خبر فخر اسرائيلي وقح -هآرتس

الساعة 09:23 ص|13 يناير 2013

فخر اسرائيلي وقح -هآرتس

بقلم: جدعون ليفي

        (المضمون: فيلمان اسرائيليان يكشفان عن مساويء الاحتلال الاسرائيلي وقبحه يثيران العناية في العالم لكنهما لا يثيران شيئا من الاهتمام في داخل اسرائيل- المصدر).

        صدرت الاشارة عن عوديد بن عامي في برنامجه اليومي الذي يشبه قطع الحلوى المُعسلة بقوله: "فخر اسرائيلي بل إنه مضاعف"، وتوج بابتسامة مشحونة باللذة صعود فيلمين وثائقيين من اسرائيل الى المرحلة النهائية في مسابقة الاوسكار. إن هذين الفيلمين الممتازين وهما "خمس آلات تصوير مكسورة" لغاي دافيدي وعماد بورنات، و"حُماة الحمى" لدرور موريه وفليفا كوبريسكي يستحقان جائزة الاوسكار حقا؛ أما اسرائيل بن عامي وأشباهه فلا تستحق الافتخار بهما. وقد أحسن دافيدي الصنع إذ سارع الى ان يعلن بشجاعة "أنا لا أمثل اسرائيل".

        ليس الحديث عن فخر اسرائيلي بل عن ذروة اخرى من الوقاحة. قد كتبت من قبل هنا عن "خمس آلات تصوير مكسورة" وقلت إن "هذا الفيلم كان يجب ان يجعل كل اسرائيلي نزيه يخجل من اسرائيليته"؛ وقلت عن "حُماة الحمى" انه "تجب مشاهدة هذا الفيلم المزعزِع: يثور في نهايته شعور بالاشمئزاز والنفور العميقين". إن احتمالات ان يفوز واحد منهما بالجائزة عالية. ولا يصعب ان نتخيل كيف ستبدو هالة النصر آنذاك في اسرائيل. ستهنيء ليمور لفنات وسيهاتف بنيامين نتنياهو وسيفرح بن عامي أكثر. ويجب ان نصد هذا الابتهاج من الآن فهذين الفيلمين قد تم انتاجهما على الرغم من اسرائيل لا بفضلها.

        إنهما لا يمثلان اسرائيل الرسمية بل يمثلان فقط تلك الاخرى المُشهر بها والمساءة سمعتها. وقد عرض دافيدي وبرنات صورة الاحتلال في عنفها وقبحها بازاء النضال اليائس للقرية الشجاعة بلعين. إنكم لم تروا الحقيقة من بلعين قط في تلفاز بن عامي ولا في قنوات التلفاز الاخرى وأخفتها أكثر الصحف ايضا. فقد حدّثوكم فقط عن "الاخلالات بالنظام"، لا عن اختطاف الاولاد تحت جنح الليل وعن قسوة الجنود وعدالة المتظاهرين كما يُكشف عنها في الفيلم.

        عرض موريه وكوبريسكي صورة القبح واليأس تلك على ألسنة ستة من رؤساء "الشباك" على اختلاف أجيالهم – بل إن واحدا منهم هو ابراهام شالوم يُشبه في الفيلم سلوك الجيش الاسرائيلي بسلوك جيش الاحتلال النازي – ولم تسمعوا مثل هذا الكلام ايضا في الاعلام الاسرائيلي. في المكان الذي يخون فيه الاعلام عمله تحل السينما الوثائقية محله بشجاعة. وهذه السينما الآن مرشحة لجائزة اخرى جليلة، جديدة مفرحة لا مثيل لها، لكن يجب على اسرائيل ان تخجل فقط مما يثيره هذان الفيلمان لكنها لا تفعل.

        إنها لا تملك حتى الحق في ان تفخر بأن أفلاما كهذه تُنتج فيها؛ فالاشياء التي تظهر وتُسمع فيها لا تحظى هنا دائما إلا بالتنديد والتشهير وسلبها الشرعية. لكن مناكفي اسرائيل فقط يحظون بالاجلال الدولي. فهم يخدمون قضايا الدولة أكثر كثيرا من كل قومييها ودعائييها: فاذا كانت توجد الى الآن مناصرة لاسرائيل في العالم فانها تنبع من عمل الأفراد الذين يتجرأون على الانتقاد في الداخل وعلى الكشف عن أفعال احتلالها. إن دافيدي وموريه اللذين يعتبران في قلة قليلة من المبدعين ونشطاء حقوق الانسان والمفكرين هما اللذان يصنعان الفرق بين اسرائيل وبين نظم أكثر ظلامية. وهما اللذان يحفظان عليها ما بقي من سمعتها الطيبة ويحظيان عن ذلك في بلدهما بالاحتقار. إن هذين الفيلمين مثل أشباههما، برغم نجاحهما في العالم، لم ينجحا ايضا في اثارة أي نقاش عام حقيقي في اسرائيل. واذا فاز أحدهما بجائزة الاوسكار فسيستعرض غاي بينيس البساط الاحمر وستُجري "أناشيم" لقاءا صحفيا مع المبدعين. ولن تنجح المقالة اللاذعة في فيلميهما في ان تقيم الدنيا هنا كما كان يجب ان يحدث منذ زمن.

        في اليوم الذي نشر فيه نبأ جائزة الاوسكار نشر ايضا نبأ يثير "فخرا اسرائيليا" وهو أن تصدير اسرائيل الأمني زاد في السنة الاخيرة بنسبة 20 في المائة. إن وسائل القتل التي جُرب بعضها في نجاح على الفلسطينيين من سكان محبس غزة في الأساس تُباع جيدا في خارج البلاد. اليكم اذا مصادر الفخر الاسرائيلي في 2013: تجارة السلاح التي لا تثير أبدا أي نقاش في اسرائيل، والكشف عن حقيقة الاحتلال الذي لا يتم البحث فيه في اسرائيل ايضا. فلا توجد حاجة ألبتة الى الخجل من فخر كهذا.