خبر التهويد كعنصرية -هآرتس

الساعة 10:31 ص|20 يناير 2013

بقلم: أسرة التحرير

رئيس بلدية نتسيرت عيليت، شمعون جفسو، يصف منصبه كرسالة وطنية. ويقرر فيقول ان "نتسيرت عيليت هي مدينة تأسس من أجل تهويد الجليل. سكان المدينة وأنا على رأسهم  نقف بأغلبية هائلة خلف مبدأ أنه يتعين على نتسيرت أن تحافظ على دورها هذا". وكجزء من هذا "التهويد" قرر منع اقامة مدرسة عربية لنحو 1.900 تلميذ عربي، ابناء نحو 20 في المائة من السكان في المدينة. ويضطر هؤلاء التلاميذ الى السفر كل يوم الى مدينة الناصرة، حيث عدد قليل من المدارس، يصعب عليها استيعابهم.

        نتسيرت عيليت هي مدينة مختلطة، حيث حيفا، عكا، اللد وتل ابيب، ملزمة بان تقيم مدارس للجماعات السكانية الخاصة. هذا الواجب، الذي ينبع من مبدأ مساواة الحقوق الاجتماعية لكل مواطني الدولة، يقرر ضمن أمور اخرى حق العرب في مدارس خاصة بهم، باشراف وزارة التعليم، ليس فقط في المدن العربية بل وايضا في الاحياء العربية داخل المدن المختلطة. جفسو، الذي طلب في شهر تشرين الثاني من وزير الداخلية ايلي يشاي ان يقرر بان مدينة الناصرة العربية هي "مدينة معادية لدولة اسرائيل" لا يعترف بواجبه في توفير خدمات التعليم الخاصة لسكان مدينته من العرب. والاخطر من ذلك رفض اقامة مدرسة لسكان المدينة العرب لا يقل عن عمل مباشر لتطهير المدينة من اولئك المواطنين الذين "يمسون"، برأيه، بالهدف الوطني لنتسيرت عيليت – تهويد الجليل.

        تعبير "تهويد الجليل" اصبح غطاء شرعيا مزعوما لكل موقف عنصري ظلامي يرى في مجرد وجود العرب في الجليل – أو في كل مكان آخر في الدولة – تهديدا وطنيا. هذه المواقف تحظى باسناد من جانب قسم من قادة الدولة، الذين لم يكلفوا انفسهم حتى الان شجب تصريحات جفسو ورفضها. كان يمكن ايضا أن نتوقع من وزير التعليم جدعون ساعر أن يسارع الى استخدام صلاحياته ويأمر باقامة مدرسة عربية في نتسيرت عيليت. ولكن عندما يعرب جفسو بصوت عال ما يبدو ان ساعر يؤمن به، وعندما ينغمس وزير الداخلية، المسؤول عن البلدية، في الخطاب العنصري، فان لا يتبقى للمواطنين الذين يعارضون العنصرية والتمييز – عربا ويهودا على حد سواء – الا التصويت لاحزاب تكافحها.