خبر قومية اليسار- هآرتس

الساعة 11:40 ص|06 يناير 2013

 

بقلم: جدعون ليفي

لا تقل كتلة اليسار – المركز عنصرية وقومية عن اليمين، بيد أنها تفعل ذلك من غير شعور، بخلاف اليمين. إن الشعور اليميني هو شعور بالخوف والكراهية. فهم يخافون العرب والمهاجرين واليساريين ويكرهونهم، وقد سيطر الشعور ذات مرة على اليسار ايضا فكان شعورا بالشفقة والعطف على المقموع. وقد تزعزع اليسار حينما كسّر الجنود العظام. وعطف اليسار على الضحية حينما ضُرب الاولاد وعُذب المحقق معهم وأُحرقت الكروم وسُلبت الاراضي. وقد تلاشى هذا الشعور من غير ان يرجع قبل نحو من عشر سنوات. ذهب الشعور وذهب اليسار وأصبح "اليسار – المركز" بريئا من كل شعور ولهذا تلاشى.

أصبح متحدثوه قوميين وأصبح خطابه لا يقل عنصرية عن خطاب اليمين. وكان اهود باراك أول من لاحظ ورعا اليسار القومي حين قال: "نحن هنا وهم هناك" – أي نحن ايضا نكره العرب لكن حلنا أفضل. سنبني سورا وليتعفنوا وراءه، وسنعطيهم دولة وليضمحلوا فيها، والشيء الأساسي ان يغيبوا عن أعيننا. وكان ذلك بدء خمود اليسار الحقيقي الذي ينبع من القلب والشعور بالعدل.

في الوقت الذي يتحدث فيه اليسار الفلسطيني عن الحياة العادلة معا، يتحدث اليسار الاسرائيلي عن الفصل (على أساس عنصري بالطبع). تقول تسيبي لفني كلاما صحيحا ومهما عن حل الدولتين، لكنها تدعو الى ذلك عن بواعث قومية: فهي تريد دولة من غير "كثير" من العرب – دولة يهودية هي في تعريفها دولة قومية. فاسرائيل – لليهود، بالضبط مثل فرنسا – للفرنسيين والمانيا – للالمان. ويبدو هذا في اللغتين الفرنسية والالمانية سيئا وهو غير مقبول إلا في العبرية. ولا توجد أية كلمة عن الاخلاق العامة وعن حقوق الانسان للجميع.

تقول شيلي يحيموفيتش ايضا كلاما صحيحا ومصمما عن العدل الاجتماعي والظلم. لكنها تريد العدل لليهود فقط، ولهذا فان كلامها عنصري ايضا. ولا يقول يئير لبيد الكثير لكن من المؤكد أنه لا يُفسد صف القوميين هذا. وليس سوى ميرتس وحداش تتحدثان الى الآن بلغة اليسار القديم، لكن الحماسة قد خمدت فيهما شيئا ما. فقد اليسار – المركز في اسرائيل محركه الشعوري والاخلاقي ولهذا فسَدَ فلم يعد قادرا على جذب الجماهير لأنه اذا كان الحديث عن القومية فاليمين هو الغالب.

كان يبدو في نهاية الاسبوع أنه ربما يوجد بعث لكتلة المركز – اليسار. فالحديث عن التنسيق بين احزابه الثلاثة جاء بأمل ضعيف لأنه ما يزال يوجد احتمال لوقف بنيامين نتنياهو، لكن هذا الأمل مفقود مسبقا لأن هذه الكتلة ما تزال تُقصي عن صفوفها حتى ميرتس، ولن نتحدث عن القوائم والمصوتين العرب.

صحيح أنه لن يصوت أي مواطن عربي نزيه من اجل كتلة "قيمها دولة يهودية" أو "عدل لليهود"، لكن لا انتصار على اليمين من غير المصوتين العرب. فيجب على اليسار – المركز ان يتغلب الآن على عنصريته ويتجه الى المصوتين والقوائم العرب. ويكفي الكلام على "أكثرية يهودية"، وكُفوا عن كثرة الاشتغال بـ "تدبير المنازل اليهودية". ان كنيست اسرائيل مؤلفة اليوم في واقع الامر من 110 نواب لا من 120. ويجب وقف هذا قبل الانتخابات. إن مخزون الاصوات الوحيد الذي يمنع الهزيمة موجود الآن في الطيبة والناصرة وقلنسوة. ويجب الاتيان به الى صناديق الاقتراع في الثاني والعشرين من هذا الشهر.

لن يصوتوا بجموعهم لحزب العمل أو "الحركة" أو "يوجد مستقبل"، لكنهم اذا علموا انه توجد في هذه الاحزاب آذان صاغية لمشكلاتهم واذا علموا انه قد يكون لميرتس أو لحداش أو للتجمع أو للكتلة العربية الموحدة تأثير ما بعد الانتخابات فقد يراجعون أنفسهم ويتجهون الى صناديق الاقتراع. يجب ان يبدأ التنسيق والتعاون الآن قبل الانتخابات. ويجب ان يُعرف ان احمد الطيبي شريك في صد الفاشية. ان الاحزاب العربية احزاب شرعية لا تقل في ذلك عن البيت اليهودي و"قوة اسرائيل". وهي لا تقل مضادة لنتنياهو عن لبيد. ويجب ان تكون شريكة في اللعبة السياسية المصيرية التي هي وقف اليمين – الآن. بعد ذلك سيضطر اليسار – المركز الى العودة الى الشعور والى حس العدل الطبيعي الذي كف عن الخفوق فيه وأفضى الى سقوطه. لكن هذا سيكون صعبا جدا مع الشخصيات العاملة الحالية.