خبر ولاية واحدة اكثر مما ينبغي ..هآرتس

الساعة 11:54 ص|11 يناير 2013

بقلم: يوئيل ماركوس

(المضمون: اكبر لغز نعيشه كيف حصل أن رئيس وزراء فاشل سيكون هو رئيس الوزراء للمرة الثالثة. لعل من سكروا بمجد بيبي سيستيقظون قبل أن يوقع علينا مصيبة – المصدر).

لو كنت أؤمن بالخرافات، لكتبت بان احدا ما هناك فوق يحذرنا من الخطر الكامن في أن ينتخب بيبي رئيسا للوزراء للمرة الثالثة. ليس بالضبط تسونامي ولا اعصار، ولكن عاصف بما يكفي كي يشل لنا الحياة، يغلق لنا الطرق، يحدث لنا انقطاعات طويلة في الكهرباء. في اليوم الثاني من العاصفة عين الرئيس براك اوباما تشاك هيغل وزيرا للدفاع، واللوبي اليهودي في امريكا يتجند لافشال التعيين. فهل من أجل قبوله في البنتاغون كان بيبي نشطا بهذا القدر في صالح الجمهوريين؟ دوائر اوباما تعد اليهود بان هيغل لم يكن ولن يكون مناهضا لاسرائيل. فهل هدأ بيبي؟ ربما.

المؤكد هو أنه في ولايته الثانية والاخيرة سيعمل اوباما ما هو جيد لادارته ولامريكا. وهو الحكم بالنسبة لهيغل. ولكن حتى أصحاب المناصب الهامة هم حساسون. عندما يهانون فان لهذا ثمن. فما الذي فجأة يجعل ايهود باراك بالذات يتصدر للدفاع عن هيغل؟ فهل في ذلك ما يلمح بان "معتزل السياسة" يخطط للعودة الى حقيبة الدفاع لدى بيبي؟

نحن نعيش في عصر الالغاز، أكثرها ازعاجا هو كيف وصلنا الى الوضع النادر الذي يكون لنا فيه رئيس وزراء سيوشك على أن ينتخب لولاية ثالثة. ليس بيغن، ليس شمير، ليس بيرس؛ من مصممي الدولة، عظماء الاستراتيجية فيها، هم من تجاوزوا الولايتين. اما بيبي، الذي في ولايته الاولى هُزم مكللا بالعار وولايته الثانية نالها على حافة شعرة بسبب فشل تسيبي لفني، فانه واثق بنفسه لدرجة أنه قرر تقديم موعد الانتخابات في صالح ولاية ثالثة.

ابتكار بيبي في سحر الجمهور لانتخابه للمرة الثالثة هو أن يعرض عليه تهديدا حقيقيا أو وهميا. المهم الفكرة – فكلما ارتجف الشعب هكذا سيقتنع باني أنا فقط يمكنني أن أنقذ الدولة. لقد وعد بدولتين للشعبين – إذن وعد.

عندما أنهى رئيس الموساد مئير دغان ولايته، وقف علنا ضد ميل بيبي الهجوم على ايران ووصف مثل هذه الخطوة بالرهان الخطير. وكرمشة عين اصبح البطل الاسطوري ليوم أمس جهة معادية في دوائر بيبي. ومؤخرا خرج رئيس المخابرات المتقاعد يوفال ديسكن، الذي حظي في ولايته بنجاحات كبرى، في انتقاد فتاك على بيبي وباراك. وفي المقابلة التي نشرت في "يديعوت احرونوت" قال انه وقيادته لم يشعرا بالثقة في قدرة بيبي وباراك على قيادة خطوة حيال ايران. "لم نثق بدوافع هذين الشخصين... عندهما المصلحة الشخصية والانتهازية تأتي قبل المصلحة الوطنية... نتنياهو يخاف، يتذبذب ولا يأخذ المسؤولية... توجد هنا أزمة قيادية واستخفاف مطلق بالمصلحة العامة... اسرائيل رفعت مكانة حماس وأهانت أبو مازن. خطوات بيبي أبعدت الفرصة التي بقيت للسلام".

اما موضع الانتباه فقد احتله في المقابلة وصف ديسكن كيف أنه في منتصف نقاش حاسم في قاعة الاستضافة لدى الموساد دخن بيبي وباراك السيجارات واحتسيا الويسكي. وهذا يذكر بقول باراك عن حاييم رامون كيف أنه في الاستراحات في جلسة الحكومة التي بحثت في حرب لبنان الثانية، طرأ على باله فكرة تقبيل مجندة. وتركيز ديسكن على موضوع السيجارات والويسكي أثار ردود فعل انتقادية. تشرتشل قاد الحرب العالمية الثانية وهو يدخن السيجار ويحتسي الويسكي، فيما أن غولدا مائير أعدت لمقربيها الشاي في مطبخها الصغير، ولم تلاحظ وصول حرب يوم الغفران.

ومثل دغان، فان ديسكن أيضا حذر من العملية في ايران. وبالفعل، رئيس الوزراء هو قائد جهاز الامن وهو الذي قرر ويقرر – ولا ينبغي ان نشجع، بالطبع، أي حالة انقلاب – ولكن مهم في هذا الوقت ان كل من كان في مكانة أتاحت له ان يعرف من مصدر أول الى أين يتوجه السياسي الذي يتطلع الى ولاية ثالثة – فليفتح فمه. فلعل من سكروا بمجد بيبي سيستيقظون قبل أن يوقع علينا مصيبة.