خبر كيف يدور العجل- يديعوت

الساعة 11:49 ص|09 يناير 2013

كيف يدور العجل- يديعوت

بقلم: ايتان هابر

        يجب أن تكون أخرس أحمق صغيرا، كما جاء في التلمود، كي لا تفهم الرسالة التي نُقلت هذا الاسبوع من جادة بنسلفانيا 1600 في واشنطن الى البيت في شارع كابلان 3 في القدس وهي ان الأوغاد في البيت الابيض غيروا قواعد اللعبة وأبلغوا، ويا له من إبلاغ، بنيامين نتنياهو عن التغيير.

        سيكون من الحماقة اعتقاد ان رئيس الولايات المتحدة اختار رجلا مهما معاديا لاسرائيل وزيرا للدفاع كي يناكف نتنياهو ويثير عصبية دولة اسرائيل. من المؤكد ان الامر ليس كذلك. لكن يجب ان نفترض انه حينما نظر في قائمة المرشحين للمنصب التي قُدمت لينظر فيها، ظهرت على شفتيه ابتسامة صغيرة حينما لاحظ اسم تشاك هيغل. لم يكن ماضيه المضاد لاسرائيل في نظر اوباما عائقا أمام التعيين بل قد يكون استعمل الفكاهة قليلا مع مساعديه في الغرفة البيضوية متندرا بنتنياهو.

        لكن هذا الامر لا يضحك ألبتة. يجب ان نفترض ان هيغل سيقضي الايام القادمة محاولا ان يقنع العالم كله وزوجته أنه لا يعادي اسرائيل خلافا للأنباء المنشورة. وفي مكان ما ستظهر صورة له وهو يدس ورقة صغيرة في حائط المبكى اذا كان قد زار اسرائيل ذات مرة. وسيشهد عدد من اصدقائه اليهود بأنه يقبل كل صباح صورة هرتسل وأنه قرأ وحفظ عن ظهر قلب صفحات كتاب البروفيسور بن تسيون نتنياهو الراحل الألف والذي قرأه لابنه جوني لذكرى يونتان نتنياهو. أي شيء لا نفعله كي نجتاز عقبة لجنة مجلس الشيوخ في الطريق الى واحد من أهم التعيينات في الادارة الامريكية؟.

        يجب ان نفترض ان بنيامين نتنياهو في هذه الساعات يجلس في بيته أو في ديوانه ويهاتف شخصيا مختلف الاشخاص من اصدقائه اليهود في نيويورك الذين يعتقدون لسبب ما أنهم ما زالوا يُديرون العالم. ومن شبه المؤكد ان نتنياهو يُبين لهم انه يجب ان يُحبط في مجلس الشيوخ تعيين كاره اسرائيل هذا. يقيم بيبي العالم ويُقعده كي يبقى هيغل في نبراسكا ولا يستدعي شركة نقل تنقل في الايام القريبة أثاثه الى واشنطن. ويبدو ان المدير العام للجنة الرئاسية، ملكلوم هونلاين يهاتف – كما يبدو – بلا انقطاع البيت الابيض ولا يفهم كيف لا يقفز الرئيس الامريكي ويقف صامتا حينما يقولون له من الذي يتحدث اليه.

        لو وجد متهكمون لأجابوا هونلاين على الهاتف باسم نتنياهو يقولون: الرئيس موجود على وجبة تبرع لميت رومني. أرومني؟ ذكّرونا. إن الامريكيين لا يحبون الخاسرين وقد نسوا في الولايات المتحدة اسم رومني وكتبه والكتب عنه التي أصبحت تباع بنصف دولار في حوانيت الكتب المستعملة. إن اوباما وحده ما زال يتذكر رومني جيدا ويتذكر في الأساس من ساعده على نحو ظاهر وشد على يديه. إن نظام المسامحة عند الزعماء الامريكيين المنتصرين هو في تعديل دائم.

        يمكن ألا يُعين هيغل في نهاية الامر، فالدعاوى عليه شديدة. لكن اوباما يُظهر صفين من الأسنان الناصعة الضاحكة: وقد جعل نتنياهو يتصبب عرقا.

        إن المشكلة الكبيرة هي ان هيغل لن يكون وزير النقل العام أو البريد، فهو يفترض ان يُعين لأهم منصب في الادارة بالنسبة إلينا. فوزير الدفاع هو أنبوب الاوكسجين للدفاع عن دولة اسرائيل والتزويد بالمعلومات الاستخبارية والسلاح وهدايا تبلغ مليارات الدولارات. ويتبين ان هيغل في هذه الشؤون غير مرشح للحصول على جائزة أمن اسرائيل.

        وفي اختيار هيغل ايضا رسالة واضحة جدا لحكومة اسرائيل وهي ان الامريكيين لن يُمكّنوا اسرائيل من الهجوم وحدها على منشآت ايران الذرية وتوريطهم في حرب لا يريدونها. وحينما يقول الامريكيون لا فهي لا. هل يهاجم الامريكيون ايران وحدهم ويقومون بعمل اسرائيل؟ تقل احتمالات ذلك اذا كان عند هيغل ما يقوله في الغرفة البيضوية.

        ما هو الدرس الذي يجب ان نتعلمه سواء أُجيز تعيين هيغل على يد مجلس الشيوخ أم لا؟ هاكم هذا الدرس وهو ان امريكا ايضا تتغير أمام أعيننا وهي لا يمكن ان تكون بوليصة تأمين دولة اسرائيل سنين طويلة. يا ويلنا يا ويلنا يا ويلنا، اذا لم تكن امريكا الكبيرة فمن تكون؟ هل تكون ميكرونيزيا؟.