تقرير الموظفون الحكوميون غير قادرين على توفير قوت أطفالهم

الساعة 02:07 م|16 يناير 2013

وكالات

 يعيش الموظفون الحكوميون في وقطاع غزة، كما هو الحال في الضفة الغربية، حالة معيشية سيئة للغاية نظرا لعدم تلقيهم رواتبهم، بسبب الأزمة المالية الخانقة التي تعصف بالسلطة الوطنية.

وألقت الأزمة المالية بظلالها على مجمل الأوضاع الاقتصادية في القطاع، حيث تشهد الأسواق ركودا لم يسبق له مثيل.

ومنذ شهرين لم يتلق الموظفون الحكوميون إلا نصف راتب شهر واحد فقط، ما أدى إلى تراكم الديون عليهم وامتناع أصحاب بعض المحالات التجارية عن إدانتهم.

المتجول في أسواق قطاع غزة، يلاحظ حجم الركود التي تعانيه تلك الأسواق، حيث تبدوا شبه خاليه، والباعة يشتكون من قلة المتسوقين رغم توفر جميع أنواع الخضار والفواكه واللحوم.

واتبع الموظفون شتى الطرق لتوفير قوت أطفالهم، حتى بات الكثيرون منهم عاجزون عن توفيره. محمود فايز موظف حكومي من مدينة غزة يقول: 'إنه بات غير قادر على توفير قوت أسرته ولا حتى حليب طفلته الرضيعة.'

ويتابع بحرقة:' منذ عدة أشهر ونحن نتلقى الراتب على دفعتين فكانت الأمور أفضل نوعا ما مما ألت إليه أوضاعنا في  هذه الأيام.'

وأقسم بالله أن الديون تراكمت عليه بشكل كبير للبقال، وكذلك الحال للصيدلية، مشيرا إلى أن بات غير قادر على توفير مصروف أبنائه.

وأضاف، أنه يشعر بإحراج كبير عندما يقوم بالاستدانة من البقال أو من أي صديق لإطعام أفراد أسرته السبعة.

وفرضت الأزمة المالية التي يمر بها فايز بقوة نفسها على زيارته الاجتماعية، متسائلا:' من أين أتي بالنقود لتلبية مصاريف هذه الزيارات بالكاد أستطيع توفير لقمة العيش لأطفالي.'

من جانبه، أكد طارق شاهين صاحب سوبر ماركت في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، أن كل بيعه للموظفين الحكوميين التي يتقاضون رواتبهم من السلطة الوطنية هو بالدين أي 'التسجيل على الدفتر'.

وأضاف، أن عدم تلقي هؤلاء الموظفين لرواتبهم أثر بشكل كبير على حركة البيع لديه، مشيرا إلى أنه يصبر على زبائنه من الموظفين، لكن التجار لا يصبرون عليه ولا يقدرون ظروفه فهم بحاجة إلى ثمن البضائع.

وتابع يقول:' تراكمت الديون بشكل كبير على الموظفين، مبديا خشيته من عدم مقدرتهم على تسديدها خاصة إذا تقاضوا نصف الراتب.

لكن الموظف الحكومي  الذي اكتفى بالتعريف على نفسه باسم 'أبو إبراهيم' أكد أنه استنفذ جميع الطرق للاستدانة سواء من الأقارب أو الأصدقاء.

وتابع 'أبو إبراهيم' (45 عاما)، أن بائع البقالة أوقف بيعه بالدّين من كثرة المبالغ المتراكمة عليه، مشيرا إلى أنه يعيل أسرة كبيرة بما فيها والديه.

وأعرب عن أمله أن يتقاضى راتبه بأسرع وقت ممكن لإنقاذه من الوضع المأساوي الذي يعيش فيه.

ولم تقتصر ديون الموظفين على محال البقالة فقط، بل امتدت إلى  الخضروات والفواكه، بينما يقول موظفون آخرون: 'إن اللحوم والأسماك لم تدخل منازلهم منذ فترة طويلة لأنهم غير قادرين على شرائها أو حتى استدانتها.'