خبر توقعات بارتفاع أسعار دجاج غزة بعد نفوق« 9400 » منها بسبب المنخفض

الساعة 07:36 ص|12 يناير 2013

غزة

يترك المنخفض الجوي أي مجال في قطاع غزة -الذي يعاني من ضعف في البنى التحتية بسبب الحصار- إلا وألقى بظلاله عليه مسبباً خسائر غير متوقعة.

ولم تكن مزارع الدواجن أوفر حظاً في الأيام الصعبة التي عاشها سكان القطاع من برودة طقس المنخفض وشدة رياحه وكثرة أمطاره ، حيث سجلت خسائر مادية ومالية.

فقد أكد عدد من أصحاب مزارع الدواجن في القطاع، أن المنخفض الجوي تسبب بأضرار كبيرة تقدر بآلاف الدولارات، الأمر الذي انعكس بشكل سلبي عليهم وعلى المواطن البسيط الذي سيشتري الدجاج بعد ذلك بأسعار مرتفعة.

جدير بالذكر، أن 25% من الأيدي العاملة في القطاع كانت تعمل في تربية الدواجن، ولكن الخسائر المتكررة والمستمرة لهم، بالإضافة إلى معيقات الحصار المختلفة أدت لعزوف الآلاف من المزارعين عن العمل بها.

وأوضح جاسم حجي صاحب مزرعة لتربية الدواجن في جنوب مدينة غزة ، أن الوضع الحالي لمزارع الدجاج سيئ لأبعد الحدود، لافتاً إلى عدم توفر تدفئة مناسبة للمزارع، ولا حماية قوية تقف بوجه الرياح.

وقال في حديث لـ"فلسطين":" لدي مزرعة لتربية الدواجن، في الوقت الحالي عندي فوج لحم صوص عمره ثمانية أيام فقط، قمت بتشغيل 17 مدفأة في المزرعة حتى أؤمن التدفئة اللازمة لهذه الصيصان".

وتابع حجي:" لكم أن تتخيلوا كم تحتاج 17 مدفأة من كهرباء لتشغيلها على مدار 24 ساعة وبشكل مستمر"، منوهاً إلى عدم توفر ذلك بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي لفترة تفوق العشر ساعات يومياً في حال الالتزام بالجدول.

وأضاف:" كما أن مزارع الدجاج تحتاج إلى الغاز لتدفئة الصيصان وهو غير متوفر بكميات كبيرة في القطاع"، مبيناً أن الكثير من "الشوادر" و"النيلون" المستخدم لتغطية مزارع الدجاج تعرض للتمزيق بفعل الرياح القوية.

وأشار إلى أن مزرعة لتربية الحبش في جنوب القطاع تعرض سقفها إلى التدمير بفعل المنخفض الجوي، مما اضطرهم إلى نقل الحبش في ظل الأمطار والرياح إلى أماكن أخرى لحمايتها من الموت.

وذكر حجي أن أزمة الطقس ستتسبب في رفع أسعار الدجاج خلال الأيام والأسابيع القادمة، مؤكداً أن الطلب في أسواق القطاع سيفوق العرض والأعداد المتوفرة لن تفي باحتياجات المواطنين.

وأفاد أنه تعرض لخسائر مبدئية حتى الآن قدرت بخمسة آلاف دولار، بالإضافة إلى الأضرار في شبكة الكهرباء، وتدمر أجزاء كبيرة من المزرعة بفعل الرياح القوية.

إمكانيات بسيطة

من جهته، بين سمير المصري، صاحب مزرعة دواجن في خانيونس أن امكانيات مزارع الدواجن أمام المنخفض الجوي بسيطة وغير كافية، ولا توفر الحماية الكاملة من الأضرار.

وأوضح في حديث لـصحيفة "فلسطين" أن المشاكل الكبيرة التي يواجهونها تتمثل في عدم توفر الغاز اللازم استخدامه في تدفئة الصيصان والدواجن، الأمر الذي يؤدي إلى نفوق الآلاف عند انخفاض درجة الحرارة.

وأشار المصري إلى أن بعض التجار يستغلون الغاز الذي يشتريه أصحاب المزارع ويبيعونه في السوق السوداء بأسعار تصل إلى 70 شيقلا لأسطوانة الغاز 12 كيلو، مع العلم أن أصحاب مزارع الدجاج يشترون الأسطوانة 12 كيلو بـ64 شيقلا.

وقال:" إن الدجاج اللاحم لا يتحمل البرد الشديد الذي تعيشه أجواء غزة، وإذا لم تتوفر التدفئة اللازمة"، فإن ذلك سيؤدي إلى نفوق أعداد كبيرة من الصيصان والدجاج"، مؤكداً أن الأعداد المتوفرة حالياً في القطاع لا تكفي طلب المواطنين.

وأضاف:" لذلك نتوقع أن ترتفع أسعار الدواجن ليصل سعر الكيلو الواحد منها إلى 15 شيقلا، مع العلم أن الكميات المطروحة في الأسواق قليلة بسبب الخسائر التي يتعرض لها أصحاب المزارع".

وناشد المصري الحكومة الفلسطينية ووزارة الزراعة الوقوف إلى جانب مزارعي الدواجن، والاستماع لشكاواهم بعد هذا المنخفض، بالإضافة إلى معالجة القضايا العالقة من قبل وأهمها تشديد الرقابة على الأدوية اللازمة للدواجن والتي يتم إحضارها من الجانب المصري.

وتعرضت المنطقة لإعصار هوائي شديد البرودة "إعصار اندرو" قادماً من قبرص, حيث كان هذا الإعصار مصحوباً برياح شديدة تفوق سرعتها 100 كم/ساعة, وقد كان قطاع غزة من ضمن المناطق التي تأثرت بهذه الموجة الباردة.

من جانبه، أشار التاجر والمربي أيمن أبو دراز إلى أن الوضع الحالي غير مسيطر عليه في ظل استمرار المنخفض الجوي وفي ظل الإمكانيات شبه البدائية التي يعتمدون عليها في توفير التدفئة اللازمة للصيصان والدجاج.

وبين في حديث لـ"فلسطين" أنهم لا يستطيعون منع دخول الهواء البارد لمزارع الدجاج رغم الأخذ بوسائل الحماية، مما يتسبب بانخفاض في درجات الحرارة إلى 13-14 درجة مئوية، مع العلم أنه يجب أن تكون درجة حرارة المزرعة بحدود 28-30 درجة مئوية.

وأكد أبو دراز أن أعدادا كبيرة من الدواجن والصيصان نفقت بفعل انخفاض الحرارة، بالإضافة إلى الأضرار المتعددة التي أصابت المزارع، لافتاً إلى أنهم لجؤوا إلى وسائل بدائية لتوفير الدفء للدجاج.

وأوضح أنهم بدؤوا في عمل بوابير مصنعة محلياً تعمل على السولار لتمد مزارع الدواجن بالتدفئة، بالإضافة إلى عمل مداخن تعمل على الحطب، ويتم تصميمها هي الأخرى محلياً لتوزع الحرارة على المزرعة بشكل متساو.

وزارة الزراعة وعلى موقعها الإلكتروني قالت انها استنفرت كامل طواقمها لإحصاء أضرار المنخفض، مؤكدة على أن القطاع الزراعي من بين القطاعات الأكثر تضرراً, حيث تجاوزت قيمة الخسائر المليون دولار, حسب تقدير مبدئي.

وأوضحت أن مزارع الدواجن لم تسلم من تلك العاصفة حيث نفق 8,600 من الدجاج اللاحم, 800 من الدجاج البياض, 5 رؤوس أغنام وناقة واحدة.