خبر تفاصيل الساعات الثلاثة التي جمعت وفدي فتح وحماس بالقصر الجمهور المصري

الساعة 11:26 ص|11 يناير 2013

القدس العربي

لم يعرف كيف سيكون مصير تفاهمات اللقاء الذي دام لثلاث ساعات بين الرئيس محمود عباس وزعيم حركة حماس خالد مشعل، بحضور وفدي فتح وحماس في العاصمة المصرية القاهرة، الذي سادت فيه أجواء إيجابية أكدها أحد الحضور، نجم عنها الموافقة على الشروع بتطبيق بنود اتفاقات المصالحة، وتأكيد من أبو مازن بألا تكون هناك رجعة عن إجراء الانتخابات حال تم تحديد موعد لها بالتوافق بين الفصائل، وسيترك الأمر لمعرفة إن كانت هناك إمكانية لإنهاء الانقسام للأسابيع القادمة، التي ستشهد لقاءات بين الحركتين وبقية الفصائل، لوضع آليات التنفيذ.

وتصر حركة فتح على عودة لجنة الانتخابات المركزية للعمل في قطاع غزة وتحديث سجل الناخبين تطالب حماس بتنفيذ اتفاق المصالحة رزمة واحدة.

مسؤولون حضروا الاجتماع الذي دام ثلاث ساعات، وانتهى بعد منتصف الليل، بحضور الوزير رأفت شحاتة مدير المخابرات المصرية، بمقر إقامة الرئيس عباس في القاهرة، قالوا ان الأجواء الإيجابية كانت حاضرة من الدقيقة الأولى، وتعززت في الدقيقة الأخيرة التي فض فيها اللقاء، وغادر كل إلى مكانه.

أحد المسؤولين في حركة فتح قال لـ'القدس العربي'، ان اللقاء المطول جرى تجزيئه أكثر من مرة، إذ بدأ بلقاء موسع بحضور كل أعضاء الوفدين، تلاه لقاء لمدة نصف ساعة جمع الرئيس عباس بمشعل، انتهى بأن جلس مشعل على انفراد مع الدكتور خليل الحية عضو المكتب السياسي لحماس القادم من غزة، ثم عادا لعقد اجتماع موسع مرة أخرى، تم خلاله تأكيد الطرفين على ضرورة إنهاء الانقسام، والشروع في تطبيق البنود التي وردت في اتفاقات المصالحة في القاهرة والدوحة بشكل متواز.

ولأجل ذلك ستتم دعوة الفصائل الفلسطينية إلى العاصمة المصرية القاهرة، لبحث الملفات الكبرى العالقة، وأهمها تحديد تاريخ لعودة عمل لجنة الانتخابات في غزة مرة أخرى لتحديث سجل الناخبين، بالتوازي مع عقد مشاورات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، برئاسة الرئيس محمود عباس، وعقد اجتماعات لتفعيل منظمة التحرير، بحضور الإطار القيادي بمشاركة حماس والجهاد الإسلامي.

لكن الساعات الثلاث من الاجتماعات لم تحدد موعدا لكل هذه الأمور، وتركت لتحركات سيقوم بها مسؤولون من فتح وحماس في الأسبوع المقبل، يتوقع أن تسفر عن تحديد موعد لعقد لقاء موسع للفصائل في القاهرة نهاية ذات الأسبوع، أو مطلع الأسبوع الذي يليه، ليكون أمام اجتماع لجنة تفعيل المنظمة في الأسبوع الأول من الشهر المقبل، اتفاق مبدئي بين الفصائل على كل القضايا، لتحدد اللجنة بدورها موعد الانتخابات، وتشرع في مشاورات تشكيل حكومة التوافق، التي ستشكل من شخصيات مستقلة.

'القدس العربي' علمت أيضا أن تشكيل هذه الحكومة حال تمت الأمور حسبما هو مرتب لها، لن يأخذ وقتا طويلا، خاصة أن الحركتين فتح وحماس أعدتا قوائم العام الماضي، قبل توقف المشاورات بينهما، تضم أسماء شخصيات مستقلة لشغل مناصب وزارية، بعد أن انتهت عقدة رئيس الحكومة بإعلان الدوحة الذي وافقت فيه حماس على تولي الرئيس عباس رئاستها.

وجاء في بيان وزعه الراعي المصري للمصالحة عقب انتهاء لقاء فتح وحماس أنه جرى الاتفاق على 'البدء الفوري' في تنفيذ آليات الاتفاقات السابقة التي تم توقيعها بشأن المصالحة، على أن تتم دعوة كافة الفصائل الفلسطينية خلال الأيام المقبلة، ويلي ذلك دعوة لجنة تطوير وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية في الأسبوع الأول من شهر شباط (فبراير).

