خلال مؤتمر نظمه مركز أطلس للدراسات الاسرائيلية

خبر مؤتمر.. خلافات فلسطينية حول غزة.. هل هي محررة ام تحت الاحتلال؟

الساعة 02:14 م|07 يناير 2013

غزة

أجمع قادة الفصائل الفلسطينية وأكاديميون وسياسيون على أن المصالحة الفلسطينية والوحدة الوطنية هي بداية الطريق والمخرج الوحيد أمام مواجهة المخططات "الإسرائيلية" التي تخطط ضد قطاع غزة ومحاولة تهجيره، وأكدوا أن قطاع غزة مازال محتلاً ويجب التعامل معه من هذا المنطلق. فيما رأت حركة حماس فقط أن قطاع غزة هو أرض محررة. مشددين في الوقت ذاته على أن "غزة" جزء من فلسطين ولا دولة بدون غزة، كما لا يمكن أن تكون غزة دولة بمعزل عن فلسطين.

جاء ذلك خلال مؤتمر نظمه مركز أطلس للدراسات "الاسرائيلية" اليوم الاثنين الموافق (7/1)، بعنوان "مستقبل غزة بين الأجندات" وسط حضور حاشد من قادة الفصائل الفلسطينية والسياسيين والمهتمين بفندق الكوميدور في مدينة غزة.

المؤتمر ضرورة

من جهته أوضح رئيس مركز أطلس للدراسات "الاسرائيلية" عبد الرحمن شهاب أن لهذا المؤتمر خصوصية من حيث أهميته وتوقيت عقده. لافتاً إلى أن أهميته تأتي من حيث أن هذا الحدث يعبر عن أقصى اهتمامات المركز، وما اهتمام المركز بهذه القضية الا تعبير عن عميق التزامه بالمصالح العليا للشعب الفلسطيني وقضيته المركزية العادلة. وأوضح شهاب أن فكرة المؤتمر جاءت لاستيضاح مستقبل القضية، ومستقبل غزة على وجه الخصوص، والتي اكتسبت تأثيرا إضافياً في سياق معركة التحرر الوطني؛ بعد الصمود غير العادي في مواجهة القوة العسكرية الغاشمة للاحتلال. فيما يكتسب المؤتمر أهمية من حيث التوقيت.. لأنه يأتي عقب الحرب المسعورة الأخيرة التي شنها الاحتلال على غزة، وهي الحرب التي شكّلت نقطة تفاعلٍ أفرزت الكثير من التحليلات حول آفاق المستقبل.. لكنها تلتقي جميعا حول تساؤل غاية في الأهمية: إلى أين ستأخذنا غزة؟! أو بمعنى أدق: الى اين سنأخذ غزة.

هذا وقدم الاستاذ اسماعيل مهرة رؤية مركز أطلس حول ما تخطط له إسرائيل ضد قطاع غزة ترتكز على أن إسرائيل ترى بان غزة هي "جحيم" كما في ثقافتهم ووعيهم، وأن غزة لم تكن مطمعاً توراتيا لها وما الانسحاب من غزة كان حاضر دوماً في أي ثقافة سياسية، وأن بيغن عرض على السادات إعادة غزه إلى مصر, ورابين اقترح على الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أن تكون غزه أولا, والانسحاب من غزة، وتفكيك المستوطنات؛ كان أمراً مسلماً به في عرض باراك وخطة كلينتون للسلام, وشارون الذى قال سنة 99 حكم نتساريم كحكم تل ابيب انسحب منها سنة 2005 .

وأوضح المركز في دراسته أن مشروع غزة جاء لإفشال مشروع الدولة الفلسطينية وأن حكومة اليمين بزعامة نتنياهو؛ التي تبنّت – مضطرةً - خطاباً سياسياً يؤيّد حلّ الدولتين, وهي عملياً ترفض هذا الحلّ، وتتبنّى مطالب وشروط تُفرّغُهُ من مضمونه، وتجعل "الدولة" بلا دولة على الأرض, بلا قدس أو سيادة أو تواصل جغرافي, منزوعة السلاح.

