تعقبها عزلة دولية

تقرير محللون:المشهد السياسي الإسرائيلي القادم يتجه نحو حكومة يمينية أكثر تطرفاً

الساعة 04:35 م|20 يناير 2013

غزة (تغطية خاصة)

أكد محللون سياسيون ومختصين بالشأن الإسرائيلي أن الانتخابات القادمة ستكون إفرازاً لحكومة أكثر يميناً وتطرفاً من سابقاتها لكن المحللين رجحوا في الوقت ذاته في حال صدقت توقعاتهم أن لا تدوم الحكومة أكثر من أشهر معدودة.

كما أوضح المحللون أن الأوفر حظاً باكتساح أصوات الناخبين بنيامين نتنياهو وبالتالي تشكيله للحكومة الإسرائيلية القادمة، جاء ذلك خلال حلقة نقاش بعنوان "السيناريوهات المستقبلية للخارطة السياسية الإسرائيلية وتداعياتها" والتي نفذها مركز فلسطين للدراسات والبحوث.

وأشار المحللين إلى أن أبرز أجندة وأولويات التكتلات الانتخابية والحكومات الإسرائيلية القادمة الاستمرار في قضم الأراضي الفلسطينية والتوسع الاستيطاني بالضفة المحتلة والعمل على تهويد المقدسات وطمس المعالم الإسلامية وإجهاض مشاريع حل الدولتين.

 وتوقع المحللين أن تعاني دولة الاحتلال الإسرائيلية في حال صعود اليمين المتطرف الحكم من عزلة دولية ومشاكل سياسية واقتصادية. 


حكومة يمينية وعزلة دولية

مدير مركز أطلس للدراسات والإسرائيلية عبدالرحمن شهاب أوضح انه من المتوقع فوز اليمين الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو واستمراره في نهج إنهاء مشروع الدولتين بين السلطة الفلسطينية والطرف الإسرائيلي.

وأضح شهاب أن لا تدوم الحكومة الإسرائيلية برئاسة اليمين المتطرف أكثر من عامين بسبب العزلة الدولية التي ستفرض عليها في حال تنكرت للقوانين الدولية بشأن قرار الأمم المتحدة بحق الدولة الفلسطينية واستمرارها بسياسة التغول الاستيطاني.

وقال :"يجب علينا كفلسطينيين أن نستفيد من العزلة الإسرائيلية واستغلال الفرصة بابتعاد الكيان عن النظام الدولي واستخدامه بالشكل السليم والأصح للقضية".


"اسرائيل" تفتقد حكم الحزب الواحد

المحلل السياسي اكرم عطالله أكد ان من سيشكل الحكومة الإسرائيلية القادمة تحالف نتنياهو وليبرمان (الليكود بيتنا) موضحاً أن دولة ما تسمى بـ"إسرائيل" المرحلة القادمة ستفتقد للحكم المركزي للحزب الوحد وسيديرها أكثر من حزب وأكثر من تحالف.

وقال:"الحزب الحاكم من المرشح أن يحصد فقط 15% من السلطة وهو ما يجعلها تُغيب الحكم الموحد لحزب ما ومن المرجح أن تكون حكومة تراوح مكانها دون ادنى فعالية".

واستبعد عطالله قدرة نتنياهو تشكيل حكومة من حزبه أو مركزي للحزب واحد وعليه سيتقاسم السلطة مع شريكه وحليفه حزب "بيتنا".

وأشار عطالله الى انزياح كبير بالمجتمع الإسرائيلي بكامله نحو اليمينية الفاشية المتطرفة وهو ما سينتج عنه حكومات متطرفة.


المستوطنون بالخارطة السياسية

من ناحيته أوضح المختص بالشأن الإسرائيلي شاكر شبات تراجع حاد بدور الاحزاب الحاكمة وغيابها بـ"إسرائيل" منذ التسعينات وافتقار الأحزاب القوة التي تمكنها من الحكم الانفرادي والموحد لتحل محلها الائتلافات والتكتلات الانتخابية المشتركية وهو ما كان أخراً بين كل من حزب الليكود  بزعامة نتنياهو وبيتنا بزعامة ليبرمان.

واشار شبات أن جميع الائتلافات والتكتلات الانتخابية هي فترة مرحلية "فترة الانتخابات" الهدف منها خوض الانتخابات ولا تتفق بالغلب تلك الائتلافات على برامج سياسية موحدة.

ولفت شبات الى أن جميع الشعارات التي يتداولها الاحزاب الإسرائيلية بالوقت الراهن هي شعارات ايديولوجية  وخلفيات للحزب ذاته.

وقال :"الليكود يحمل شعارات رنانة وقوية مثل (نريد رئيس وزراء قوي) و(حكومة قوية) و (إسرائيل قوية) اما بالنسبة لحزب لشاس فهو يحمل (مصطلحات المظلومية من بعض الفئات الداخلية) بينما يحمل حزب العمل شعارات(تركز على الطبقات الفقيرة والاجتماعية)".

