خبر زمن رائع لخداع الذات -هآرتس

الساعة 10:52 ص|14 يناير 2013

زمن رائع لخداع الذات -هآرتس

بقلم: اسحق ليئور

        (المضمون: لن تغير الانتخابات شيئا من طبيعة الانتماءات السياسية والحزبية للاسرائيليين - المصدر).

        ليس حب الذات هو الذي قسم "الوسط – اليسار". من المعقد أن نُفسر باختصار الانحلال الاجتماعي والسياسي لكنه متصل بمركزية السلطة المتزايدة التي تنقض المجتمع الى فئات اخرى. ولم تنشيء الخصخصة تفريقا للبؤر (والتلفاز التجاري مثال على ذلك)، بل انشأت حلفا أخذ يقوى بين صناعات السلاح والجيش ودولة المستوطنين وكبار رجال الاقتصاد والاعلام والمراكز المالية المحلية والاجنبية وجهاز تربية ايديولوجي.

        كل ذلك يُجند قوة بشرية تعلقية في أكثرها وغير منظمة من أكثر أجزاء السكان. والمجتمع الذي يعتاش من ذلك تنحل عُراه بين الولاء للوسط وقبول أوامره وعدم القدرة على تنظيم النفس لمواجهة افعاله، مثل جرافة تُخدد الارض.

        اليكم عرضا من أعراض ضعف المعارضة. من الواضح ان أكثر الاسرائيليين ما زالوا يفضلون الرجال ذوي السلطة كأرباب العمل في الاقتصاد والجيش ووسائل الاعلام والسياسة والسلطة المحلية والاكاديميا. اجل في الاكاديميا ايضا حتى إن روفي سورات مختصات بالجنوسة يعشن مع ذلك بصورة غير سيئة. لكنه يوجد تفضيل لنساء قائدات في الساحة السياسية للمعارضة اليسارية. لم تعد ميرتس 1992 موجودة ولا توجد في مكانها ايديولوجية جديدة بل "تخيلات جديدة" تلائم فئة ضيقة.

        وبيّن يهود من مصوتي الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة بصوت خافت في الشبكة الاجتماعية أنهم يفضلون القائمة العربية الموحدة (برئاسة امرأة)، مع احتمال جيد لهدر اصوات. وتُصور قائمة حزب العمل بصورة رائعة لكن لا باعتبارها بديلا للادارة. و"كديما" الماضي هي شيئان: امرأة مدهشة رئيسة لـ "الحركة" المقلصة و"رجل منا" يحشد فجأة تأييدا من صف "الصارمين". ويئير لبيد رجل ونفتالي بينيت رجل – رجل ولن نتحدث عن المدفع وقذائفه، فهل يتجرأ أحد في اليسار على اقتراح فوز على اليمين بمساعدة خلية أكثر تنوعا جوابا عن السؤال الشعبي وهو "من سيُدبر الامور بعد"؟، نشك في هذا كثيرا، بل ان عوفر عيني مكروه هناك (حتى بعد النصر الكبير الذي لا نظير له في "بلفون").

        هذا أمر عميق ومأساوي: فهو انقسام لا يمكن رأبه لكن اللذة في التطهر ومشايعة الحق والحزن للهزيمة عن التقلص أكبر لذات اليسار. وماذا أضاع اليسار ايضا؟ انه أضاع الصلة بالشرقيين في الأطراف. وهذا معلوم لكنه لم يُدرس الى الآن مع كل ذلك. ومثله الفشل في وجود طريق من اجل عدم قلب المائدة مع المتدينين مثل برنامج ميرتس الدعائي الذي يأتي بنموذج نمطي لـ "شابة شرقية" تتحدث "بلغة المثليات ايضا" معترضة على الحريديين – ويتضح كل شيء. ونقول بالمناسبة إن "واحدة كهذه" ما كانت لتنجح في الانتخابات التمهيدية في ميرتس.

        إن أكثر الفئات تختبيء وراء ظهر القومية وبعضها يختبيء وراء حساسية سياسية جديدة لم تلد حتى الآن أي تكافل سوى أحلاف آنية صغيرة. ويبدو ان جميع اللاعبين في الساحة السياسية يكسبون من الانقسام لأن أثمانهم في الكنيست ترتفع فالسياسة تجارة. وفي القريب سينسون الناخبين ويعود الجميع الى اماكنهم، أعني اعضاء الكنيست والمستشارين والاستراتيجيين والفئات ومنظمات اليسار. وستفضل النسويات ايضا كالمثال الذي ذكرناه آنفا، بدل ان يُنشئن حزب نساء ويُقنعن نساءا بنشاط جاد مضاد، للنضال عن المساواة، سيفضلن جمعيات مُنفقا عليها مع "حملات دعائية" صارخة وسيتنكرن للعدد الكبير جدا من النساء – وهن الأكثرية الغالبة – اللاتي صوتن لرجل رجل.

        وسيستمر الشرقيون في الحفاظ، سرا تقريبا، على الشعور بالتمييز الحق الذي يُجتذب مرة بعد اخرى الى احزاب تفضل رجوح الغنيمة على مكافحة السلطة. وسيعود اليسار الراديكالي الى الفقاعة الاستعمارية لكنه لن يناضل الوضع الراهن. ومرة اخرى سيدعون مليون العربي في اسرائيل تنتقض عُراهم وحدهم، فانهم لن يحسبوا حسابا للوسط العربي الضخم ما لم تنشأ قائمة حزبية موحدة تشمل الاحزاب العربية جميعا، لأن تمييز العرب هو تمييز واحد. لكن الانتخابات كالعرس، فهي زمن رائع لخداع الذات.