خبر رئيس وزراء ضعيف- هآرتس

الساعة 11:51 ص|09 يناير 2013

بقلم: ألوف بن

(المضمون: اذا لم يكن لنتنياهو ما يقوله، فلا يجب أن يتفاجأ من ابتعاد الناخبين عنه، وفي اعقابهم ايضا شركائه في الائتلاف المستقبلي - المصدر).

        يجتذب السياسيون الى القوة ويبتعدون عن الضعف. لا بديل لهم: اذا تصرفوا خلاف ذلك، سيصعب عليهم البقاء. عندما يشمون الدم او الخوف لدى الخصم، يسارعون الى غرس اسنانهم فيه، تمزيقه إربا وتركه كجيفة على قارعة الطريق.

        هذا ما حصل في الايام الاخيرة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الزعيم الذي لا يهزم، بطل الالاعيب السياسية، "المدفع" بتعبير سريت حداد، ينزف مقاعد في الاستطلاعات وشركاؤه من يوم أمس يبتعدون عنه وينهشون لحمه. الاولى كانت شيلي يحيموفتش التي غمزت نحو الائتلاف المستقبلي لنتنياهو طالما بدا رئيس الوزراء قويا، ولكن ما ان ضعف، حتى أعلنت بانها لن تجلس في حكومته بعد الانتخابات.

        والان انضم اليها ايضا "الشريك الطبيعي" لنتنياهو، افيغدور ليبرمان، الذي يتحدث عن فصل الليكود واسرائيل بيتنا بعد الانتخابات، الخطوة التي اذا ما تحققت، ستترك رئيس الوزراء في رأس كتلة ضيقة سيصعب عليها أداء مهامها كحزب سلطة. فالخصومة بين ليبرمان ونتنياهو على قيادة اليمين ليست جديدة، ولكنهما عرفا كيف يتعاونا في الحكومة المنصرفة، وعندما شخصا عدم شعبية حزبيهما في الجمهور اختارا توحيد القوى في قائمة مشتركة للحفاظ على الحكم. اما التنكر الحالي من جانب ليبرمان، بعد الاستخفاف العلني للرقم 2 عنده، يئير شمير، بنتنياهو، فيدل اكثر من اي شيء آخر على ضعف رئيس الوزراء.

        ماذا حصل له؟ كيف يحتمل ان يكون قائد حملة ناجح كنتنياهو يجد صعوبة بالذات في الحملة الانتخابية التي كان انتصاره فيها مضمونا مسبقا، حين لم يكن غيره يتنافس على قيادة الدولة؟ في نظرة الى الوراء يبدو أن رئيس الوزراء محق في مساعيه لتأجيل الانتخابات قدر الامكان. يبدو أن فهم الاجواء العامة، التي ترى فيه خيارا اضطراريا وليس زعيما محبوبا. كما أن نتنياهو المجرب عرف بان شيئا ليس معروفا مسبقا في حملة الانتخابات، المرشحة للمفاجآت والتقلبات.

ولكن من اللحظة التي قدم فيها موعد الانتخابات، ارتكب نتنياهو الخطأ إثر الخطأ وكأنه نسي الحرفة قبل الاختبار.  فقد قرر مسبقا ان يدير الحملة فقط في اوساط ناخبي "الكتلة"، وتنازل عن التوجه الى أصوات الوسط. وعليه فقد كسر بانفلات الى اليمين وأعلن عن حث خطة البناء في ؟؟ كعقاب للفلسطينيين على اعلان دولتهم كمراقب في الامم المتحدة. وكان هذا استفزازا واضحا وصريحا للاسرة الدولية. وعلى أي حال فقد اعتقد نتنياهو بان الشجب الاوروبي – الامريكي سيعززه في نظر المقترعين الذين يريدون "ردا صهيونيا مناسبا". ولكنه فوجيء إذ اكتشف بان هؤلاء المقترعين سمعوه وتسللوا الى أذرع نفتالي بينيت.

عندها ارتكب نتنياهو الخطأ الفتاك، وخرج في هجوم جبهوي على بينيت، الذي عرضه كرافض للاوامر ومقصٍ للنساء. وهكذا وضع نتنياهو الليكود كحزب يميني يتنافس مع البيت اليهودي، وليس كحزب سلطة مركزي. وواصل بينيت التعزز. وفي نهاية الاسبوع تعلق نتنياهو بمبادرة تسيبي لفني لخلق "كتلة مانعة" ضد الليكود، وعلى الفور امتشق من المخزن الشيطان القديم شمعون بيرس، الذي دفع نحو الصفحة الاولى في "اسرائيل اليوم" كمن يبادر الى فرض حكم اليسار على الدولة. حسن أن "المتآمر الذي لا يكل ولا يمل" لا يزال في الصورة. خسارة أن الحملة ضده تنز رائحة كريهة من العفن.

نتنياهو لا يعرض على الجمهور الاسرائيلي أي أمل في تحسين وضعه في المستقبل، بل مجرد المزيد من ذات الشيء. صفحته على الفيس بوك تعرض صورة جبل البيت مع كتابة "قدس الذهب، سبت سالم". المشهد جميل، القبة الذهبية تلمع تحت الشمس ولكن ما هي صلة هذا بمشاكل الدولة وحلها؟ اذا لم يكن لنتنياهو ما يقوله، فلا يجب أن يتفاجأ من ابتعاد الناخبين عنه، وفي اعقابهم ايضا شركائه في الائتلاف المستقبلي.

الحملة لا تزال غير ضائعة. فالاسبوعان الاخيران من كل حملة انتخابية تتميز بالمفاجآت، الصعود والهبوط. نتنياهو يمكنه أن يعود الى نفسه، مثلما فعل بعض من اسلافه في اوضاع مأزومة مشابهة. ولكن اذا استمر هكذا، حتى لو فاز بانتصار طفيف، فان المصاعب الحالية ستبدو كنزهة لطيفة حيال الجحيم السياسي الذي ينتظره بعد الانتخابات.