خبر أراضي الكيبوتس وراء حدود لبنان.. معاريف

الساعة 10:41 ص|18 يناير 2013

أراضي الكيبوتس وراء حدود لبنان

بقلم: عدي حشمونائي

(المضمون: الخط الازرق الذي يشكل الحدود بين اسرائيل ولبنان يقطع اراضي كيبوتس مسغاف عام وبالتالي فان الكيبوتس لا يمكنه أن يبني في الاراضي التي سبق أن خصصتها الدولة له وتقع خلف الخط الازرق – المصدر).

67 سنة مرت منذ تأسس كيبوتس مسغاف عام في الجليل الاعلى، ولكن مؤخرا دهش اعضاء الكيبوتس إذ اكتشفوا بان دولة اسرائيل قررت بان قسما من أراضي الكيبوتس تعود اطلاقا الى الاراضي السيادية للبنان.

وقد انكشفت البشرى الصاخبة بعد أن رفع الكيبوتس الى اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في الشمال التابعة لوزارة الداخلية طلبا بتغيير وجهة استخدام الارض في عدة قطع للاراضي في الكيبوتس من أجل بناء وحدات سكن جديدة عليها لغرض استيعاب الابناء العائدين والسكان الجدد. ومع أن جدار الفصل الهائل الذي على طوله تسير دوريات الجيش تمر بمحاذاة جدار الكيبوتس، فقد فوجيء اعضاء الكيبوتس إذ قرأوا في الوثيقة التي نقلتها اليهم اللجنة اللوائية السنة الماضية بان الشرط الاول الذي يتعين على الكيبوتس الايفاء به حتى قبل ان تبحث اللجنة بالخطط الجديدة هو الانسحاب الى حدود اسرائيل. وجاء في الوثيقة الرسمية لوزارة الداخلية انه "يجب تعديل الخط الازرق بحيث لا يتجاوز حدود الدولة".

"لاسفنا، واجهنا رفض اللجنة حتى للبحث في طلباتنا بسبب وجود خط حدودي يقطع الكيبوتس"، قال أمس يعقوب بيرغمان، منسق المرافق الاقتصادية. "اضافة الى ذلك تتجاهل اللجنة المباني القائمة والمأهولة، الطرق، ساحات ايقاف السيارات وما شابه، التي توجد داخل الكيبوتس، غربي خط الحدود الجديد الذي تقرر بعد الانسحاب من لبنان في أيار 2000".

كما أن توجهات رئيس المجلس الاقليمي للجليل الاعلى المنصرف، أهرون فلنسي، ومهندس اللجنة المحلية للتخطيط والبناء اوري أمير، الى ادارة اللواء الشمالي في وزارة الداخلية، وقعت على اذان صماء. "في الاشهر الاخيرة جرى التوجه مرتين الى مدير عام ديوان رئيس الوزراء هرئيل لوكر من أجل أن يساعد في ايجاد حل، ولكن حتى اليوم لم يأتِ أي رد"، قال أمس المحامي اودي راز، الذي يمثل الكيبوتس.

وفي نية اعضاء الكيبوتس رفع دعوى تعويض بمبلغ عشرات ملايين الشواكل ضد دولة اسرائيل. وذلك  على حد قول راز  "لانهم وجدوا أنفسهم بلا وسيلة. فمن جهة يمكنهم أن يرفعوا الى الامام بشؤون التخطيط والتوسيع للكيبوتس ومن جهة اخرى لا يوجد هناك من يساعدهم في حل المشكلة. لم يتبقَ لهم عنوان يمكنهم حقا أن يتوجهوا اليه. لقد استنفدوا كل الامكانيات. ولعله يمكن الان ان يحل لهم التعويض المالي من الدولة المشكلة او كبديل يدفع الجهاز الى ايجاد حل مناسب".

وكان كيبوتس مسغاف عام تأسس في العام 1945 من قبل نواة من "البلماخ". العزلة، المناخ الصعب، النقص في المياه، قلة الاراضي والوسائل التي رافقت اعضاء النواة المؤسسين كانت صعبة جدا. درب ضيق فقط ربطهم بالعالم الخارجي، وعلى مدى السنين انضم اعضاء قلائل فقط الى الكيبوتس البعيد. وفي صباح 7 نيسان 1980 دفع الكيبوتس ثمنا باهظا على وجوده بمحاذاة الحدود، حيث أن خلية من خمسة مخربين تسللت من الاراضي اللبنانية، سيطرت على حضانة في الكيبوتس. وفي اثناء عملية الانقاذ التي قامت بها وحدة سييرت متقال الخاصة، قتل رضيع، سكرتير المرافق الاقتصادية ومقاتل في وحدة غولاني واصيب 11 جنديا.

ولكن رغم المصاعب التي رافقته على مدى السنين، ففي العام 2006 اطلق في الكيبوتس حي مجتمعي جديد ويسكن فيه الان 270 عضوا، من السكان والاطفال. "نحن استحكام الدولة. المقدمة للدولة. ونحن نستجدي الدولة لتسمح لها مواصلة النمو الديمغرافي، وهي لا تسمح"، اضاف بيرغمان. "هذا جنون".

في وزارة الداخلية لم ينفوا ادعاءات ممثلي الكيبوتس ولكنهم قالوا: "الوزارة تعمل لتوفير رد لاحتياجات مسغاف عام، في ضوء النمو السكاني، وفقا لقوانين دولة اسرائيل. عندما ترفع الدعوى سترد الوزارة في المحكمة على الادعاءات".

وجاء من ديوان رئيس الوزراء انه "كون الحديث يدور عن اجراءات استئناف في مجال التخطيط، فانه حسب القانون لا يوجد الموضوع الا بصلاحية وزارة الداخلية ولهذا يجب توجيه الاسئلة الى الوزارة".