خبر وعدوه بالعلاج فباع وطنه ليصبح عميلاً

الساعة 08:39 م|09 يناير 2013

وكالات

حصدوا بأعمالهم وأفعالهم ثمناً لخيانتهم بجلوسهم خلف قضبان حديدية لسنوات طوال ، استغلهم الاحتلال فانهارت قواهم أمام جلاد لا يرحم كبير ولا صغير بسبب حاجاتهم الدنيوية ... الجنس ... المال ... السفر ... ،

استغل الاحتلال الصهيوني ضعفهم فجندهم للعمل ضد وطنهم فأصبحوا يعملون بكل جد واجتهاد والهدف كان رصد ومتابعة ونشر إشاعات بين الشعب الفلسطيني ،لم تحركهم النخوة والواجب ،فغاصوا في براثين الضلال ليجدوا أنفسهم لسنوات مسلوبين الإرادة لاحتلال لا يرحم كبير ولا صغير فيكشف أمرهم في يوم ما ، وتضيع أحلامهم ويقضوا باقي أيامهم خلف القضبان ، ليرسموا غداً سيئاً لعائلاتهم ومجتمعهم بسبب الطمع والجشع وحب المال.

لم يعلم ( ز) 39 عام، أن يتم في يوم من الأيام إلقاء القبض عليه ليمكث خلف القضبان بتهمة التخابر مع الاحتلال، لحظات قصيرة كما يقول مرت عليه من العمالة للاحتلال لأكثر من ست أعوام قضاها بين رصد ومتابعة لسيارات المقاومين هنا وهناك ليجد نفسه واقعاً بوحل التخابر مع الاحتلال الصهيوني.

لكن ( ز) بصوت خفي يروي بداية قصته قائلاً "ذات يوم جأني جار لي يريد إصلاح ثلاجة منزله فذهبت برفقته لمعاينتها، ولكن تفاجأت بذات الليلة برقم دولي يرن على جوالي فقمت بالرد فإذا به ( أ ) أخ صاحب الثلاجة التي قمت بإصلاحها" تحدث الاثنين عن الوضع فبدأ ( ز) يسأل جاره الذي رحل منذ سنين إلى النرويج عن الحياة هناك، بدأ الجار يطمئن على جاره واعداً إياه بالمساعدة بسبب ظروفه الاقتصادية ،استمر الجار القديم بالاتصال على جاره ابن منطقته بأوقات متقاربة، كما يقول المثل" الصديق وقت الضيق" .

بدأت أعين ( ز) بالاحمرار رويداً رويدا ، يروي ما حصل معه "ذات يوم وأنا أتحدث مع جاري القديم قال لي أن لي صديق يرغب بالتحدث معك لأنه حزن على وضعي فيريد أن يتحدث معك، فعرفني بنفسه فقال لي اعتبرني صديقك وأخيك "بدر". هنا بدأت خيوط الاستدراج تنسج خيوطها.

حتى أصبح صديقه الجديد بدر يتواصل مع مرات ومرات وأصبحت علاقتهم قوية ،وذات يوم ربيعي فجع ( ز) بالكارثة التي ألمت به حين قرر صديقة بدر بتفجير عبوة الصمت ويكشف عن شخصيته الحقيقية أنه ضابط بجيش الاحتلال الصهيوني ، حينها علم أن صديقة القديم ليس بالنرويج بل داخل الأراضي المحتلة يعمل كأداة لتجنيد سكان قطاع غزة ويربطهم بالاحتلال، فقرر ( ز) إغلاق الجوال بسبب الخوف الشديد من هذه الخدعة وأصبح يبكي في حجرة نومه كطفل خائف ، وقام بتشغيله بعد فترة إلا أنه جاءه اتصال فيه تهديد ووعيد من صديقة القديم وأنه سيتم إرسال له الأموال وعلاج قدمه المصابة بالعرج داخل الأراضي المحتلة، حينها خاف ( ز) من التهديدات فرضخ للتهديدات بسبب نقص الوازع الديني فهو لم يعرف قبلة للصلاة حينها طالباً من بدر العمل لمدة شهر فقط، حينها تمت الموافقة.

