خبر الأرض تحترق- يديعوت

الساعة 09:15 ص|21 يناير 2013

بقلم: سيما كدمون

        فعل رئيس الوزراء أمس شيئا لا يجوز فعله في الحملة الانتخابية ولا سيما قبل يومين من توجه الجمهور الى صناديق الاقتراع، فقد أوحى بالذعر.

        إن الاعلان أمس بتعيين الوزير موشيه كحلون لمنصب رئيس مديرية اراضي اسرائيل لم يشهد فقط على الحالة النفسية لرئيس الليكود بيتنا بل بث ايضا الاستخفاف بذكاء الناخبين. يبدو ان نتنياهو أمل ان يُسبب اسم كحلون خلخلات ايجابية بين الجمهور. وان يكون السياق الحدسي هو نجاح ثورة الهواتف المحمولة ليُحرك ذلك تلك الفئة التي لم تعد ترى الليكود بيتها. لكن بيّنوا لي ناخبا واحدا سيجعله تعيين كحلون لهذا المنصب يصوت لليكود بيتنا، وحائرا واحدا يقنعه هذا بالنزول عن الجدار.

        إن توقيت التعيين وصورة فعله ذكراني بتعيين آخر في سنة 1981 حينما كان شمعون بيرس رئيس حزب العمل. فقد استقر رأيه قبل يومين من الانتخابات على إحلال اسحق رابين محل حاييم بارليف الذي كان مرشحا لمنصب وزير الدفاع، وقد أوحت تلك الخطوة آنذاك ايضا بالذعر ولم تساعد ايضا. لكن الفرق كبير جدا لأن الحديث آنذاك كان عن رئيسي اركان سابقين وكان المنصب وزير الدفاع.

        والحديث هنا عن منصب سيتم في أحسن الحالات اذا تم بعد بضعة أشهر. ولماذا ليس من المؤكد ان يتم؟ لسبب بسيط وهو ان نتنياهو لا علم له بما سيكون هنا في ليلة غد، فهل يعد اذا بشيء بعد بضعة أشهر؟ وهو لا يعلم من سيكون شركاؤه ومن الذين سيضطر الى إعطائهم حقائب وزارية ومنها حقيبة الاسكان، وهل سيكون وزير الاسكان ذاك مستعدا أصلا لقبول الحقيبة الوزارية بعد إفراغها من المضمون، هذا ولم نبدأ بعد الحديث عن تغيير القوانين المطلوب هنا كي يحصل كحلون على هذا المنصب.

        لا يجب ان تكون حكيما كبيرا كي تدرك ان هذا التعيين استُل لضرورة الدعاية، وعلى انه جهد اللحظة الاخيرة لوقف تسرب النواب. لا يبدو هذا مثل نصيحة من آرثر فنكلشتاين بل يبدو اجراءا أكثر ملاءمة لنتنياهو الذي نعرفه حيث يحفزه الذعر والضغط الى عمل فوري والى ارتجال فعل رأينا مثله أكثر من مرة في خلال حكمه. يجب عليه ان يشكر رئيس اللجنة الانتخابية القاضي اليكيم روبنشتاين الذي فرض حظرا على وسائل الاعلام ومنعها من أن تبث المؤتمر الصحفي الذي خطط له. يمكن فقط أن نتخيل كيف كانت ستظهر هذا المؤتمر المختطف الذي يقف فيه نتنياهو والى جانبه كحلون وهو نفس كحلون الذي رأيناه من قبل في سلسلة أحداث مشابهة وهو يعلن استقالته وبعد ذلك في جلسة الكتلة الحزبية يمتدح رئيس الوزراء ويُثني عليه وهنا هو على المنصة في مؤتمر الليكود يعانقه نتنياهو ويعد بمساعدة الليكود في معركة الانتخابات وبعد ذلك بيومين يزن ان يرشح نفسه في حزب مستقل ثم يندم مرة اخرى ويعود الى الخطة الاولى التي هي كما قال مهلة تشتمل على دورة تعليم مديرين في هارفارد.

        من المحزن ان نرى كحلون يتعوج على هذا النحو الشفاف من غير قدرة على الثبات متعاونا مع رئيس الوزراء الذي لن يراه من متر واحد اذا تغيرت الحال بعد الانتخابات ولم يعد محتاجا اليه. كان يُحسن كحلون الصنع اذا كان يشتهي المنصب لو انتظر الى ما بعد الانتخابات ولم يصبح أداة لعب في يد لا توحي في هذه الايام حقا بالاستقرار والاتساق.

        لكن كحلون ليس هو الشأن. فالشأن هو نتنياهو الذي يظن أننا سيجوز علينا ان كحلون هو الجواب عن كل المشكلات التي تنتظرنا وراء الزاوية. وأنه يعتمد على أننا سنتحدث فقط عن هذا التعيين بدل ان نتحدث عما جرى في مقر انتخابات الليكود بيتنا وعن الغضب والخصام الداخلي. وأنه يُخيل اليه انه يكفي ذِكر اسم كحلون لتغيير صورة الانتخابات.

        وفي الأساس أن الجمهور غبي جدا بحيث يمكن ان يُباع رزمة سكن حسنة لا ان يُباع فقط كحلون مع رزمة هاتف محمول بـ 99 شيكل.