وكشفت الدراسة ملامح المشروع الاسرائيلي لغزة القائم على استغلال الانقسام الفلسطيني، واوضحت الدراسة ان "الانقسام" الفلسطيني وسيطرة حركة حماس على قطاع غزة وما نشأ عنه من كيانٍ سياسيّ مستقل عن السلطة.. مثّل فرصةً هامةً لإسرائيل؛ تحاول استثمارها والبناء عليها؛ لتشكلّ عامل إسنادٍ هامٍ في سعيها لإنهاء المشروع الوطني الفلسطيني, مما ساهم في بلورة مشروع أو رؤية إسرائيلية خاصة بالقطاع, تُعزّز الفصل الجغرافي والسياسي بين كيانين فلسطينيين من جهة؛ وتقدّم علاجاً للتحديات التي يفرضها واقع الخطر الأمني والديموغرافي؛ الذي يزداد يوما بعد آخر.

وأوضحت الدراسة ان اسرائيل تسعى إلى عودة الإدارة المصرية إلى القطاع؛ بما يمثله من تحمّل مصر لكامل المسؤوليات الإدارية والأمنية والسياسية والاقتصادية, يشكّل حلماً إسرائيليا, يُترجم رؤيةً إسرائيلية تدعو للنظر إلى الصراع على أنه عربيٌّ إسرائيلي هنا؛ بين دولتي مصر وإسرائيل, وفي الضفة بين الأردن وإسرائيل, بين دولٍ تعترف ببعضها, تتنازع على الحدود, بحيث تنتفي معه القضية الفلسطينية, ولا يُنظر إليه كدولة "إسرائيل" تحتل شعباً آخر؛ وتمنعه من حق تقرير مصيره.

مقابل الموافقة المصرية؛ فإن إسرائيل قد توافق على تعديل الملاحق الأمنية لاتفاقية كامب ديفيد, بما يؤدي إلى تعزيز السيادة الأمنية المصرية على الجزء الأكبر من سيناء, علاوة على تسهيلاتٍ ومنحٍ اقتصادية كبيرة تحصل عليها مصر من أمريكا والغرب, وكذا مساعدات اقتصادية للقطاع ترفع مستوى المعيشة فيه.

وأشارت إلى أن دفع القطاع باتجاه مصر يأتي بشكل تدريجي من خلال الانفصال الكلّي التدريجي عن القطاع، والضغط لفتح معبر رفح للبضائع والأفراد؛ لتعزيز الارتباط الاقتصادي بمصر، وفكّ الارتباط مع المعابر الإسرائيلية, والمطالبة بإغلاق الأنفاق؛ حيث يوجد البديل "معبر البضائع" وتحمّل مصر لمسؤولياتٍ أمنية على المعبر وعلى الحدود المصرية الفلسطينية؛ بغرض جعل الأمن المصري جزءً من منظومة مكافح تهريب السلاح؛ في إطار محاربة الإرهاب والفلتان الأمني في سيناء. بالمقابل؛ ترحيبٌ إسرائيليٌ بضخ الأموال للقطاع، وإعادة الإعمار؛ بما يساهم في ازدهار القطاع اقتصادياً واستقراره أمنياً, في ظلّ ضماناتٍ مصريةٍ بضبط الحدود والمحافظة على التهدئة؛ الأمر الذى سيؤدي إلى زيادة الحضور المصري أمنيا وسياسيا واقتصاديا, وسيدفع –تدريجيا- إلى مزيدٍ من انفتاح العلاقة بين غزة ومصر, وسيصبح معه الانفصال الجغرافي والسياسي عن الضفة أمراً واقعاً, مما يؤدي إلى إخراج القطاع من معادلة الصراع لوقت ما.

وأكدت الدراسة ان أمر  مستقبل المشاريع الإسرائيلية سواء في القطاع أو الضفة, انما يقرره الكل الفلسطيني الرسمي والشعبي, في كيفية تعاطيه مع "الانقسام" والخطاب السياسي المبنى على استراتيجية وطنيه تستند الى الثوابت الوطنية, محمى بنظام سياسي ديمقراطي.

