خبر صحيفة: جيش الاحتلال انهى الاستعدادات لمواجهة عسكرية مع سوريا

الساعة 10:45 م|08 يناير 2013

القدس المحتلة

أفادت مصادر أمنية وُصفت بأنها رفيعة المستوى في تل أبيب بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي، انتهى من الاستعدادات والتدريبات، لمواجهة عسكرية محتملة قد تنشب بينه وبين الجيش السوري، يتخللها استخدام سلاح كيماوي ضد أهداف داخل العمق الإسرائيلي، على حد تعبير المصادر.


ونقلت صحيفة 'جيروزليم بوست' الإسرائيلية، الصادرة باللغة الإنكليزية عن مسؤول عسكري في جيش الاحتلال، قالت إنه عالي المستوى، قوله إن قيادة الجبهة الداخلية، التابعة لوزارة الجبهة الداخلية برئاسة الوزير آفي ديختر، تقوم في هذه الفترة بالذات بإعداد وتجهيز المستشفيات لمواجهة تلقي الدولة العبرية هجوما سوريا بالأسلحة الكيماوية.


ولفتت الصحيفة إلى أن مسؤولاً ثانيا في قيادة هيئة الأركان العامة أشار إلى أن تدريبات الجيش الإسرائيلي بوتيرة مرتفعة، ذلك أن التدريبات هي السلاح الوحيد للاستعداد لمواجهة كهذه، خاصة أنه ليس لدى إسرائيل خبرة في هذا المجال، على حد تعبيره. علاوة على ذلك، أكدت الصحيفة الإسرائيلية أن الجبهة الداخلية قامت ضمن الاستعدادات والتدريبات الأخيرة، بإنشاء مناطق ومساحات تحت الأرض، في عدد من المستشفيات الرئيسية، التي تبلغ 27 مستشفى.


في السياق ذاته، قال موقع صحيفة 'يديعوت أحرونوت' على الإنترنت إلى وصف الكارثة التي ستحدث إذا ما تعرضت منطقة خليج حيفا إلى هجوم صاروخي، حيث يقارن التقرير، الذي اعتمد على خبراء إسرائيليين في هذا المجال، ما بين كارثة خليج حيفا وكارثة فوكوشيما النووية اليابانية، وقد قدر الموقع عدد الضحايا من المواطنين إذا ما حدث هذا السيناريو الكارثي بنحو 25 ألف مواطن بشكل فوري، وأكثر من سبعين ألف مواطن سيتأثرون من مثل هذا الهجوم وهذا التفجير، في حين يشير الخبراء في الدولة العبرية إلى أن المواد المشتعلة الموجودة في منطقة خليج حيفا، تكفي لإشعال حريق يستمر في الاشتعال لمدة خمسة أيام متواصلة، وبشكل وحجم لم يسبق لإسرائيل أن شهدت مثله.


وعن جهوزية إسرائيل للحرب أشار الموقع في تقريره إلى أن الكثير من الإسرائيليين بدأوا بترميم الملاجئ وتحضير الأقنعة الواقية من الغازات، حسبما أفاد به المسؤول عن توزيعها، حيث قال إننا نشهد زيادة في الطلب بنسبة 100 بالمئة.


وقالت المصادر في تل أبيب أيضا، إنه على الرغم من البيانات المثيرة للقلق والاستعداد للأسوأ، فإن إسرائيل لم تتلق بعد أي قرار، سواءً لتنفيذ الخيار العسكري لوقف أو إبطاء البرنامج النووي الإيراني. أما صحيفة 'معاريف'، فقد قالت في تقرير خاصٍ أعدته إن الولايات المتحدة الأمريكية لن تترك إسرائيل وحدها في حال خوضها حربا مع إيران، وأنها ستنضم لهذه الحرب فور وقوعها، وزادت 'معاريف' قائلةً إن الدلائل تشير إلى أن الإدارة الأمريكية لن تترك إسرائيل وحدها في المعركة في نهاية المطاف، في حال قررت إسرائيل شن الضربة العسكرية ضد إيران.


