خبر ماذا يكون اذا هاجمت ايرانُ -هآرتس

الساعة 09:24 ص|08 يناير 2013

ماذا يكون اذا هاجمت ايرانُ -هآرتس

بقلم: بني موريس

(المضمون: يجب ان تكون اسرائيل على أتم استعداد في الربيع والصيف القادمين لمواجهة ضربة رادعة ايرانية توجه لاسرائيل - المصدر).

        في السنين الأخيرة اشتغل كثيرون في اسرائيل وايران والعالم الكبير باحتمال ان تهاجم اسرائيل منشآت ايران الذرية. وأنا نفسي قدّرت – في 2008 وفي فرص اخرى – ان ذلك يوشك أن يحدث "في الاشهر القريبة". وما يزال يوجد توقع محتمل لأن تحقق اسرائيل و/ أو الولايات المتحدة التهديد وتهاجم المنشآت الذرية في الربيع أو الصيف القادمين اذا لم تنجح العقوبات في الافضاء الى وقف برنامج ايران الذري.

        لكنه يوجد ايضا احتمال آخر عكسي أثاره قليلون وهو ان تهاجم ايران، اذا خلصت الى استنتاج ان اسرائيل أو الولايات المتحدة توشك ان تهاجمها قريبا – ان تهاجم بالصواريخ مطارات اسرائيل العسكرية وربما تهاجم منشآت استراتيجية اخرى باعتبار ذلك ضربة استباقية وضربة ردع.

        يزعم رافضو هذا الامكان ان الايرانيين سيمتنعون عن ذلك لأن هذا الشيء سيُسوغ لاسرائيل أو للولايات المتحدة ان تردا وتضربا منشآتهم الذرية، ومن يستطيع آنذاك توجيه الدعاوى عليهما؟.

        يمكن في الحق من وجهة نظر ايرانية ان تغلب التقديرات التي تؤيد ضربة استباقية ارادة ان تُرى ضحية. صحيح ان الهجوم سيكون معارضا لتراث ايران الذي يرى انه لا ينبغي المبادرة الى حروب على جاراتها (ولا يشمل هذا عمليات عسكرية صغيرة يقوم بها منتدبون لحزب الله)، لكن قد يعتقد حكام ايران ان التهديد كبير جدا وان الهجوم المبادر اليه أفضل من الحفاظ على التراث. إن ضربة ايرانية استباقية – بصواريخ شهاب وربما بطائرات ايضا – قد تشوش على قدرة الهجوم الاسرائيلية (وإن لم تفعل ذلك بالامريكية)، ولا شك في ان الايرانيين سيزعمون ان عندهم سببا مُسوغا لأن قصدهم كان فقط الى التشويش على هجوم محقق عليهم. ولا شك في انه سيكون لهذا التفسير مشترون كثيرون في روسيا والصين وتركيا واوروبا والعالم العربي.

        أُقدّر أنهم اذا اختاروا الهجوم – فان هذا الهجوم لن يكون محدودا باطلاق صواريخ شهاب فقط على المطارات. فالى جانب حملة ارهاب دولية قد تُطلق آلاف الصواريخ من حزب الله على شمال اسرائيل ومركزها – إما جزءا من الهجوم الايراني وإما ردا على الهجوم الاسرائيلي/ الامريكي على ايران الذي سيأتي في أعقاب الهجوم الايراني. وبرغم الشقاق بين ايران وحماس يحتمل ان تنشأ في هذا الوضع صدامات على طول حدود قطاع غزة بمبادرة منظمات الجهاد المختلفة فيها مثلا التي تعمل في تنسيق مع ايران. ولا شك في ان الهجمات من لبنان وقطاع غزة ستشوش على قدرة سلاح الجو الاسرائيلي على ضرب منشآت ايران الذرية. والى الضرر المباشر الذي ستسببه هذه الهجمات لممتلكات سلاح الجو، ستفضي بيقين الى صرف قدرات هذا السلاح نحو لبنان وقطاع غزة.

        قد تكون آثار هجوم استباقي ايراني تصاحبه صدامات على حدود دولة اسرائيل، أوسع كثيرا، وقد تصبح كذلك في غضون ايام أو اسابيع. فالعالم السني الذي يحيط بنا – مصر وربما ايضا سوريا والاردن اذا ما نشأ فيهما حكم اسلامي – سيُنحي جانبا حساباته مع الاسلام الشيعي وينضم هو ايضا على نحو ما الى الحرب. وقد تُدفع السعودية ودول اخرى التي يثير احتمال تطوير سلاح ذري ايراني القلق فيها – بخلاف ارادة حكامها – الى التعاون مع الاخوة السنيين. فانه مهما تكن الاختلافات عميقة بين طائفتي الاسلام – فان الاسلاميين في العالم يتحدون حول أمر واحد وهو عداوة اسرائيل وضرورة محو دولة الكافرين اليهودية عن الخريطة.

        إن هجوما مضادا اسرائيليا و/ أو امريكيا على ايران (وعلى لبنان وربما على غزة ايضا) سيحث الجمهور المسلم على ان يطلب من الحكومات في الدول العربية ان تتدخل لمواجهة اسرائيل. ان دخول الجيش المصري الى سيناء لـ "انقاذ اخوتهم في غزة" واطلاق نار سوريا على الجولان لـ "انقاذ الاخوة في لبنان" وربما ايضا اطلاق النار من شرقي الاردن ومن الضفة، وانتفاضة العرب في اسرائيل نفسها كما حدث في تشرين الاول 2000 – ليست سيناريوهات خيالية بل قد تكون بيقين جزءا من تدهور الوضع الذي قد يُحدثه في المنطقة هجوم رادع ايراني.

        إن توقع نشوء سيناريو كهذا قد يغري الحكام في ايران – الذين يخشون ضربة اسرائيلية/ امريكية – بتوجيه ضربة رادعة تشوش على ضربة ناجعة لمشروعهم الذري. فمن الجيد ان تُعد منظومات الدفاع مثل القبة الحديدية ومنظومة حيتس وباتريوت التي ينبغي ان نُخمن أنها تحمي منشآت اسرائيل الحيوية، في ايام الربيع والصيف القادمين للتشويش على عمل مفاجيء ايراني وهو ليس غير محتمل.