الأونروا: مخاطر كبيرة تحدق بغزة

وعن رؤية وكالة الغوث "الاونروا" لأوضاع القطاع المستقبلية أوضح المتحدث باسم الانروا في غزة عدنان أبو حسنة، أن الانروا بالمشاركة مع مؤسسات دولية وخبراء دوليين معتمدا على ثروة من المعلومات في الداخل والخارج، أعدت تقريراً قبل عدة أشهر  عن مستقبل غزة حتى عام 2020، ووقف على جملة من الحقائق في توصيف الواقع في قطاع غزة وما الذي ينبغي فعله على وجه السرعة لتدارك الخطر الذي يحدق بالقطاع على كافة الاصعدة.

وأوضح أبو حسنة أن التقرير يتساءل هل تصبح غزة مكانا قابلا للعيش؟ والمقصود العيش الانساني الكريم. موضحاً أنه بحلول عام 2020 سيزداد عدد سكان القطاع 2.1 مليون نسمة مقارنة مع تعدادهم الحالي 1.7 أي سيضيف معدل السكان الى 500 الف شخص مقيدة بالفعل وتكابح البنية الاساسية من الكهرباء والخدمات البلدية والمجتمعية لمواكبة احتياجات السكان.

وأكد على أن هناك حاجة ماسة لبنا عشرات الالاف من الوحدات السكنية لإيواء الزيادة السكانية الطبيعية. موضحاً أن اقتصاد غزة يعتمد على المواطنين ولازال المواطنون معزولون منذ 2005 بمعنى ان اقتصادها غير قابل للحياة بالمعنى الصحيح. وأشار إلى أن سكان غزة اسوا مما كاوا عليه في التسعينات.

وقال أبو حسنة بأن التحديات ستكون أكثر حدة في ظل الوضع السياسي الراهن على حاله، وحتى لو تحسن فان القضايا الحياتية المتدهورة تحتاج الى معالجة بصورة طارئة. ومع الاعتراف بالتقدم المحرج يستدعي حتمية نمو اقتصادي يعتمد على تجارة السلع والخدمات وضمان توفير البنية التحيتية الاساسية المياة الصر ف الصحي الكهرباء التعليم .

وكشف ابو حسنة بأنه في العام 2016 لن يكون هناك نقطة مياه صالحة للشرب في غزة.

وأكد على ضرورة أن تكون غزة مفتوحة على العالم وتواصل مع الضفة الغربية.. وغير ذلك سيكون نتائج غير محمودة.

وأكد التقرير بأن قطاع غزة بحاجة لمحطات تحلية المياه اكثر من الطرق مئة مرة، لذلك الاولويات في المرحلة المقبلة وسنعمل على ذلك ونحاول اقناع الجهات المسؤولة بذلك.

حماس: غزة ارض محررة

من جانبه قال سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة حماس يمكن ان نواجه المخاطر التي تواجه قطاع غزة بتحقيق المصالحة السياسية وتشكيل حكومة واحدة تعمل على دمج المؤسسات الرسمية بين الضفة والقطاع. لانه حينما تكون المؤسسات موحدة فهاجس الفصل سيتراجع. بالاضافة الى الحاجة الى الربط بين النقابات في الضفة وغزة .. بحيث تكون موحدة. واجراء الانتخابات العامة التي تسهم في تشكيل المؤسسة التشريعية والرئاسية.

وأكد أبو زهري على الانتخابات واجرائها ولكن يجب ان تأتي في سياق طبيعي، وأجواء من الحريات والمصالحة وخطوات من التوافق الوطني. وزيادة قنوات التواصل والتعاون في الضفة والقطاع وزيادة درجة التضامن في تبني هموم شعبنا.

وأكد على ضرورة رفض أي حلول لفصل غزة عن الوطن، ورفض التوسع في سيناء أو القاء مسؤولية غزة لمصر. موضحاً بأنه لا توجد أي نية لأي مواطن فلسطيني أن يتجه باتجاه الاراضي المصرية.

