائيلي وتعرضنا لحصار مالي، وأخص بالذكر، ما قدمته المملكة العربية السعودية منذ أيام، وكذلك كل من الشقيقة الجزائر وسلطنة عمان، ولدينا كل الثقة بإخواننا وأشقائنا، بأنهم سيستمرون في دعمنا، كما فعلوا في الماضي.

 مثمناً عالياً ما بذل من جهود لإنجاح هذه القمة من قبل المملكة,والأمانة العامة لجامعة الدول العربية وطواقمها الفنية.

بسم الله الرحمن الرحيم

' وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسولُه والمؤمنون '

صدق الله العظيم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته