خبر رفح: الأجسام المشبوهة.. خطر دائم يتهدد سكان مناطق التماس

الساعة 07:24 ص|07 يناير 2013

رفح

يبقى خطر الأجسام المشبوهة والمقذوفات التي لم تنفجر، قائما في كافة الأوقات والظروف، وتهديدا حقيقيا لحياة المواطنين خاصة من سكان مناطق التماس، القريبة من تواجد قوات الاحتلال.

فتلك الأجسام التي تهدد أمن وسلامة المواطنين خاصة الأطفال، يعتقد أن المئات منها مبعثرة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، وبعضها ربما يكون مدفونا تحت التراب.

ورغم حرص أولياء الأمور ومعرفتهم المسبقة بمخاطر تلك الأجسام، وتعريف أبنائهم بها وبمخاطرها، إلا أن حوادث انفجارها تتكرر بين الفينة والأخرى، وقد كان آخرها ما حدث مساء أول من أمس، حيث استشهد طفل يدعى موسى مشير كوارع (7سنوات)، وأصيب طفل آخر بجروح متوسطة جراء انفجار جسم مشبوه شرق خان يونس.

ويزداد خطر تلك الأجسام بعد حالة التهدئة التي بدأت مؤخرا، والتي مكنت عشرات الشبان من "جامعي الخردة"، من الوصول إلى مناطق قريبة من خط التحديد، حيث يبحث هؤلاء عن قطع المعادن، وقد يظنون في بقايا القذائف والصواريخ والأجسام الغريبة صيدا ثمينا، ويحاولون تحريكها أو نقلها ما يعرضهم لخطر الإصابة أو حتى الموت.

ويشير المواطن محمد جرماد، من سكان المنطقة القريبة من مطار غزة الدولي المدمر شرق محافظة رفح، إلى أنه يخشى الأجسام المشبوهة أكثر من أي شيء آخر، فهي وكما يقول خطر وتهديد دائم للأطفال.

وبين جراد أنه دائم التحذير لأبنائه، وقد اجتهد وجلب ملصقات تحوي صورا لبعض تلك الأجسام، وعليها عبارات تحذر من الاقتراب منها أو المساس بها، وهو يضعها في المنزل، في محاولة لحماية أبنائه.

وأشار إلى أن المشكلة الأكبر، تكمن في عدم معرفة الأهالي بأماكن وجود الأجسام الخطرة، وإمكانية عثور الأطفال عليها صدفة خلال لعبهم، ومحاولتهم اكتشافها أو تحركيها كنوع من الفضول، معتقدا أن الحرب الأخيرة وقيام قوات الاحتلال بإطلاق مئات الصواريخ والقذائف خاصة شرق المحافظة، زاد من تلك الأجسام.

أما الشاب يوسف أبو حسين، ويعمل جامعا للخردة في مناطق شرق المحافظة، فأكد أنه بات أكثر حرصا عند نقل أو تحريك أية قطعة معدنية يعثر عليها، خاصة إذا ما كانت في منطقة قريبة من تواجد قوات الاحتلال.

وبين أبو حسين انه يتفحص أية قطعة أو جسم يعثر عليه جيدا بعينيه، وإذا ما اطمأن له يقلبه برفق ليكمل تفحصه، ثم ينقله إلى دراجته.

وأشار إلى أن تكرار وقوع حوادث انفجار أجسام مشبوهة وخطرة يجعله أكثر حرصا ويقظة، لاسيما أن العديد من زملائه استشهدوا أو أصيبوا بسبب تلك الأجسام.

ويعتبر المزارعون العائدون إلى أراضيهم القريبة من خط التحديد، من أكثر الفئات عرضة لأخطار الأجسام المذكورة، خاصة وأن معظم الأراضي كانت ساحات لتمركز الدبابات وتحركاتها شبه اليومية.

وبدأ المزارعون وفق ما أكده بعضهم أكثر حرصا خلال عملهم في أراضيهم، حيث تستعد الشرطة أو الجهات المختصة فور عثورها على أي جسم غريب، لتقوم تلك الجهات بالتعامل معه وإزالة خطره.

يذكر أن العديد من المواطنين معظمهم من الأطفال كانوا قتلوا أو أصيبوا جراء انفجار أجسام مشبوهة وخطرة، معظمها من مخلفات الاحتلال.