طمأنه بدر بطبيعة العمل بأنه سيعرض عليه كل أسبوعين قائمة بأسماء أشخاص وما على ( ز) إلا بتزويد بدر بمعلومات عنهم وأرقام جوالاتهم على قدر الاستطاعة ،هنا ( ز) تحدث مع نفسه بأن هذا العمل ليس بالخطير ،فذات يوم قام بدر بالطلب منه بالتوجه لأحد الأماكن الميتة لأخذ بعض المبالغ المالية وهي الأولي فذهب بحذر وكان المبلغ 4000 شيكل ، ذاق أخيراً طعم المال والثراء، وكان على استعداد لأن يحارب الدنيا كلها كي لا ينقطع تدفق المال، فتدفق عليه المال مرات ومرات بمبالغ خيالية بالنسبة له بلغت ألاف الشواكل. طلب ( ز) من بدر الإيفاء بوعده بعلاج قدمه داخل الأراضي المحتلة ، فرفض بدر مدعياً أن حماس تسيطر على قطاع غزة وهذا يسبب لك انكشافك .

بدأت الزوجة تشك بحركات غريبة من زوجها مكالمات خاصة وإغلاق للأبواب حتى اتهمت زوجها بالخيانة بمحادثة النساء ، لكن الزوجة المسكينة كان هذا تفكيرها ،كان يظن طوال الوقت بأن الأمر مجرد من معلومات لا تقدم ولا تأخر بشيء للاحتلال .وذات يوم طلب بدر من ( ز) التوجه إلى أحد المستشفيات لمعرفة هل يوجد أمامها سيارة بمواصفات محددة ،حينها رد عليه قائلاً أنا لم أتفق معاك على هيك شغل، حينها استغل بدر الضعف فقال له إن الأمن الداخلي يتحرى عنك ،حينها دب الخوف والرعب في نفس ( ز) الذي واصل العمل بكل إخلاص اعتقاداً منه أنه لا يعمل شيء خطأ أو يضر إنسان، استمر الشاباك الصهيوني بعرض أسماء لمقاومين للتحري عنهم كالمعتاد.

لكن الشاباك بدأ بتطوير عمل ( ز) حيث أرسل له بمنطقة ميته جهاز جوال عبر وضع داخل قطعة من الخشب ،وتم تدريبه عليه لكيفية الاستخدام والتواصل ،حتى أصبح "أمجد" ضابط الشاباك الجديد الذي يتواصل ( ز) معه بكل المعلومات المكلف بها ، (أنا وليد بدي نعيم) كلمة السر المتفق عليها عند التواصل ،خمس سنوات من الرصد والمتابعة للمقاومة ولم يتحرك لديه شعور بالوطنية ، مهمات رصد لسيارات في أماكن متفرقة بمناطق من قطاع غزة هنا وهناك ورصد لأشخاص مقاومين لحظة بلحظة.

لكن ضابط الشاباك أمجد ومن قبله بدر و ( ز) لم يتوقعا حجم المعلومات التي يتم جمعها من الأجهزة الأمنية في مراقبة ومتابعة كافة التحركات المشبوهة ، فتم الوصول لمعلومات أن ( ز) عليه ملامح الارتباط مع الاحتلال بعد معلومات مؤكدة ، تم اعتقاله بعد تخطيط ومتابعة وبالتحقيق معه حاول قدر استطاعته أن يناور . . ويتغابى، لكنه انهار في النهاية واعترف بعمالته للشاباك، ليوضع خلف قضبان حديدية في مركز إصلاح وتأهيل غزة ليدفع ثمن خيانته .. هذه الأرض الطاهرة التي منحت أهلها الأمن والأمان فبعتها. . بعتها لأقذر كلاب الأرض نجاسة وخسة.