خبر مع عدم وجود زعيم- هآرتس

الساعة 09:41 ص|10 يناير 2013

 

بقلم: اسرائيل هرئيل

إن العاصفة الشتائية التي يشغل الجميع أنفسهم بها خلّصت المتنافسين في المعركة الانتخابية، فهم لن يقفوا حتى بدء الاسبوع القادم على الأقل في مركز الاهتمام ولن يضطروا الى الاجابة عن اسئلة صعبة. إن البرامج الانتخابية المذاعة المدعية هي من العلامات المميزة لكل معركة انتخابات، لكن الادعاء هذه المرة ايضا يغمس قدميه في ماء ضحل.

يتبين انه لا توجد طاقة ايضا لانتاج حيل دعائية خلاقة. والامر كذلك ايضا في الحديث الجاري خارج الدعاية المبثوثة. من ما زال يتأثر بالتهديدات المتناقضة – بلغة مهذبة – للحاخام عوفاديا يوسف (وكان آخرها: سيغادر دارسو التوراة البلاد اذا تقرر تجنيدهم)، أو المارد الطائفي الذي استله آريه درعي، أكبر الدُهاة – وأخطرهم ايضا في نظر كثيرين – في السياسة الاسرائيلية؟ ومن يصرف انتباهه أصلا الى الكشوف الصحفية لـ الداد ينيف التي كان يفترض ان تزعزع اركان العالم؟.

بل إن الاشتغال الذي لا يكل بشخصية بنيامين نتنياهو قد فقد أثره. في نهاية الاسبوع الماضي وجه يوفال ديسكن نقدا قاتلا الى رئيس الوزراء. وقال إن نتنياهو في لحظات الضغط والامتحان وفي زمن اتخاذ القرارات المصيرية يتعوج ويهرب من الحسم، ويطرح اخفاقاته على آخرين ولا يُبدي زعامة ومثالا يحتذى. انهم في الليكود يزعمون ان الكلام مستعاد صادر من شخص بواعثه انتقامية وسياسية. ويوجد شك ايضا في بواعث النُزل الذي استضاف المقابلة الصحفية معه (ثماني صفحات في ملحق يشتمل على 28 صفحة خصصتها "يديعوت احرونوت" للمقابلة). ومع كل ذلك فمن العجيب ان كلام ديسكن الشديد قد استُقبل في عدم اكتراث حتى من معارضي نتنياهو البارزين الذين كانوا يفترض ان ينقضوا على الكشف الصحفي كمن يجد غنيمة كبيرة.

اجل، لا يوجد اليوم في اليمين واليسار معا، زعيم قادر بقوة شخصيته ورؤياه على تأجيج قلوب الناخبين بعرض رؤيا مثيرة وهدف سامٍ وبشرى جديدة، وعلى أن يجر فريقا كبيرا منهم الى تحقيق الهدف الذي يقترحه. اجل يوجد رؤساء احزاب مثل نفتالي بينيت وشيلي يحيموفيتش ويئير لبيد يحددون بصورة صحيحة كثيرا – كل واحد بحسب طريقته – مشكلات الدولة المركزية، لكنهم غير قادرين على اقتراح حلول يؤمن أكثر الجمهور بأنه يمكن تحقيقها.

ان الطريق السياسي الذي يعرضه بينيت، مثل ضم المنطقة ج من يهودا والسامرة – ومنح العرب الذين يسكنون فيها الجنسية الاسرائيلية – لم يُجرب قط (تقترح الخطة ايضا توحيد المنطقتين أ و ب مع الاردن باعتباره خطوة متقدمة على انشاء دولة فلسطينية). وفي مقابل ذلك جُرب التنازل الذي تعرضه تسيبي لفني ويحيموفيتش ولبيد مرة بعد اخرى وفشل مضافا اليه ثمن مؤلم من الدماء وفشل سياسي صارخ.

هل فقد الجمهور ارادته ان يؤثر ويغير؟ وهل أصبح يائسا من مستقبل أبنائه في هذا المكان الرائع لكن المعذب؟ لا، لا. فلا يوجد اليأس حقا إلا في حلقات هامشية. وتدل استطلاعات الرأي التي تجري تترى وفي اماكن مختلفة على تفاؤل أساسي وايمان راسخ بمستقبل الدولة. يبدو اذا ان الجمهور عشية انتخابات 2013 لا يؤمن بأن الخلاص سيأتي من المتنافسين الحاليين – ومن النظام الذي يعرضونه.

إن التوق الى تغيير القيم وتجدد الصهيونية وظهور زعماء أهل – مثل توقع "ساعة عظيمة" – يمكن ان يتحقق في مستقبل أبعد فقط. وهكذا كما أرى يمكن ان نُفسر عدم المشاركة وعدم الاكتراث للمعركة الانتخابية، وحقيقة ان أكثر من ربع الناخبين لم يبتوا الى الآن أمر لمن يصوتون.