خبر محلل اقتصادي:اجتماع العرب لن يُجدِ نفعاً مع أزمة السلطة المالية

الساعة 07:27 ص|13 يناير 2013

غزة (خـاص)

أكد المحلل الاقتصادي محسن أبو رمضان، أن اجتماع وزراء الخارجية العرب لمناقشة أزمة السلطة المالية اليوم، لن تجدي نفعاً بسبب استمرار الضغوطات على الدول العربية لمعاقبة السلطة على التوجه للأمم المتحدة، ودفعها للعودة إلى طاولة المفاوضات.

وكان رياض المالكي، وزير الشؤون الخارجية في حكومة رام الله، قد أعلن في وقت سابق، أن موضوع الاستيطان "الاسرائيلي" في الأراضي الفلسطينية والأزمة المالية الخانقة التي تمر بها السلطة سيكونان على رأس القضايا التي سيطرحها رئيس الوزراء برام الله سلام فياض في اجتماع وزراء الخارجية العرب.

كما ستُعقد سلسلة اجتماعات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء المصري هشام قنديل ووزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو لمناقشة القضية.

وأشار رمضان في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أن هذه المحاولات قد تحدث انفراجات بسيطة، ولكنها لن تنتج عنها تحولات نوعية وتطبيق ما تم الاتفاق عليه في قمة بغداد، وهو توفير شبكة أمان مالية.

وكانت الدول العربية قد وافقت في يونيو الماضي، على منح السلطة الفلسطينية "شبكة أمان مالية" في حال قيام حكومة الاحتلال بحجز الأموال المستحقة للسلطة والتي تقدر بمئة مليون دولار شهرياً، حسبما أفاد صائب عريقات، حيث تم طلب المبلغ كشبكة أمان من الأشقاء العرب وتم الاتفاق عليه، ولكن لم يتم تنفيذه بعد رغم الضائقة المالية التي تمر بها السلطة.

وحول مبررات السلطة لذهابها لاجتماع العرب، أوضح رمضان، أن السلطة تحاول إثارة أزمتها المالية على طاولة العرب، ووضعها أمام الصعوبات التي تواجهها وإحراج الدول العربية، ولكي تظهر أنها غير ملامة ببذل الجهود أمام الفلسطينيين.

وعن الحل الحقيقي، قال المحلل الاقتصادي :"الأمر يحتاج لإرادة وطنية فلسطينية وتمويل غير مشروط وهذا أمر يحتاج لجهد ليس سهلاً"

يُشار إلى أن المالكي أكد أن لا مؤشرات حتى الآن على التزام عربي بالقرار الذي تم اتخاذه في القمة العربية في بغداد وسلسلة اجتماعات عربية لاحقة بتوفير شبكة امان مالية عربية للسلطة الفلسطينية، وقال، "عادة ما يقوم الامين العام لجامعة الدول العربية بالاتصال في حال ورود أي معلومات لديه عن أي مساعدات ولكن لم نسمع منه في الايام القليلة الماضية وهذا امر مقلق".

وقد اعلن المالكي ان د. فياض سيشارك في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية اليوم في مقر الجامعة العربية في القاهرة "ما يعكس الاهتمام الفلسطيني بهذا الاجتماع".

وقال المالكي، "على جدول اعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب موضوع اللاجئين في الدول المجاورة لسورية والوضع في الاراضي الفلسطينية، وسيتحدث رئيس الوزراء د. فياض في كلمته امام وزراء الخارجية العرب عن هذه المواضيع، وسيتحدث عن الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية وبخاصة المشروع الاستيطاني (E1) وتأثيراته القاتلة على حل الدولتين، كما سيتحدث عن الوضع المالي الصعب الذي تمر به فلسطين والحاجة العاجلة والملحة لتفعيل شبكة الامان المالية العربية التي التزم بها العرب منذ قمة بغداد".

واضاف المالكي، "سيتحدث رئيس الوزراء عن الاضرار الكبيرة التي لحقت بعدد كبير من الممتلكات الفلسطينية نتيجة العواصف والاجواء الجوية الصعبة التي مرت بها المنطقة ما اجبرنا على اعتبار الاراضي الفلسطينية بأنها منطقة منكوبة وفي حالة طوارئ، وسيقدم رئيس الوزراء تقريراً حول الاضرار التي لحقت بالممتلكات الخاصة والعامة في الضفة الغربية وغزة والاحتياجات المطلوبة لتقديم التعويضات للمواطنين".

وذكر وزير الشؤون الخارجية انه سيسبق اجتماع وزراء الخارجية العرب اجتماع للوفد الفلسطيني برئاسة رئيس الوزراء مع رئيس الوزراء المصري هشام قنديل ومع الامين العام لجامعة الدول العربية فيما ستلي ذلك اجتماعات مع عدد من المسؤولين بينهم وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو.

وذكر ان الاجتماعات مع المسؤولين المصريين ستتناول القضايا السياسية والعلاقات الثنائية الفلسطينية – المصرية.

واشار الى انه فيما يتعلق بالاجتماع مع الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي فإنه "سنستمع الى تقرير من الامين العام حول التنفيذ العربي لقرار شبكة الامان المالي العربية ونأمل ان يكون في جعبته ما هو ايجابي وما يفرح خاصة في هذه اللحظة الصعبة التي تمر بها فلسطين".

واضاف المالكي، "سنكون واضحين فيما يتعلق بالالتزام العربي بقرار شبكة الامان خاصة في هذه المرحلة وان المسؤولية العربية تجاه فلسطين لا تنتهي بمجرد التصويت الايجابي لصالح فلسطين في الامم المتحدة وانما يتوجب دعم فلسطين خاصة في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها نتيجة الاجراءات العقابية سواء من قبل اسرائيل او الولايات المتحدة الاميركية".

وتابع، "المسؤولية العربية تجاه فلسطين تختلف عن الدول الاخرى التي صوتت لصالح فلسطين في الامم المتحدة ونتوقع من الاشقاء العرب مساعدتنا".

من جهته، قال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية السفير محمد صبيح، إن الاجتماع سيناقش 3 قضايا أولها: موضوع النازحين من سورية بسبب الأحداث الجارية فيها، خاصة أن هناك عدداً كبيراً من هؤلاء النازحين تأثرت دول عربية بسبب وجودهم.

كما اوضح أن الاجتماع سيناقش وضع الفلسطينيين في مخيم اليرموك الذين فرض عليهم اللجوء إلى لبنان والأردن، وسبل مساعدة الدول العربية المضيفة للاجئين خاصة لبنان الذي يعقد الاجتماع بناء على طلبها وبتأييد من دولة فلسطين.

وأضاف، البند الثالث الذي ستتم مناقشته يتعلق بالموقف العربي من عملية تأجيل مؤتمر الامم المتحدة الخاص بإخلاء الشرق الاوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى، والذي كان مقرراً عقده العام الماضي والخطوات العربية للتعامل مع هذا التأجيل غير المبرر.