خبر دراسة : فشل إسرائيلي في احترام المقدسات

الساعة 04:35 م|05 يناير 2013

وكالات

 

"المقدسات الإسلامية والرموز اليهودية بين التقديس والتدنيس" عنوان دراسة ميدانية جديدة تقارن بين واقع رموز يهودية تجد الحفظ والصون في دول عربية وإسلامية وأجنبية ومقدسات إسلامية حالتها مأساوية في فلسطين وتتعرض لانتهاكات إسرائيلية.

القضية المطروحة ليست جديدة، لكن الدراسة الصادرة عن مؤسسة الأقصى للوقف والتراث داخل أراضي 48 تضعها في صورة شاملة في كتاب يضم قوائم للانتهاكات التي تتعرض لها المساجد والمقامات والمقابر الإسلامية في فلسطين التاريخية مقارنة مع مقدسات اليهود.

ويجد القارئ المهتم في الكتاب صورة كاملة عن أوجه سياسة الاضطهاد الديني التي تنتهجها إسرائيل بحق المقدسات الإسلامية في فلسطين، وبعض المقدسات المسيحية.

ويستعرض الكتاب مئات المساجد والكنائس والمقامات التي إما حولت إلى كنس أو استخدمت إسطبلات أو مخازن أو مطاعم أو خمارات.

الترميم ممنوع

فهناك مئات من المقابر والمساجد والمقامات المتداعية التي تحظر إسرائيل بوسائل "قانونية" إقامة الشعائر الدينية فيها أو مجرد ترميمها.

مصطفى كبها: إسرائيل تحول دون ترميم المساجد والمقابر الإسلامية (الجزيرة نت)

وتستذكر الدراسة المحاولات المتكررة من قبل فلسطينيي الداخل لترميم هذه المقدسات التي أفشلتها السلطات الإسرائيلية بدعوى أنها أملاك إسرائيلية تتبع لما يعرف بـ"حارس أملاك الغائبين" إضافة لملاحقة من يعملون على الترميم ومحاولة ترهيبهم.

ويتفق الباحث مصطفى كبها مع رؤية الدراسة بأن إسرائيل تعمل بمنهجية لطمس هذه المعالم الدينية في إطار معركة لم تنته على الرأي العام.

ويقول الباحث المختص بتاريخ فلسطين إن إسرائيل قامت بأكبر حملة تدميرية للمقدسات الإسلامية في فترة الحكم العسكري الذي فرضته على فلسطينيي الداخل من 1948 حتى 1966.

ويشير في حديث للجزيرة نت إلى أن إسرائيل تخشى من أن يشكل السماح برعاية هذه المقدسات اعترافا بحق الفلسطينيين في العودة لديارهم.

ولم تكتف إسرائيل بكل ذلك وفق الدراسة، بل غضت الطرف عن عمليات هدم متكررة للمقدسات الإسلامية في فلسطين وبادرت غداة نكبة 1948 لتشكيل "لجان أوصياء" على الأوقاف من متعاونين معها تمهيدا لبيعها والتخلص منها.

بيع الأوقاف

ويشير كبها إلى أن عددا من هؤلاء المتعاونين قد هربوا لخارج البلاد أو قتلوا بعدما أقدموا على بيع أوقاف إسلامية في يافا وحيفا واللد لما يعرف بـ"دائرة أراضي إسرائيل" أو جهات خاصة.

وحسب الدراسة أبقت إسرائيل عددا قليلا من المساجد داخل المدن الفلسطينية المحتلة كي توهم المجتمع الدولي بأنها متسامحة وحضارية، لكنها في الوقت نفسه تحول دون صيانتها وتجعلها فريسة للتقادم.

وتوفر الدراسة دلائل على انتهاك إسرائيل للقانون الدولي ولنكثها وعودها بحماية المقدسات غير اليهودية ومقاضاة المعتدين عليها.

وفي بعض الحالات يبادر الاحتلال تحت جنح الظلام لتسوية هذه المساجد بالأرض بعد نجاح جهات عربية بترميمها، كما حصل مع مسجد النبي روبين الذي فجر في 1993 ومسجد صرفند عام 2002 ومسجد أم الفرج في 2007.

وتقدم الدراسة عينات على تحويل عشرات المقامات الإسلامية لمقامات يهودية، كمقام الشيخ سمعان قرب مدينة كفار سابا الذي حول لمقام شمعون بن يعقوب.

وهناك مساجد مآذنها مرتفعة وجدرانها تحمل كتابات عربية قد حولت لكنس كما هو الحال مع مسجد قرية العباسية المهجرة قضاء يافا.

وتتوقف الدراسة عند كل واحدة من البلدان العربية والإسلامية التي عاش فيها اليهود وتستعرض سيرة وحالة الكنس والمقابر اليهودية وترفقها بالصور الفوتوغرافية.

القاهرة وإسطنبول

وطبقا لمصادر يهودية تشير الدراسة إلى أن القاهرة وحدها حوت 37 كنيسا، وتعد ذلك تعبيرا عن تسامح الشعب المصري مع اليهود، وفي إسطنبول أيضا هناك اليوم 16 كنيسا.

كما تشير لقيام طلاب مصريين في الجامعة الأميركية بالقاهرة بأعمال تطوعية لترميم مقدسات اليهود في مصر.

ويذكّر ذلك بحالة مشابهة في دمشق التي زارها وفد من فلسطينيي الداخل واطلعوا على بعض كنسها المصونة وشهدوا ترميم واحد منها على يد لاجئين فلسطينيين من مخيم اليرموك.