خبر نظرية الاعداد الكبرى ..هآرتس

الساعة 11:35 ص|04 يناير 2013

بقلم: تسفي بارئيل

(المضمون: التوقع الواقعي في هذه اللحظة هو أن عدد القتلى سيرتفع فقط وان المعارك ستستمر في شق قوات الثوار دون أن تتمكن من الموافقة حتى على تشكيل حكومة مؤقتة. فوق هذا التوقع يحوم سؤال مقلق ومظلم حول قدرة المواطنين على المواصلة وتكبد الخسائر ورغم ذلك مواصلة الثورة – المصدر).

الكشف الجديد الباعث على الصدمة، والذي يقول ان عدد القتلى في المعارك في سوريا اكبر بنحو 15 الف من العدد الذي قدر حتى الان، يعتمد بنفسه على التقدير. ظاهرا تعرض الامم المتحدة معطى دقيق، ولكن حسب ما يعترف ممثلها لحقوق الانسان، فان الاعداد قد تكون أكبر بكثير، حيث انه قبل عدة ايام فقط قدر المبعوث الخاص للامم المتحدة، الاخضر الابراهيمي، بان العدد قد يصل حتى الى مائة الف.

الاعداد الكبرى من القتل كفيلة بان تبعث على الصدمة ظاهرا. هكذا كان عندما احصي الف قتيل في سوريا وهكذا كان عندما ارتفع عددهم الى عشرة الاف. غير أنه في حينه ايضا اكتفوا بتصريحات الشجب، وبلي اللسان، وبالدعوات الممجوجة للاسد بترك الحكم. من تذكر اعداد القتلى في دارفور، في رونده، في الجزائر او في العراق الذي حتى اليوم لا يعرف ان يقول اذا كان عدد القتلى مئة الف ام ثلاثمائة الف منذ سقوط صدام حسين، سيجد صعوبة في ان يستنتج بان النشر الجديد سيحدث تحولا في موقف قادة العالم، الذين يجدون صعوبة في بلورة موقف مشترك حول العمل اللازم في سوريا.

ان المعارك في سوريا لن تتوقف او تحسم بسبب عدد. فما بالك عندما لا يكون واضحا ما هو دور الجنود مقابل المواطنين، ومن اوساط المواطنين ما هو عدد مؤيدي الحكم مقابل معارضيه، ابناء الطائفة العلوية مقابل السُنة. وهل سوريا تعيش منذ الان عيمقا في حرب طائفية أم ان الكفاح الوطني هو الذي يسفر الان عن العدد الاكبر من القتلى.

في ظل غياب اجماع دولي على التدخل العسكري الخارجي، وعندما تكون ايضا قوى المعارضة، السياسية والعسكرية، تعارض التدخل الاجنبي، فان الحسم في سوريا سيكون متعلقا بقدرة الثوار على احتلال مواقع اساسية، وكم يمكنهم أن يمسوا بحزام السيطرة الضيقة للاسد. كم من هذه المواقع يسيطر عليها الثوار منذ الان، هكذا هو مثلا الطريق الرئيس بين درعا ودمشق، المطار في حلب، والمطار في دمشق الذي لم يحتل، ولكن يهدده الثوار واضطرت الرحلات الجوية على التوقف. كما أن كثيرا من معابر الحدود بين سوريا وتركيا وبين سوريا والعراق احتلتها قوات الثوار التي لا تنسق بعضها فيما بينها.

احتمال آخر للحسم يكمن في اعتراف الاسد  بانه خسر المعركة وأن عليه أن يعد لنفسه مرحلة الانسحاب من الحكم. حتى الان لم تظهر اشارات علنية على ذلك. ومع أن الاسد أعلن بانه مستعد في كل لحظة لاجراء مفاوضات مع المعارضة، ولكنه غير مستعد لان يقبل الشرط الاساس في أن عليه أن ينسحب. كما أن مواقف روسيا المترددة، التي تعتقد تارة بانها غير ملتزمة بالاسد بل بالنظام في الدولة، وتارة اخرى ترفض الشرط الذي بموجبه على الاسد أن ينصرف، تشكل السند لمواصلة وجود النظام.

التوقع الواقعي في هذه اللحظة هو أن عدد القتلى سيرتفع فقط وان المعارك ستستمر في شق قوات الثوار دون أن تتمكن من الموافقة حتى على تشكيل حكومة مؤقتة. فوق هذا التوقع يحوم سؤال مقلق ومظلم حول قدرة المواطنين على المواصلة وتكبد الخسائر ورغم ذلك مواصلة الثورة. في هذه المرحلة يبدو أن موقف الجمهور لم يعد ذا صلة، وذلك لانه لم يعد الحديث يدور عن مظاهرات في الشوارع ضد النظام، بل نقل الصراع الى قوات المقاتلين التي هي وحدها تتحمل الان الاحتكار على استمرار الصراع.