خبر في الوقت الذي كنتم تتحدثون فيه عن بينيت -هآرتس

الساعة 09:17 ص|21 يناير 2013

في الوقت الذي كنتم تتحدثون فيه عن بينيت -هآرتس

بقلم: ألوف بن

        (المضمون: سيكون يئير لبيد الذي أحسن ادارة حملته الانتخابية بحكمة وهدوء أبرز الفائزين بعد الانتخابات - المصدر).

        إن الفائز اللائح في المعركة الانتخابية للكنيست الـ 19 هو يئير لبيد. ففي الوقت الذي حصرت فيه وسائل الاعلام والدعاية اهتمامها في المعركة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ونموذجه الجديد نفتالي بينيت كان لبيد يُجري حملة انتخابية دقيقة وهادئة أثارت القليل من الانتباه. وقد احترس لبيد من اضعاف قوته بالخصام وامتنع عن زلات لسان محرجة وتمسك في اخلاص برسالة "يوجد مستقبل" وهي "جئنا للتغيير".

        أدمن مرشحون آخرون الحيل الدعائية وعبادة الشخصية وشعارات فارغة من المضمون مثل: نعلي بينيت الحمراوين وقطع اللحم في ثلاجة شيلي يحيموفيتش و"الرجل القوي" في لافتات نتنياهو. كان لبيد يتمتع بشهرة عظيمة حينما كان صحفيا ومقدم برامج في التلفاز وداعيا في مصرف، وعرف الناخبون من هو قبل ان يتجه الى السياسة بكثير. ومكّنه ذلك من ان يحصر الحملة الانتخابية في برنامج مفصل لتغيير الدولة في مركزه تحطيم "مجتمع الدارسين" وتجنيد الحريديين للجيش أو لاعمال قسرية ("الخدمة المدنية")؛ وبناء 150 ألف شقة؛ وتعديلات على طريقة الحكم؛ وبرنامج سياسي ليسار أمني أو يمين ليّن محبوب منذ زمن بعيد لناخبي الوسط والاصوات الطافية.

        لاءم لبيد أذواق مصوتين يريدون تغييرا لكنهم لا يريدون تغييرا كبيرا جدا. فهم يحبون هويتهم الاسرائيلية والجيش الاسرائيلي لكن نغمة حياتهم يتم توقيعها بالامريكية. وهم لا يحبون العرب و"الشرق الاوسط الجديد"، ويريدون السلام كي تكون اسرائيل مقبولة في الغرب. ويُكثرون الحديث عن الدعاية الفاسدة التي يكرهوننا في العالم بسببها.

        تدل استطلاعات الرأي على ان "يوجد مستقبل" حافظ على قوته تقريبا منذ بدأت الحملة الانتخابية الى ان انتهت، وعلى أن تقلبات المعركة الانتخابية – توحيد الليكود بيتنا وانشاء "الحركة" لتسيبي لفني وقفز بينيت الى الأعلى – قد اقتطعت من هوامشه فقط. وسُجل انجاز لبيد الأبرز في المدارس الثانوية والمعاهد حيث هزم الاحزاب الكبيرة والقديمة فقد وجد فيه الشباب سياسيا يفكر فيهم ويتحدث اليهم ويعاملهم على أنهم "وسط" يستحق الانتباه والافضال، لا على أنهم تيار رئيس لا وجه له.

        إن انجاز لبيد يجعله كلسان الميزان في الكنيست القادمة (الى جانب شاؤول موفاز اذا اجتاز كديما نسبة الحسم). واذا فاز نتنياهو كالمتوقع سيحتاج اليه الى جانبه باعتباره الوجه المعتدل في الحكومة القادمة. واذا تحقق دعاء اليسار وأنهت الكتل المنافسة بالتعادل فسيستطيع لبيد ان ينصب رئيس الوزراء ويحدد تركيبة الائتلاف، وليس هذا سيئا بالنسبة لسياسي جديد.

        يُصور لبيد على أنه الأقل "يسارية" في الكتلة السياسية الممتدة بين نتنياهو وحنين الزعبي. وليست عنده خصومة شخصية أو ايديولوجية مع رئيس الوزراء ومع أكثر المرشحين الآخرين. وسيُمكّنه عدد نواب ذو منزلتين من الانضمام الى نتنياهو بديلا عن شاس، ومن خفض السعر الذي سيدفعه الليكود الى الحريديين، وقد عرض لبيد نفسه مرشحا لوزارة التربية وهو الآن ايضا يُبرز خلفيته باعتباره كان معلما متطوعا للمدنيات. وهو يستطيع ان يتعلم من الوزير الخارج كيف يستغل الوزارة لتطوير نفسه: فقد اشترى جدعون ساعر الهدوء من منظمات المعلمين التي نغصت حياة من سبقوه في هذا المنصب وحصر عنايته في تسييس الجهاز واثارة العناوين الصحفية التي جعلته أكبر ايديولوجيي اليمين وجعلته المشرف على الانتخابات التمهيدية في الليكود.

        سيكون تحدي لبيد ان يحافظ على حزبه موحدا ويجتاز الولاية كلها معه. إن ارضاء الناس كل السنة أصعب من الحفاظ عليهم مثل ملصقة في جو أدرينالين الحملة الانتخابية. ومن الصعب ايضا أن تعد بالتغيير حينما تصبح جزءا من السلطة. لكن اذا أظهر لبيد الأساسية نفسها التي أظهرها في التخطيط لترشحه للسياسة وتجنيد المتبرعين وبناء حزبه وكتابة البرنامج الحزبي وادارة المنافسة فمن المحتمل ان يتقدم ايضا تقدما يفوق انجازه اللائح في المعركة الانتخابية الحالية.