وأكد ان غزة هي جزء من فلسطين، وما الوضع الراهن الا استثنائي ولن يكون دولة في غزة كما لم يكون دولة بدون غزة.

الى ذلك أكد ابو زهري على التمسك بمشروع المقاومة والاستمرار في عملية الاستعداد بكل اشكاله سواء لمواجهة أي جولات تصعيد قادمة،ـ او الاستعداد للتحرر.

وأوضح أن ان المقاومة ستستمر في غزة وفق ادارة حكيمة متوافق عليها فلسطينياً، وأن التهدئة امر مشروع وهي محطة على طريق المقاومة وهذا ما اثبتته الحرب الاخيرة .. بهدف اعطاء المقاومة فرصة لمزيد من الاستعداد.

ووصف ابو زهري قطاع غزة بأنه ارض محررة بفعل المقاومة وهي اول قطعة من الوطن يتم تحريريها، وهذا لا يعفي الاحتلال من مسؤولياته باعتبار ان الاحتلال لأرض فلسطين لازال مستمراً .

فتح: غزة هي الأساس

وفي نفس السياق، أوضح فيصل أبو شهلا القيادي في حركة فتح أن غزة تحتاج منا مزيدا من الاهتمام والرعاية وتحديد الرؤية حتى لا نرهقها، ونرى في حركة فتح أن غزة كانت بداية الثورة والمشروع الوطني من غزة وهي التي حافظت على الحقوق من الضياع، وهي السباقة في مقارعة الاختلال.

وقال :" نحن نرى في حركة فتح أن غزة هي الأساس وأنها الركيزة، وأنه لا دولة ومشروع وطني بدون غزة ولا انفصال بين غزة والضفة، وأن فتح خاضت نضالا طويلا حفاظا على استقرار القرار الوطني الفلسطيني وبوعي كبير من القيادة الفلسطينية والرئيس الراحل عرفات عندما تم توقيع أوسلو صمم بان تكون غزة اريحا اولاً. تأكيدا على اهمية غزة والضفة معاً. معتبراً هذا القرار بانه تمسكا بوحدانية الوطن وصولا للدولة الفلسطينية على الاراضي التي احتلت عام 67.

وأضاف بأن :"إسرائيل حاولت وتحاول دائما ووضعت وتضع العراقيل امام الدولة الفلسطينية ولا تقبل بالانسحاب الكامل واستطاعت تعطيل مشروع حل الدوليتين بالجدار والاستيطان واستفادت من الانقسام الفلسطيني . لانها ترى فيه تهديد لنظرية الامن الاسرائيلي بالاضافة بعض الافكار التلموذية وضعت بدائل كثيرة للتهرب من الاستحقاق والدولة ذات الحدود المؤقتة مشروع إقامة دولة في غزة يقوم هذا المشروع على سيطرة "إسرائيل" على مساحات ضخمة في الضفة مقابل تعويضهم من اراضي سيناء. الأمر الذي ترفضه حركة فتح ومتمسكة بالوحدة الفلسطينية.

ولفت إلى أن حركة فتح رفضت مقترحات الكنفدرالية بين الضفة وغزة والبعض تحدث عن عودة مصر لغزة والضفة للاردن فكان موقف فتح رفض هذه المشاريع.

وتابع أبو شهلا قائلاً ومع انتهاء سيطرة السلطة على قطاع غزة كانت غزة بالنسبة لفتح هي جزء من الوطن وتحمل الرئيس مسؤولية القطاع في رواتب وصحة وغيرها.

وأوضح أن سعي فتح لانجاز المصالحة كاستيراتيجة وطنية وهذا قرار كان بداية الانقسام أي أن تعود غزة للوطن مع الضفة كوحدة جغرافية واحدة, ووحدة سياسية – والسبيل الذي ارتأته حركة فتح هو المشاركة السياسية والمصالحة.

اسمرت فتح أن لا تقبل أي تصور لاستمرار الانقسام غزة عن الضفة مهما تعثرت المصالحة استمرت فتح انه لا بديل لها وغزة يجب أن تكون جزء من الدولة الفلسطينية.

