خبر عدو من البيت- يديعوت

الساعة 10:21 ص|20 يناير 2013

 

بقلم: ناحوم برنياع

        أحدث الصراع بين الليكود بيتنا والبيت اليهودي دراما في الحملة الدعائية الانتخابية التي كان يُخيل الينا ان نتائجها قد قُضيت سلفا.

        إن نفتالي بينيت مرشح جذاب، فهو يوحي بالجدية والانفتاح والماضي القتالي والنجاح في الاعمال والتجربة الامريكية – وهي مزايا كان يستطيع نتنياهو ان يتمدح بها قبل عشرين سنة. ويمكن ان نقول حينما نحلل هذين المرشحين وحدهما إنهما براغماتيان فهما خبراء تسويق أكثر من أن يكونا متطرفين ايديولوجيين. وكان الاثنان يستطيعان لو اختلفت الظروف ان يكونا عضوين في الحزب نفسه (والحقيقة أنهما كانا في الحزب نفسه الى أن اعتزل بينيت الليكود).

        لكنهما ليسا وحدهما، فنتنياهو يرأس قائمة حزبية لا يسيطر عليها، ويسيطر ليبرمان على نصفها. أما النصف الآخر فتسيطر عليه معسكرات سياسية يعتبر بعضها في الهوامش المتطرفة من فئة المستوطنين.

        نفتالي بينيت ايضا لا يسيطر على قائمته الحزبية. فقد ضم اتفاق غير ناجح وقع عليه مع فصيلة قومية – متطرفة اسمها "تكوماه" الى قائمته عددا من المرشحين من الهوامش المسيحانية في المستوطنات. هناك ناخبون شباب يؤثر فيهم جدا الرائحة القتالية التي تنبعث عن قائمة بينيت. إن الشباب العلمانيين في الحقيقة يتقاسمون اليوم خيمة مع شباب متدينين ويخرجون في مهام معهم ويستحسنون ذلك. وهم يستطيعون ان يروا أنفسهم يخرجون في عملية يتولى بينيت قيادتها وهو يقول لهم "يا أخي" وينتشون بسبب ذلك.

        لكن الانتخابات ليست تدريبا في فريق مغلين، وبينيت ليس أخاهم حقا فهو لا يستطيع. وليست أوريت ستروك، وهي مرشحة واقعية في قائمته، أختا لهم. وحينما سيُدعى هؤلاء الشباب في المرة القادمة لابطال سيطرة المستوطنين على بيت في الخليل سيجدونها في الجانب الثاني ترفع شكاوى عليهم وتطاردهم وتسيء الى سمعتهم فوق منصة الكنيست.

        أسرعت جهات من اليسار في غد مقتل رابين الى اتهام كل معتمر قبعة منسوجة بالمسؤولية عن القتل وكانت نتيجة ذلك عصا مرتدة عليهم.

        إن الجندي نفتالي بينيت الذي كان يتجول في الجيش حاسر الرأس عاد واعتمر القبعة الدينية تحرشا وعمل كثيرون جدا عمله. وقد بدت آثار غضبهم من الاتهام الجماعي في صناديق الاقتراع. ففي الانتخابات التي تمت بعد القتل بسبعة اشهر – انتخابات شخصية لرئاسة الوزراء – جند ذوو القبعات المنسوجة أنفسهم لحملة نتنياهو الانتخابية وما كان له ان يتغلب على بيرس لو لا هم.

        حاول بينيت أمس في جهد أخير عشية الانتخابات ان يثير ذلك الشعور من جديد فعرض في مقابلة صحفية في القناة 2 الحملة الدعائية لليكود على مرشحين في قائمته على أنها "حملة قبيحة على القبعات المنسوجة". وألقى على نتنياهو مسؤولية شخصية عن هذه الحملة "السافلة". وقال: "ذكّرني هذا بما فعلوه بك بعد قتل رابين".

        إن الحقائق لا تؤيد زعم بينيت. فحملة الليكود الدعائية هاجمت مرشحين في قائمته ولم تهاجم الوسط كله، وكانت حملة دعائية شخصية لاذعة غير دقيقة تماما كما هي العادة في الدعايات الانتخابية. ولا شبه ألبتة بين هذه الحملة وبين الهاوية التي فغرت فاها في المجتمع الاسرائيلي بعد قتل رابين (وفيما يتعلق بسؤال من من الساسة أسهم في التحريض الذي سبق القتل فان القضية مركبة وأنا أعتقد ان نتنياهو تعلم الدرس ولست على يقين من ان الحاخامين في الخليل تعلموه).

        حاول نتنياهو بجوابه ان يتهرب من المسؤولية عن الحملة الدعائية التي تحمل اسمه فقال: "لا أهاجم أي أحد شخصيا". وأشك في ان يكون أحد ما من الناخبين قد جاز عليه هذا الجواب المتملص وبخاصة اولئك الذين أثرت فيهم الاتهامات التي صدرت عن بينيت.

        بعد ساعة من الانتخابات سينقضي الخصام بين نتنياهو وبينيت وسيجلسان ليُنشئا ائتلافا معا وسيتبين لهما ان أعداءهما الحقيقيين موجودون عندهم في البيت.