خبر يا بيرس استقيل ..هآرتس

الساعة 11:32 ص|04 يناير 2013

بقلم: يوئيل ماركوس

(المضمون: اذا كان الوضع يشتعل في عظام بيرس، وهو حقا قلق من خطر أن تصعد قيادة يمينية متطرفة الى الحكم وتقودنا الى الحرب – فان عليه أن يستقيل من منصبه هنا والان، كي لا يكون مشاركا في الفعل، كي لا يدخل التاريخ كمن كلف بيبي بتشكيل الحكومة القادمة – المصدر).

عشية قيام الدولة عرض بن غوريون على البرت آنشتاين أن يتولى منصب الرئيس الاول لدولة اسرائيل. وحتى اليوم ليست معروفة حقا ما هي دوافع بن غوريون لتعيين عالم ذي صيت عالمي لهذا المنصب. واعتقدت الغيبة في تلك الفترة بان بن غوريون سيكون مستعدا حتى أن يعين صاحب الكشك المجاور لبيته في جادة الصندوق القومي زاوية بن يهودا، على الا يعين في هذا المنصب حاييم وايزمن – على خلفية مواجهات سياسية سابقة. آينشتاين رفض، ووايزمن قبل القضاء – في أن يتولى المنصب الذي "المكان الوحيد الذي فيه سأتمكن من دس أنفي هو منديلي".

وقد أدى وايزمن وعقيلته فيرا دورهما بشكل رسمي، كل كلمة في الصخر. ومنذئذ كل رئيس اختار طريقه. ومثلما توقع كمحلل أمني النصر في حرب الايام الستة، كان حاييم هيرتسوغ رئيسا مع اليد على النبض الامني بل وتمتع بشعبية لدى الملحقين العسكريين الاجانب. عيزر وايزمن، ابن اخ وايزمن الاول، ابقى على شقاوته حتى كرئيس، وكان ايضا، بالمناسبة الرئيس الاول الذي تناكف مع بيبي في ولايته الاولى كرئيس وزراء. فالمنصب الرسمي للرؤياء لم يسمح لهم بالخروج الى ما هو اكثر عن اصدار العفو، استقبال اوراق اعتماد الدبلوماسيين، وهنا وهناك استقبالات في الاعياد. ليس بالضبط الموت من العمل الكادح.

          مؤخرا، مع اقتراب الانتخابات، في ظل التهديد بانعطافة متطرفة يمينيا للساحة السياسية، يبدو ملموسا عدم الهدوء في مقر الرئيس. شمعون بيرس، السياسي في كل جزء من جسده، غاضب ومغتاظ من سلوك الحكومة في مواضيع السلام. على الحكومة في هذه المواضيع ان تجند الاصدقاء لا ان تثير حفيظة الاعداء، كما نقل عن بيرس في مؤتمر السفراء السنوي لوزارة الخارجية في القدس. وفي لحظة الصمت التي سادت في القاعة، القى بيرس قنبلة إثر قنبلة: يجب تغيير النهج النزاع الى القوة واستبداله بنهج الحوار المعتدل؛ من الافضل دوما للمرء أن يكون أسدا في جلد خروف على أن يكون خروفا يزأر كأسد ويفزع كل العالم؛ دور دبلوماسيتنا كان دوما مد اليد لمن هو مستعد للحديث"، قال بيرس واضاف: "انا اعرف ابو مازن  منذ 30 سنة، "هو منفتح ومستعد للحوار".

شمعون بيرس، المعروف بحديثه البطيء وباسلوبه المعتدل، يرفع مؤخرا صوته حتى في الاحاديث الخاصة. جد غير مميز لرجل مكتبي هاديء أن يصل الى نقطة لا يسيطر فيها على نفسه. في احدى زياراته الى مقر الرئيس جلب بيبي ايضا عقيلته سارة، على أمل أن يهديء الاجواء في الحديث الرسمي. وكانت النتيجة أن بيرس صرخ عليهما الاثنين.

ما اشعل بيرس على نحو خاص كان ما سمعه في مؤتمر سفراء اسرائيل، الذي يحتل هذه الايام العناوين الرئيسة. واشعل الفتيل سفيرنا في الامم المتحدة رون بروشاور، صاحب الصوت الخشن، الذي انتقد فكرة طرح الان بالذات حملة البناء في E1 بالضبط بعد ان تقرر منح دولة فلسطين مكانة عضو مراقب في الامم المتحدة. وبدلا من قبول النقد ومراعاته انفجر مستشار الامن القومي يعقوب عيمدرور بقول من هذا القبيل: اذا كانت سياسة الحكومة لا تناسبكم، فإما ان تذهبوا الى السياسة أو أن تستقيلوا. ولم ينهض احد.

نائب مدير عام وزارة الخارجية ران كوريل، هدأ روع عميدرور بكلمات، "التصفيق لم يكن ضد سياسة الحكومة، بل محاولة لفهم المنطق الذي يقبع خلف قرارات الحكومة". لقد تحدى مؤتمر السفراء سياسة الحكومة. بل وربما تحدى الحكم.

يدعي الناطقون بلسان الليكود بان بيرس يتجند للمعركة ضد بيبي. لشدة الاسف، هذا ليس هكذا. فالتباكي ليس كافا للرئيس. اذا كان الوضع يشتعل في عظام بيرس، وهو حقا قلق من خطر أن تصعد قيادة يمينية متطرفة الى الحكم وتقودنا الى الحرب – فان عليه أن يستقيل من منصبه هنا والان، كي لا يكون مشاركا في الفعل، كي لا يدخل التاريخ كمن كلف بيبي بتشكيل الحكومة القادمة.