خبر هآرتس: مهرجان فتح بغزة « أدهش » حماس وأعاد الثقة معها

الساعة 06:51 ص|06 يناير 2013

القدس المحتلة

وصفت صحيفة "هآرتس" العبرية، مهرجان حركة فتح بذكرى انطلاقتها الـ 48، والذي أقيم ظهر الجمعة في قطاع غزة بـ "المدهش المفاجئ" لجميع المراقبين بمن فيهم حركتي "حماس" وقيادة فتح ذاتها في غزة والضفة الغربية، والتي لم تتوقع مثل هذا الحشد الكبير الذي قال المشاركون بالمهرجان أنه أكبر حشد جماهيري، ولم يسبق له مثيل منذ عدة سنوات.

وأشارت الصحيفة إلى مشاركة عدد من قادة الحركة في الضفة الغربية الذين وصفتهم بأصحاب "خط دعم المصالحة"، بينهم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل رجوب التي قالت أنه أعاد بناء الثقة مع "حماس" بعد سنواتٍ طويلة من العداء، إلى جانب القيادي نبيل شعث، لافتةً الى حضور زوجة القيادي الفتحاوي الأسير مروان البرغوثي والقيادي "أبو علي شاهين" الذي وصفته بـ "العدو اللدود لأيديولوجية حماس".

وأضاف "كان دخول قيادات فتح إلى غزة خطوة رمزية هامة نحو المصالحة الفلسطينية، ونتيجةً مباشرة للانفتاح المتبادل بين الحركتين، والذي وقع عقب العملية العسكرية الإسرائيلية "عامود السحاب"، وسماح السلطة بالضفة لحماس منذ شهر بإقامة مهرجانات في ذكرى انطلاقتها".

وتابعت "الحشد الجماهيري الهائل تسبب في إلغاء الكلمات التي كان مقرر إلقائها في المهرجان، فيما كانت الكلمة الوحيدة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عبر الهواء مباشرة".

واعتبرت الصحيفة الحشد الجماهيري الكبير في مهرجان فتح بأنه "رسالة مباشرة تطالب بإنهاء الانقسام الفلسطيني"، بالإضافة للرسالة التي قالت أنها الأهم متمثلةً بأن "سنوات قمع الحريات السياسية وسلوك وفكر حماس ضد فتح فشل ولم ينجح". مضيفةً "هي ذات الرسالة التي أوصلتها جماهير حماس في الضفة للسلطة الفلسطينية خلال احتفالاتها الأخيرة بأنها تريد الحرية السياسية".

وتابعت "معظم سكان الضفة الغربية يعتقدون أن سياسات الفصل الإسرائيلي والانقسام السياسي والاجتماعي أثرت كثيراً على احتفالات ومسيرات حركة حماس في حشد جماهير أكبر". لافتةً إلى ما قالت عنه حالة الجدل بين الفصائل الفلسطينية حول الاعداد المشاركة في المهرجانات المختلفة، مشيرةً في الوقت ذاته إلى أن هناك اجماع بأن الحشد الجماهيري لمهرجان فتح لم يسبق له مثيل منذ سنواتٍ طويلة ولربما يكون منذ أن اغتالت إسرائيل قائد كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس "يحيى عياش" في 5 يناير 1996، حيث شارك مئات الآلاف في جنازته.

وأضافت "الحشد الجماهيري الكبير في مهرجان فتح لا يعود للتنظيم الصحيح، بل لسياسات حماس التي انهارت امامها قيادة فتح وهرب معظمهم من القطاع من بينهم شخصيات تم فصلها من الحركة، فيما كان الفشل يحيط في السنوات الأخيرة بالعناصر الناشئة المبتدئة في تحدي قوة حماس".

وأردفت الصحيفة "لوحظ أن الأغلبية من بين مئات الآلاف الذين احتفلوا في مهرجان فتح بغزة، هم ممن دون سن 20 عاماً، أي من هم يتلقون العلم في مدارس تقع تحت سيطرة حماس وكان هذا مفاجأة ضمن المفاجئات الكبرى، فيما كان عدد النساء قليل جداً، ويمكن القول ان من بين المشاركين من هم من غير انصار فتح وأردوا أن يستمتعوا بطعم الحرية والتنوع والمطالبة بوضع حد للفتن السياسية وإنهاء الانقسام".

وذكرت الصحيفة في ختام تقريرها بأن مصر تخطط لعقد اجتماع بين حركتي فتح وحماس في القاهرة خلال الأسابيع المقبلة لمناقشة تنفيذ اتفاق المصالحة السياسية الذي تم التوصل إليه في مايوم 2012 وينص على انشاء حكومة انتقالية برئاسة محمود عباس، والدعوة لانتخابات عامة بالضفة وغزة خلال نصف عام.