وقال أبو شهلا نحن في فتح نسعى لترسيخ بعد الامم المتحدة على الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية ان يتم العمل سويا بترسيخ الدولة الفلسطينية في الضفة والقطاع. ونضع استيراتيجية مشتركة لها ونمارس المقاومة بكل اشكالها حسب ما تمليه مصالح شعبنا وتحقيق حلمه ويكون عملنا مبني على الشراكة والتنسيق الكامل بين السياسة والمقاومة في مواجهة الاحتلال ونواجه كل الضغوط التي تمارس علينا.

وأكد بأن مسؤولية حركة فتح هي وحدة غزة مع الضفة ولن نتخلى عن غزة مهما حصل لأنها الاساس. وأنه لا دولة بدون غزة ولا دولة في غزة لوحدها.

الجهاد الإسلامي: غزة جزء من فلسطين

من جهته أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الشيخ نافذ عزام على ان غزة هي جزء صغير من فلسطين التي نحلم بها وونناضل من اجل استعادتها , وأوضح ان حركة الجهاد الاسلامي ترى لا تتصور في أي لحظة ان تكون غزة كيانا منفصلاً بغض النظر عن التجاذبات الداخلية.

وأكد عزام ان حركته تنظر الى قطاع غزة على انه كيان مازال محتلاً من قبل دولة الاحتلال الاسرائيلي عملياً ويجب ان يتم التعامل معه على هذا الاساس كما هو الحال في الضفة الغربية المحتلة.

وبخصوص منح الامم المتحدة دولة فلسطينية بصفة مراقب، اوضح الشيخ عزام بأن الامم المتحدة لم تعطنا دولة لأن اسرائيل تتمسك بمفاصل حياتنا وتضرب أي مكان في غزة وقتما تشاء وتصل مقر المقاطعة في رام الله مقر رئاسة السلطة وقتما تشاء، لافتا الى ان اسرائيل تحاول ان تتلاعب بنا وبالاقاليم وبالتالي يجب علينا ان ننظر للامور بهذا الشكل الواضح.

وأكد على ضرورة ان غزة تعيش اوضاعاً عصيبة ويجب التعامل معها بانها جزء من فلسطين ومهم من النضال السياسي بمعناه الشامل والسياسي من اجل ترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني برمته لتعكس قوة غزة على الوضع الفلسطيني بأسره، ومن هذه النقطة يجب ان نواجه المخططات التي تستهدف فصل غزة على كافة الأصعدة.

وأوضح الشيخ عزام ان استيراتيجية حركة الجهاد الاسلامي لمواجهة المخخطات الاسرائيلية تجاه غزة ترتكز على تعزيز ثقافة المقاومة كون المقاومة تنظر لفلسطين وحدة واحدة وكمشروع ترى ان الاهداف لم تتحقق بعد والمشروع طويل. إضافة إلى ضرورة ان نسعى بقوة لترتيب الوضع الداخلي وصولاً لانهاء الانقسام الفلسطيني. والوصول الى توافق سياسي بمعنى عدم وجود سياسة في الضفة الغربية تتناقض مع غزة والعكس وأنه من الضروري ان نسعى لوجود سياسة متفق عليها بيننا كفلسطينيين ، وانه لا يجوز مطلقاً القبول بتعزيز الانقسام الفلسطيني.

وبخصوص التهدئة ، أوضح عزام ان حركة الجهاد الاسلامي قبلت التهدئة في مراحل عديدة لكنها ترفض مبدا الهدنة طويلة الامد لان لها انعكاس سلبي على اوضاعنا في غزة والسلبية اشد على وضع اهلنا في الضفة الغربة، اضافة الى ان الهدنة طويلة الامد ستكرس الانقسام وستسمح للاحتلال بالانفراد بالضفة والقدس .