وأكد بيان مصر أن الحركتين أبدتا 'روحاً إيجابية ومسؤولية عالية'، على أن يتم خلال الاجتماع الذي ستعقده لجنة تفعيل وتطوير المنظمة وضع الجدول الزمني لتنفيذ القضايا كافة في إطار رزمة واحدة وبشكل متواز.

وكانت حوارات القاهرة بين فتح وحماس قد توقفت منذ ستة أشهر، بعد خلافات طرأت بين التنظيمين، أوقفت خلالها حماس بغزة عمل لجنة الانتخابات، بعد أن كانا قد أحرزا تقدما ملموسا على صعيد تشكيل حكومة التوافق، الذي نص عليها اتفاق القاهرة في شهر ايار (مايو) من العام 2011، وعززها إعلان الدوحة في شباط (فبراير) العام الماضي.

وقال نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية لـ'القدس العربي'، انه تم الاتفاق على عمل عدة اللجان بالتوازي، على أن تبدأ هذه اللجان الأسبوع المقبل أول الاجتماعات بالقاهرة، حيث سيعقد لقاء بين فتح وحماس ستتبعه لقاءات بحضور بقية الفصائل.

وبحسب أبو ردينة فإن الأيام المقبلة ستشهد 'حركة سياسية' لتفعيل عمل كل اللجان، ابتداء من لجنة الانتخابات وتحديث التسجيل في غزة، على أن تتم أيضا تسوية موضوع الحريات العامة والحكومة والمنظمة.

وكشف أبو ردينة لـ'القدس العربي' أن الرئيس عباس أبلغ وفد حماس بأنه حال تم الاتفاق على موعد لإجراء الانتخابات فإنه لن تكون هناك رجعه عنه إطلاقا.

وأكد أبو ردينة أن الأجواء التي سادت في اللقاء كانت إيجابية، وأن حماس أبدت استعدادها الكامل لتحقيق المصالحة، وقال ان الرئيس أبو مازن 'كان يؤكد مرارا أننا جاهزون للمصالحة حسب إعلان الدوحة واتفاق القاهرة'.

لكنه أشار إلى أن حركة فتح تنتظر 'تحويل الأقوال إلى أفعال، من أجل مواجهة التحديات الكبيرة القادمة'.

وتحدث المسؤول الفلسطيني عن وجود مؤامرة لتقسيم الشعب الفلسطيني، وقال 'هناك حلول لاستثناء القدس واللاجئين'، مؤكدا رفض الرئيس عباس وحركة فتح لهذه الحلول.

وقال ان الرئيس عباس بعد انجاز الأمم المتحدة، وبعد احتفالات غزة 'تعزز إيمانه بالوحدة الوطنية الفلسطينية، ويسعى بشكل جدي لإفشال مخططات إسرائيل في تقسيم الشعب الفلسطيني، لإقامة دولة ذات حدود مؤقتة'.

وشدد أبو ردينة على أن الرئيس عباس ومنظمة التحرير وحركة فتح هدفها هو 'الحفاظ على وحدة الأرض الفلسطينية، ووئد فكرة الدولة ذات الحدود المؤقتة، وتحقيق الوحدة'.

وحماس أيضا تحدثت عن ذات الأجواء الايجابية، وقال عزت الرشق عضو المكتب السياسي الذي حضر اللقاء، انه تم الاتفاق على آليات تنفيذ الاتفاقات التي سبق التوصل اليها، على أن يعقد لقاء بين ممثلي الطرفين الأسبوع المقبل في القاهرة لوضع آليات وجدول زمني لتنفيذ تلك الاتفاقات.

وكان الرئيس المصري عقد لقاءات منفصلة مع الرئيس عباس وخالد مشعل، قبل أن يعقدا الاجتماع المطول، الذي أفضى لهذه التفاهمات.وكذلك استبق الرئيس عباس لقاءه بوفد حماس بلقاء مع رؤساء تحرير الصحف المصرية قال 'ملتزمون بما تم الاتفاق عليه بالدوحة والقاهرة، وبما أعلن من قبلنا، وبالذات من قبل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، بالنقاط الأربع التالية: إننا كلانا مؤمنان برؤية الدولتين، دولة فلسطين على حدود 67 تعيش جنبا إلى جنب دولة إسرائيل، وأن يتم ذلك عبر المفاوضات، وأن نتبنى المقاومة الشعبية والسلمية، وأن نذهب للانتخابات'.

وأضاف 'لن نكل ولن نمل حتى تتم المصالحة بين شطري الوطن، ليعود موحدا ثابتا بوجه الطغيان ووجه كل من يريد الوقوف بوجه الاستقلال'، وشدد بأنه 'لم يعد مسموحا لأحد أن يتلاعب بمصير الشعب والقضية بإبقاء الانقسام تحت أي ذريعة'.