خبر ذنب اوروبا محفظة النزاع- يديعوت

الساعة 09:30 ص|10 يناير 2013

 

بقلم: الداد باك

قبل أن يخرجوا في اجازة السنة المدنية، طُلب من مسؤولي وزارة الخارجية الهولندية أن يردوا أمام أعضاء لجنة الخارجية في البرلمان الوطني عندهم على سلسلة اسئلة حول ميزانية وزارتهم في السنة القادمة. ويعد هذا اجراء برلماني عادي. ولكن هذه المرة تضمنت الاستجوابات من النواب ايضا اسئلة عسيرة للغاية حول جوهر استمرار المساعدة المالية التي تمنحها الحكومة الهولندية منذ عشر سنوات للسلطة الفلسطينية ولوكالة اغاثة اللاجئين (الاونروا). وبتباكٍ دبلوماسي مميز نجح مسؤولو وزارة الخارجية الهولندية بالتملص من الاجابة على تساؤلات واضحة ومباشرة عن استمرار تحويل أموال دافعي الضرائب الهولنديين للفلسطينيين، من خلال قنوات مختلفة، رغم استمرار نشاط الارهاب والتحريض اللاسامي والمناهض لاسرائيل، وعن تخليد مشكلة اللاجئين من خلال تمويل الاونروا. وفي السنة القادمة ايضا سيواصل الهولنديون، مثل باقي زملائهم الاوروبيين – رغم مشاكلهم الاقتصادية المتزايدة – تمويل استمرارية النزاع العربي – الاسرائيلي.

        الاتحاد الاوروبي – بمؤسساته ومنظماته المختلفة، بالحكومات الاعضاء فيه و"بالمنظمات غير الحكومية"، والتي تحظى بالدعم المالي الاكثر سخاء من جانب الاتحاد الاوروبي والدول الاعضاء فيه – يتباهى، وعن حق كثير، بكونه يمنح الدعم المالي الاكبر لـ "المساعدات للفلسطينيين". وحسب المعطيات الرسمية، نقل الاتحاد الى الفلسطينيين بين سنوات 1994 (بداية تطبيق تسوية اوسلو عليها السلام) و 1911 خمس مليار يورو. والى هذا يجب أن تضاف اموال كثيرة نقلتها الى الفلسطينيين هيئات اوروبية قومية وخاصة في اطر مختلفة. اليوم، لا يوجد أي تقدير دقيق لكمية الاموال التي تدفقت الى الفلسطينيين من اوروبا في السنوات الاخيرة. محاولات متكررة من اعضاء البرلمان الاوروبي استيضاح استخدام اموال المساعدات للفلسطينيين، وهل استغلت ايضا لتمويل الارهاب والتحريض ضد اليهود واسرائيل باءت بالفشل. وسحب تقرير داخلي اعده الاتحاد الاوروبي.

        لا حاجة الى تحقيق عميق جدا من أجل الوصول الى ثلاثة استنتاجات:

الاول – الاتحاد الاوروبي، بكل الدول والهيئات المرتبطة به والممولة منه، هو اليوم الممول الاكبر والاكثر سخاء لجعل شعب كامل مدعوم بالاغاثة العضال والخالدة، دون اي شرط كان.

الثاني – اوروبا تساعد بالشكل الاكثر نشاطا في سياسة تخليد مشكلة اللاجئين الفلسطينيين التي بادرت اليها الدول العربية بهدف ابادة دولة اسرائيل.

الثالث – الدعم الاوروبي المكثف للفلسطينيين يأتي في ظل التجاهل المطلق لعدم التزام الفلسطينيين بتسوية "الدولتين" والاعتراف باسرائيل كدولة يهودية – كما تفترض قرارات الامم المتحدة. وفضلا عن ذلك: تواصل الحكومات الاوروبية دفع الاموال للفلسطينيين، رغم أنها على وعي جيد بان السلطة الفلسطينية برأسيها – فتح وحماس – تربي الاجيال الشابة على مواصلة الكفاح ضد اسرائيل حتى تصفيتها. وذلك، في الوقت الذي تغرق فيه الدول الاوروبية في فوضى اقتصادية واجتماعية، تهدد القارة القديمة كلها.

والان، تتجند اوروبا للتدخل الفظ في حملة الانتخابات في اسرائيل، من خلال اطلاق التنديدا والتهديدات ولضمان اقامة دولة فلسطينية في المستقبل القريب – رغم رفض الفلسطينيين المتواصل للتفاوض مع حكومة اسرائيل المنتخبة. وبغدوها سيدة حملة الابادة الفلسطينية ضد اسرائيل، تنضم اوروبا عن وعي الى اعداء اسرائيل. اذا ما وعندما ستندلع "لانتفاضة الثالثة" فان اوروبا ستكون المسؤولة عن ذلك وعلى الجمهور في اسرائيل أن يستوعب ذلك.