وبشأن الحديث عن امكانية هجرة اهل غزة الى سيناء، أكد عزام ان هذه المسالة مفروضة بالمطلق من قبل شعبنا الفلسطيني وانه مر بظروف عصيبة في السابق ولم يترك غزة ويهاجر ، واصفاً مطلقي هذه الشعارات بالمشبوهين . وأكد ان الشعب الفلسطيني العظيم لا يحتاج الى نصيحة من أحد لكي لا يهاجر  ، مشددا على انه لو اعيد احتلال قطاع غزة مرة اخرى لن يتهاجر اهله الى سيناء. لافتاً إلى ان مخططات التوطين والتهجير فشلت في السابق وستفشل في المستقبل، مشيداً بحالة الوعي الشعبي والتي هي افضل من السابق إضافة الى ان الوضع العربي اليوم أفضل من السابق نسبياً.

وأكد القيادي في حركة الجهاد الاسلامي على ضرورة ان نستفيد من كل طاقة الشعب الفلسطيني لمواجهة المخططات الاسرائيلية والخروج من حالة الانقسام واستعادة الوحدة .

وأوضح أن التجربة المرة في الضفة الغربية وقطاع غزة أكدت لنا بأنه لا يستطيع أحد أن يقاوم وحده أو يدير الشعب الفلسطيني وحده، وان الوحدة ستجعلنا نحقق انجازات أكثر.

وطمأن عزام الشعب الفلسطيني بأنه لا خوف من انفصال ولا خوف من الهجرة ولا خوف من اندثار القضية الفلسطينية، مشدداً على وعي شعبنا.

اليسار: لابد من قراءة الواقع جيداً

وفي السياق ذاته، رأى جميل المجدلاوي في مداخلة له خلال المؤتمر  عن التيار الوطني الديمقراطي "اليسار" بأنه لا يمكن الحديث عن مستقبل قطاع غزة بمعزل عن المخططات الاسرائيلية ، مشيراً إلى ان اسرائيل حققت حتى الان نجاحا في تمرير المخططات تجاه غزة أي فصل غزة عن باقي الجسم الفلسطيني، لافتاً إلى ان اسرائيل في لقاءات هرتسيليا عام 2003 قالوا بأن الفلسطينيين لا يوجد ما يختلفوا عليه دينيا وثقافيا ومذهبيا وعرقياً ، ولذلك لا بد من ايجاد التناقض من خلال ايجاد سلطة فيها وان فكرة الانسحاب الاحادي الجانب عام 2005 جاء انطلاقا من هذه الفكرة وشكلت الارضية للاقتتال الداخلي الفلسطيني، وأكد على ضرورة ان ندقق جيداً ماذا تخطط إسرائيل لغزة. وأوضح أن اسرائيل عندما تخطط لغزة تنطلق من مجموعة محددات اولها ان الصراع هو صراع وجود، وان دروس التاريخ تؤكد أن غزة كان له دوراً هاما على امتداد التاريخ في المنطقة منذ عهد الفراعنة وحتى الان.

وأوضح أن سياسة "اسرائيل" التي علينا أن نواجهها وستكون سياسة مركبة قائمة على، ان اسرائيل تفضل استمرار الوضع القائم لفترة زمنية تعمل فيها على المزيد من الانهاك في مختلف المجالات وتحويل الانقسام السياسي الى انقسام اجتماعي، إضافة إلى ان سياسة اسرائيل قائمة على دفع القطاع باتجاه سيناء مع المحافظة على كيانه الخاص. وأن اسرائيل تعطينا شيء في قطاع غزة من البحبوحة المسيطرة عليها، مع التأكيد على ان قطاع غزة مازال محتلاً وليس محتلاً كما ترى حركة حماس. والابقاء على سياسة التصعيد المحسوب.

فأكد على ضرورة أن ندرك هذه المخططات التي تحيكها اسرائيل تجاه قطاع غزة.

وشدد على ان البوابة في مواجهة هذه المخططات هو انهاء الانقسام، وان من لا يعمل على انهاء الانقسام كانه يضع المياه في طاحونة اسرائيل لتحقيق اهدافها على قاعدة بناء المؤسسات على الشراكة.

