أطفال غزة يبحثون عنها خلال إجازتهم النصفية المحدودة

خبر أشعة الشمس..و« القلول »..وباعة!!

الساعة 10:54 ص|16 يناير 2013

غزة -خاص

تحت أشعة الشمس الدافئة ينتشر خلال هذه الأيام العشرات من الأطفال الذي يزاحمون المارة في أزقة شوارع مدينة غزة بحثا منهم على التسلية مع بدء إجازتهم النصفية ...

البنور ..ما تعرف بالعامية "القلول"  تلك اللعبة التي تشغل بالهم وتثير تفاعلهم في إجازتهم النصفية, فملابسهم المتسخة لعدم اكتراثهم بأي شئ سوى بالمتعة بشتى الألعاب, فعلى ناصية أخرى العديد أيضاً ممَن تعلو هممهم في لعب الكرة وسط تعالي الصرخات على تقاذفها....

ومن زاوية مختلفة جذبني أولئك الذين تبدو في ملامحهم سمات الشحوب والأرق ولسان حالهم يتوسل لك قائلا: "أرجوك اشتري" , إلحاحهم عليك يجبرك أحياناً لابتياع ما لا ترغب فيه من حاجيات بسيطة وربما لا قيمة لها, لكن إصرارهم على مكابدة الحياة أكبر وأقوى..

"فلسطين اليوم الإخبارية" تجولت بين العديد من الأطفال وحاورتهم حول كيفية قضائهم للإجازة النصفية محدودة الأيام, الطفل أحمد (12 عاماً) بدا لي شديد الانشغال بما يثقل يديه من البنور فهو يجد في الإجازة النصفية صيد ثمين لقضاء أوقاته في اللعب واللعب فقط, قائلاً: "أريد أن ألهو بكل ما أتمنى من الألعاب في هذه الأيام القليلة, فقد عانيت جداً في فترة الامتحانات وضغط عليّ والديّ بشكل لم أكن أتحمله, والإجازة فرصتي فأنا أقضى 6_7 ساعات في اللعب وعندما ينتهي اليوم أشعر أنني رغم ما لعبت إلا أنني خسرت يوماً من الإجازة الصغيرة".

بينما تبدو الطفلة بتول (9 أعوام) من المتميزات في حياتها وليس دراستها فحسب رغم صغر سنها.. جميلة الملبس يعلو الطموح عينيها فتقول:  "سأشتاق لمدرستي كثيراً في هذه الأيام والى صديقاتي أيضاً لكني متخوفة من نتيجة الامتحانات فأنا لا أرغب إلا في الحصول على المرتبة الأولى وفقط" , مشيرةً إلى أنها تقضي إجازتها في العديد مما يشغلها فهي تلعب اللعبة المحببة لها في أن تمثل دور المعلمة وإخوتها الأصغر سناً منها الطلاب, كما تقضيها في حفظ أجزاء من القرآن فهي تريد أن تستغل هذه الأيام لحفظ سور أكثر حيث تشغلها الدراسة عن ذلك في أيام الدوام وتطمح في حفظ جزءاً كاملاً خلال هذه الأيام المحدودة, وبينت في نهاية حديثها انها تساعد والدتها في أعمال البيت بقدر ما تستطيع, فقد فهمت من خلال حواري معها انها الطفلة الأكبر لأمها.

وكما أشرتُ آنفاً فما شدني بقوة أكبر أولئك العمال الصغار, الذين من هم أمثالهم أمانيهم رهن إشاراتهم, أما هم فقد جبلت حياتهم بألوان الكدٍّ والكفاح مبتكرين أشغال صنعتها لهم لسعات الحصار القاسي الذي فرضته أيدي الغدر الصهيونية التي لا تعرف من الرحمة قشورها.

الطفل خالد (11 عاماً) حاولتُ اختطاف الحديث منه خطفةً فهو منشغل في بيع أحذية الشتاء, ويفتخر بأنه لا يتجول في الشوراع كالعديد من زملائه العمال الصغار فقد حظي ببقعة صغيرة من السوق, قائلاً: " أريد بيع اكبر قدر من هذه الأحذية في الإجازة لكي أسعد والدتي بي, فأنا كبرت وأحل محل والدي الشهيد في البيت", موضحاً ان اللعب لا يهمه كثيراً في أيام الاجازة رغم ما يعانيه من تعب في عمله هذا الا أنه يهون كما قالها خالد. ومع هذا فقد وارى وجهه عند التقاطي لصورة له وأبدى انشغاله بما يبيع فقد ظهر خجلاً من عمله ذلك.

وعلى الرغم من الطرق التي يبدع فيها الأطفال لاستغلال عطلتهم النصفية الا ان الحرب الأخيرة على غزة حرمتهم من طول مدة الإجازة المحددة لهم ككل أطفال العالم , وجعلتهم يبحثون فقط عما ينفس من كبتهم , وعدم البحث عن ما يطور من مهاراتهم وقدراتهم لتحتل لعبة القلول" وكرة القدم جل وقتهم , وسط غياب  واضح لدور الاسرة التي تبحث هي الأخرى عن ما ينفس عنها