خبر علامة تجارية في ضائقة-معاريف

الساعة 10:20 ص|20 يناير 2013

علامة تجارية في ضائقة-معاريف

بقلم: روبيك روزنتال

        (المضمون: الليكود يبدو اليوم مثل مكابي تل أبيب في كرة السلة: رمز ذو تاريخ فاخر فقد طريقه. على الحزب ان يعود الى الاسس وان يبث رسائل اجتماعية ايضا - المصدر).

        في هذه الانتخابات يوجد للاشخاص مكانة ابرز مما في حملات انتخابية سابقة. بيبي، شيلي، بينيت، يئير وتسيبي غطوا مركز المسرح واخفوا جيدا، بشكل عام على نحو واع، الحزب أو الحركة التي يترأسونها أن يقودونها. ولا تعتبر هذه الظاهرة غريبة عن الديمقراطيات بشكل عام ولكنها تبرز الظاهرة التي لا تتحدث فيها الاحزاب الى الناخب.

        تفقد الاحزاب القديمة قوة جذبها وتقاليدها عميقة السنين، والاحزاب الجديدة لا تحاول على الاطلاق خلق قوة جذب للحركة وتكتفي بالزعيم. في حالات "يوجد مستقبل" و "الحركة" فان هذا خيار لا مفر منه، كونه لا يوجد لهذه الاحزاب اي بنية تحتية تاريخية تقريبا. وفي حالة بينيت، يمكن أن نرى حملة انقاذ من الانسحاق شبه التام لـ "المفدال" والصورة المتطرفة لـ "تكوما". ولغرض المقارنة، فان الحزب الذي لا يزال مبنيا على القوة الاصيلة للحركة وعلى تقاليدها أكثر مما على الزعيم المتبدل هو شاس، وان كان يتماثل مع عوفاديا يوسيف وقوته الشخصية؛ وميرتس الذي منذ سنين لم يعد مبينا على زعيم كاريزماتي من نوع شولميت الوني بل على طريق واضح وجمهور ناخبين مخلصين يبدو أنه سيصوت له هذه المرة ايضا.

        المشكلة هي في الحزبين اللذين يمثلان القوى المركزية في السياسة الاسرائيلية منذ قيام الدولة وبالتأكيد منذ التحول في 1977. فالعمل يوجد في عملية انتعاش من ناحية مكانة العلامة التجارية في الوعي الاسرائيلي بعد أن كاد يختفي. ولكن من ينبغي لهم أن يكونوا قلقين جدا هم قادة الليكود. شيء غير جيد حصل لهذا الحزب. فقد أثبت الحزب بانه هش جدا في انتخابات 2006، حين تقلص الى 12 مقعدا. وفي انتخابات 2009 أيضا ظهر أن حدود قوته العليا تهبط عن 30 مقعدا، وهو لا ينجح في تكرار الانجاز الهائل في انتخابات 2003. وقد يثبته الاتحاد مع اسرائيل بيتنا كالحزب الاكبر، ولكن ليس واضحا اذا كان الاتحاد سيبقى وهو يدل على انخفاض آخر في مكانة الليكود بصفته قوة تجذب الجماهير.

        فضلا عن احتساب المقاعد فان الاحساس هو أن الحزب تعب، وان جمهوره الطبيعي ليس متحمسا. فما الذي يؤدي الى ذلك؟ يبدو أن الليكود ارتكب الخطأ المعاكس الذي ارتكبته يحيموفتش: فهو يقلص نفسه الى حزب الامن القومي ولا ينقل رسائل واسعة مطلوبة من حزب مركزي: موقف اجتماعي، ثقافي بل وحتى وطني. قاعدة القوة، مركز الليكود، بعيد عن أن يكون ما كانه في الماضي، وممثلوه المحتملون للكنيست لن يصلوا أغلب الظن الى هناك. في قيادته الشابة يوجد بضعة أشخاص ينالون العطف مثل أردان، ساعر، الكين وحوتوبيلي، ولكن من يثير الانتباه هو شخص متطرف مثل فايغلين، وامرأة سلوكها لا  يبعث على الاحترام مثل ميري ريغف. ممثلون لتقاليد الليكود مثل مريدور، بيغن وايتان ابعدوا ولم يتبقَ سوى ريفلين، فؤاد الليكود. الليكود اليوم يبدو قليلا مثل مكابي تل أبيب في كرة السلة: علامة تجارية وطنية مظفرة، كثيرة الافعال وذات تاريخ فاخر، فقدت طريقها وبالاساس سحرها. مطلوب اعادة ترميم، هزة، عودة الى الاسس، ارتباط بجماهير هدف جدد. ورغم كل التقلبات، فان الديمقراطية الاسرائيلية تحتاج اليوم ايضا الى عامودين فقريين: يسار مركزي قوي العمل في مركزه، يمين مركزي قوي الليكود في مركزه. كل سيناريو آخر سيجعل الكنيست سرب من الاحزاب المتوسطة والصغيرة وسيدحرجنا من انتخابات الى انتخابات دون جدوى.

------------------------------------------------------