وشدد على ضرورة الاستفادة من الوضع الراهن في قطاع غزة بدون مزايدات وتراشق لتوفير شعبنا اقصى ما تستطيع من مقومات الصمود. وضرورة التمسك بالايقونات الثلاث التي تتمثل في العودة والدولة وتحقيق المصير من اجل ان نرسم ونحقق لغزة مواجهة المخططات الاسرائيلية.

 أبراش: السلطة والمنظمة لم يستطيعان حماية المشروع الوطني

بدوره قال الدكتور ابراهيم ابراش أستاذ العلوم السياسية، إن أي جهة تفرض ضرائب وتمتلك اجهزة امنية فهي تؤسس لمشروع دولة . وهذه الدولة في غزة هي دولة تحت الاحتلال، خاصة وان غزة محتلة وليست محررة. فالتحرير يعني حرية في الحركة برا وبحراً وجواً وهذا غير موجود في قطاع غزة.

وأوضح أن مستقبل غزة لا يمكن الحديث عنه بدون النظر للواقع ولا يمكن لنا ان نحدد مستقبل غزة ونحن لا نمتلك القرار لاننا مرتبطون باجندات خارجية .. هذه الاجندات هي اسرائيل امريكا ايران دول الربيع العربي ، لافتاً الى انه في كل مرحلة كانت الاجندات الخارجية حاضرة وبقوة في الوضع الفلسطيني . مشيراً الى انه للأسف لا يوجد اجندة وطنية تواجه الاجندة الخارجية.

وأشار إلى ان مستقبل غزة سيتحدد بعد ان تضح الاوضاع في مصر وسوريا وغيرها.

وبخصوص الاجندات لغزة، أوضح ابراش أن شارون عندما خرج من قطاع غزة لم يخرج هرباً من المقاومة وإنما ضمن خطة سياسية مخطط لها في الوقت الذي لم يكن لدينا خطة لمواجهة خطة شارون، لذلك قالت المقاومة ان الانسحاب انتصار لها، والسلطة قالت اذا ارادوا ان يخرجوا فليخرجوا ولم يفكروا في النتائج المترتبة على هذا الانسحاب.

وأشار الى ان الانتخابات التشريعية والاقتتال الفلسطيني هي اجندة اسرائيلية واضحة بهدف التخلص من غزة وتدمير المشروع الوطني.

وأوضح أن في عام 2004 امريكا طرحت مشروع الشرق الاوسط الجديد، وفي عام 2005 انسحب شارون من غزة، وفي 2006 جرت الانتخابات وتم الضغط على مصر للسماح للاخوان بالمشاركات في مصر والاردن والمغرب وتونس ، وان وضع حماس في غزة لم يكن مصادفة. ولفت إلى أن هناك تقاطع التقت في مرحلة ما بين امريكا واسرائيل والاخوان المسلمين، واوضح ان المشروع الوطني موجود ولمن السلطة ومنظمة التحرير غير قادرتان على حمايته، فيما حركة حماس تمتلك مشروعاً اسلامياً وليس مشروعاً وطنياً.

وبخصوص مستقبل غزة، تساءل ابراش حركة حماس، ماذا بعد حكم حماس لغزة 6 سنوات؟ وهل غزة تحت مظلة الانقسام وحوارات المصالحة العقيمة ستستمر تحت حكم سلطة حزب واحد . ومادور الفصائل فيما يجري؟ مطالباً اعادة النظر في كلمة المصالحة، وماذا تعني. فهناك مصالحة تعني منظمة التحرير، ومصالحة تعني مصالحة اجتماعية، ومصالحة تعني ادارة الانقسام، موضحاً ان مصالحة ادارة الانقسام هي السائدة وانجاز  يتم بصمت .

ورأى ان تغيير الوضع يمكن اذا شكلت حالة ضاغطة على حزبي السلطة، اما اذا بقي الحال على ما هو عليه فالوضع سيكون مريحاً لطرفي الانقسام تحت خصوصية تفهم كل طرف للاخر، اضافة الى ان التاريخ والجغرافيا يلعبان دوراً هاماً في استمرار هذه الحالة.

وأكد على أن المصالحة الحقيقية وإعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير، وتشكيل مجلس تأسيسي نحو الوصول للمصالحة.