خبر حينما يُصفي الرئيس الحساب- يديعوت

الساعة 09:49 ص|16 يناير 2013

بقلم:أورلي أزولاي

 برهن اوباما على ما هو معلوم في التراث الرئاسي وهو ان الرئيس الذي لن يُنتخب بعدُ يشعر بأنه قوي ومتحرر لا يهتم لشيء.

ليس الكلام الذي قاله اوباما عن نتنياهو جديدا وإن تكن النغمة والتوقيت مختلفين: فالرئيس يلقي بذنب عدم وجود حل بين اسرائيل والفلسطينيين على نتنياهو مباشرة. وقد علم رؤساء وزراء في الماضي ان العلاقات الدافئة برئيس الولايات المتحدة ليست مسألة أدب فقط بل هي عنصر مركزي في قدرة اسرائيل على الردع ومنعتها. وقد كان خطأ نتنياهو الأكبر حينما لم يرعَ قناة ساخنة مع البيت الابيض وحرص على الحديث بلغة جمهورية بدل لغة امريكية مطلوبة.

        أرسل اوباما أمس – بواسطة جيفري غولدبرغ – رسالة مهمة الى اسرائيل فقد اتهم من يرأسها بأنه يقودها الى الضياع. لا يكره اوباما نتنياهو بل الأمر عكس ذلك تماما فهو لا يبالي به. وعدم المبالاة هو نقيض الحب لا الكراهية كما اعتيد الاعتقاد.

        يزعم اوباما منذ زمن بعيد على مسامع المقربين منه انه لا يستطيع ان يصدق كلمة واحدة تخرج من فم نتنياهو. وهو لا يعتمد عليه ولا يراه حليفا يمكن الجري معه. والآن، كما يقول غولدبرغ، يقيم اوباما المرآة أمام وجه اسرائيل المتجهة الى صناديق الاقتراع ويُبين ان نتنياهو هو الشخص الذي لن يهتم بمصلحة اسرائيل وسيجعلها تقوم في الوعي الدولي على أنها دولة منبوذة مع اشارات واضحة الى التمييز العنصري. فلم يتحلل اوباما من اسرائيل بل من رئيسها.

        يعلم من يعرف تحليلات اوباما المتعلقة بالشرق الاوسط جيدا أنه يُقدر منذ سنين ان اسرائيل لن تستطيع الحفاظ على أكثرية يهودية بلا حل الدولتين. وقد قال ذلك علنا في الماضي ايضا. وهو الآن يُسمي المتهم باسمه وهو نتنياهو. لم يكن اوباما قبل ان يُنتخب لولاية ثانية قادرا على ان يقول كلاما كهذا، فهو ايضا سياسي. وهو الآن يعرض تصوره العام ويُبين لاسرائيل أنه يحبها لكن من الاتجاه الليبرالي، وهو يؤكد منذ سنين انه لا يجب ان تكون ليكوديا كي تحب اسرائيل، وهو الآن يقرع كل الأجراس قبل ان يصبح الأمر متأخرا جدا. ان رئيس الولايات المتحدة يريد ان ينقذ اسرائيل من قيادتها.

        قبل ان يُعين كيري وزيرا للخارجية إستمع منه حماسته لأن يضع على الطاولة خطة سلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وأصغى اوباما ثم هز كتفيه وأطلق ملاحظة في تهكم أنه سيُجهده فقط اذا بلغ الى مرحلة التوقيع.

        وهو بخلاف الماضي لن يلقي بثقل وزنه. فبعد ان لُذع اربع سنوات مع نتنياهو أصبح يشير الى الذي أشعل النار. إن كلام اوباما مقلق لا لأنه سيدير ظهره للقدس فلن يحدث هذا. لكن اسرائيل ستلقى منذ الآن عدم اكتراث رئاسيا اكتسبه نتنياهو بسلوكه بازاء الولايات المتحدة. وسيضر ذلك بنا جميعا.