في السياق ذاته، قالت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' إن إسرائيل ليست جاهزة للحرب مع إيران، لافتةً إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي الذي يتدرب منذ عدة سنوات على الضربة، لا يثق بأنه بات جاهزا لإخراج عملية من هذا القبيل إلى حيز التنفيذ، كما أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية ليست جاهزة، إذ أن 700 ألف إسرائيلي لا يملكون الملاجئ أو المناطق الآمنة، علاوة على ذلك، فإن خمسين في المئة من سكان إسرائيل لا يملكون الكمامات الواقية من الأسلحة غير التقليدية، كما أن المستشفيات الإسرائيلية غير جاهزة لمواجهة ضربة صاروخية من قبل إيران و'حزب الله'، لأنه حسب خطة وزارة الصحة، فإن الانتهاء من تجهيز المستشفيات سيكون بعد ثلاث سنوات.


كما أبرزت الصحيفة، تصريح محافظ بنك إسرائيل، ستانلي فيشر، الذي قال إن قيام إسرائيل بتوجيه الضربة لإيران سيُدخل الاقتصاد الإسرائيلي في أزمة صعبة، على حد تعبيره، وتابعت أن فيشر، أعلن أن البنك المركزي لإسرائيل أعد خططا لمواجهة أزمة اقتصادية كبيرة يمكن أن تضرب إسرائيل بعد شن هجوم ضد إيران. هذا في حين توقعت مجموعة معلومات الأعمال (بي.دي.آي كوفيس) وهي مجموعة بحثية مرموقة، أن يتكبد اقتصاد إسرائيل خسائر تصل إلى 167 مليار شيكل (42 مليار دولار) في حال مهاجمة إسرائيل لإيران، وتوقعت أن تصل الأضرار الاقتصادية المباشرة إلى 47 مليار شيكل، أو ما يعادل 5.4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي في 2011. في حين أن الأضرار غير المباشرة ستصل إلى 24 مليار شيكل سنويا لمدة ثلاث إلى خمس سنوات بسبب انهيار أعمال.


وذهبت المصادر في تل أبيب إلى حد القول إن الصورة قاتمة في كل ما يتعلق بالاستعدادات على صعيد الجبهة الداخلية لمواجهة هجوم محتمل على إسرائيل، مع زيادة حدة التوترات في الشرق الأوسط، مشيرةً إلى أن التقصير ليس حسب المواصفات والمعايير فحسب، وإنما في الوسائل واللامبالاة والإهمال.


وبذا ولأول مرة في تاريخ إسرائيل، لا يكون هناك إجماع على حرب كالتي يجري الحديث عنها ضد البرنامج النووي الإيراني، وما يمكن أن تنتجه من تداعيات كبرى في منطقة تلتهب ضد الاستبداد وأنظمته، على حد تعبير المصادر عينها.


أما تقديرات وزارة الخارجية الإسرائيلية الاستخبارية، للعام 2013، فتبدو متفائلة على المدى المنظور، ضعف الجيش السوري يلائم تل أبيب، وضعف مصر ــ الإخوان المسلمين ــ لن يسمح لحركة حماس بالمواجهة، بينما الضغط على 'حزب الله' في الساحتين اللبنانية والسورية، يبعد تهديده. كما أن التقديرات تشير إلى أن الجيش السوري لن يشارك في أي مواجهة عسكرية بين إسرائيل وإيران، أما احتمالات أن يقدم 'حزب الله' على المشاركة في المواجهة، فباتت ضئيلة، خاصة أنه فقد الدعم السوري، ويواجهه خطر هائل على مكانته السياسية في لبنان'.


وثمن التقدير الاستخباري الإسرائيلي ما سماها بالحرب الحرب الأهلية في سورية، التي أنتجت واقعا أفضل للدولة العبرية، واستطاعت من ناحية عملية، أن تصفي تهديد محور الشر، المكون من إيران وسورية و'حزب الله'، وهو المحور الذي كان يعد، لدى صناع القرار في تل أبيب، التهديد المركزي لإسرائيل.