واشار شبات ان شعارات الاحزاب ستكون على اجندتهم في حال فوزهم، وضرورة الوقوف بدقة عند كل تلك الشعارات بدقة لإيضاح ما سيكون عليه المشهد الإسرائيلي السياسي القادم.

واوضح ان الفجوة باتت اكثر اتساعاً بين المتدينين والليبراليين والعلمانيين في الخارطة السياسية الاسرائيلية.

واكد ان تجمع المستوطنين اصبح واضح ولديه قوة عددية كبيرة واصبح لديه داخل كل حزب "لوبي" يعمل بداخل ومن اجله كوجود انصار لهم ومقربين منهم في حزب الليكود.

 وتوقع شبات نفوذ اكبر للمجتمع الاستيطاني في الخارطة السياسية القادمة بـ"إسرائيل".


اجماع على الاستيطان

الكاتب والخبير بالشأن الصهيوني توفيق أبو شومر اوضح في بداية كلمته ان الساحة الاسرائيلية تحمل مفاجئات، ولا يمكن التنبؤ الدقيق بما ستؤول اليه الامور السياسية فيها.

واكد شومر ان جميع الاحزاب الإسرائيلية الانتخابية تجمع على موضوع استمرارية الاستيطان موضحاً ان اكبر مؤشر على تلك الإجماع هو افتتاح جامعة ارئيل بمستوطنة "ارئيل" بالقرب من مدينة نابلس.

موضحاً انه في حال نجاح اليمين في تشكيل الحكومة الاسرائيلية القادمة لن يكتب لها الحياة طويلاً وستسقط خلال الاشهر الاولى مرجعاً توقعاته لوجود معسكر معارض من الاحزاب المنافسة كـ(العمل وميرتس الخ).


الحكومة اليمينة لن تصمد

من جهته رأى الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب ان رسالة الرئيس الامريكي باراك اوباما لا تشكل خطورة على حزب الليكود، بل على النقيض من ذلك حيث ان الرسالة جاءت داعمة للحزب ورئيسه.

وكانت تسريبات إعلامية  تناقلت ما قاله الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن نتانياهو بأنه "لا يفهم ما هي المصالح "الإسرائيلية"، وأن تصرفاته ستقود الاحتلال إلى عزلة دولية خطيرة".

واشار حبيب الى قراءة الحصيلة ليس في حصد الاصوات التي تحصل الحكومة وتشكيل وزرات فقط وانما يجب قراءة المناصرين للحكومة من عدمه بالمجتمع الإسرائيلي.

وقال :"في حال نجاح كتلة نتنياهو ليبرمان من الممكن ان تستمر قليلاً ولكنها لن تصمد طويلاً بسبب خلافات قد تنشب على المقاعد وخلافات اخرى من الممكن تغزوها".


الأسوأ على الفلسطينيين

اما المحلل السياسي وائل المبحوح فقد اكد ان اية حكومة قادمة ستكون الاسوأ على الفلسطينيين وجيدة للإسرائيليين وسيكون اجندة اعمالهم زيادة الاستيطان.

ولفت الى ان العدوان الاخير على غزة –الذي استمر 8 ايام- لن يتسبب بخسارة نتنياهو وعلى ارجح انه سيحصد عدد كبير المقاعد ولكنه سيعاني في تشكيل الحكومة وسيجد صعوبة كبيرة بذلك موضحا انه سيعاني الويلات في تشكيل الحكومة كما حصل مع تسيبي ليفني واولمرت عقب الحرب الإسرائيلية عام 2008م.

وقال المبحوح "رسالة الرئيس الامريكي كانت جيدة ولصالح بنيامين نتنياهو وهي موجهة على وجه الخصوص الى الجمهور الإسرائيلي المتردد في اختيار نتنياهو والذي يظنون ان نتنياهو بجيب امريكا فعداء امريكا لنتنياهو الظاهر سيدفع الجمهور للتصويت له من ناحية انتخابية".


الحكومة القادمة غير مستقرة

وتوقع المحلل السياسي والخبير بالشأن الإسرائيلي عادل ياسين فوز الليكود بقيادة نتنياهو ولم يستبعد ياسين تواصل الليكود مع احزاب الوسط وتشكيل الحكومة معهم، وسعي الليكود الى التواصل مع الاحزاب الدينية عبر الدعم المالي لمراكزهم ومؤسساتهم.

موضحاً في نهاية حديثه ان أي حكومة اسرائيلية قادمة لن تنعم بالاستقرار السياسي عازياً ذلك لوجود خلافات عديدة بين القوى السياسية المتصارعة على عدد من القضايا كالتجنيد.