خبر تصويت واجب لا حق.. اسرائيل اليوم

الساعة 10:40 ص|18 يناير 2013

تصويت واجب لا حق

بقلم: يوسي بيلين

(المضمون: يجب على كل قادر على التصويت ان يصوت في يوم الثلاثاء القريب لأن هذه هي الوسيلة الوحيدة للتأثير في حياة الدولة - المصدر).

توجد اسباب جيدة كثيرة للبقاء في البيت في يوم الثلاثاء القريب. فكثيرون يقولون ماذا سيغير هذا؟ فالجميع يعدون لكن لا أحد تقريبا يفي بوعده. فاذا وجد تهديد حقيقي فان اليسار ايضا سيخرج للحرب واذا وجد احتمال حقيقي للسلام فان اليمين ايضا سيصنع السلام. ويتذكر الجميع بعد الانتخابات ان ما يرونه من هناك لا يرونه من هنا وتعود الاعراض المعروفة – فيستسلم الجميع للحريديين ويلقون ثقلا آخر على من يحملون الثقل أصلا.

لكن الامر ليس كذلك. يمكن بسهولة الاستخفاف بعملية الانتخابات لكن الجنس البشري لو يوجد الى الآن طريقة أنجح لاقرار قيادة للدولة. ان القادة الذين ينتخبون يحددون مبلغ نقاء الهواء الذي نتنفسه وعن أي الادوية سنضطر الى ان ندفع مالا باهظا وأي الادوية سنحصل عليها بالمجان وأي جزء من أجورنا سنضطر الى تحويله الى خزانة الدولة وكم منه نستطيع ان نستعمله في حاجاتنا الشخصية.

هم الذين يقررون وهم غير مصنوعين من جلد واحد، ونحن نعلم مسبقا من منهم يؤيد أية طريقة (وإن لم نقرأ قط برامج الاحزاب)، وينتج عن هذا ان من لا يصوت في يوم الانتخابات يجد نفسه يؤيد خصوصا اولئك الذين لم يكن معنيا بأن يُنتخبوا، هذا هو الحساب. فحينما بقي اليمين في البيت في 1992 انتخب رابين وحينما بقي اليسار في البيت في 2001 انتخب شارون بفرق كبير عن باراك. وكل طرف معني بألا يأتي منتخبو خصومه الى صناديق الاقتراع وبخاصة حينما يكون الأمل في نقلهم من معسكر الى معسكر صغيرا جدا. هل الجميع نفس الشيء؟ لا حقا. فهناك من يهددون بالعمل على مواجهة ايران اذا لم تساعد الخطوات المتخذة الآن في منعها من تخصيب اليورانيوم بدرجة عالية، وهناك من يشترطون كل عمل على ايران بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وقد يكون هذا أهم قرار سياسي في السنة القريبة وسيؤثر في حياتنا جميعا. وهناك من هم غير مستعدين لدفع ثمن تقسيم البلاد لضمان ان تبقى اسرائيل دولة يهودية وديمقراطية وتكف عن العيش في الشرق الاوسط مثل نبتة غريبة يريد الجميع اقتلاعها، وهناك من هم مستعدون لدفع ثمن من الاراضي ويؤمنون بأن ذلك سيُمكّننا من ان نحيا حياة سوية هنا.

وهناك من يعتقد ان الاحكام الشخصية في اسرائيل يجب ان تكون قوانين علمانية وان الزوجين اللذين يريدان ذلك يستطيعان الزواج مدنيا، وهناك من يعتقدون انه يجب على العلمانيين ايضا ان يتزوجوا بحسب الشريعة التقليدية وان يصيروا الى الطلاق بحسبها، ومنع الزواج بين كاهن ومطلقة وعدم الاعتراف بالتهويد غير الارثوذكسي والامتناع عن نكاح "أبناء الزنى" وغير ذلك.

والقائمة طويلة. والقرارات في يد الكنيست وهي تقرر بما لا نهاية له. وتحدد أي حكومة تكون لنا ومن يرأسها. ومن الجيد ان نتذكر هذا في يوم الثلاثاء.