خبر تحريض تحت غطاء القلق -هآرتس

الساعة 09:41 ص|02 يناير 2013

بقلم: أسرة التحرير

اعتقال مواطن اريتري للاشتباه باغتصابه امرأة ابنة 83 في جنوب تل أبيب، عاد ليشعل المنطقة القابلة للاشتعال على اي حال، والتي يعيش فيها مواطنون اسرائيليون كادحون الى جانب طالبي لجوء افريقيين.

        مئات من سكان جنوب تل ابيب، ينظمهم نشطاء يمينيون، ساروا أول أمس نحو المحطة المركزية، وهم يحملون اليافطات التي تدعو الى طرد السودانيين والاريتريين. "المتسللون يصلون الى هنا دون نساء وبعد ذلك يتفاجأ الناس بانهم يغتصبون"، قال في المظاهرة النائب ميخائيل بن آري (قوة لاسرائيل)، "ادعو الى اصدار مرسوم طوارىء والامر بطرد كل المتسللين عائدين الى افريقيا".

        بن آري ليس الشخصية العامة الوحيدة التي سارعت الى استغلال الاغتصاب لاثارة الرأي العام، العاصف على أي حال. فوزير الداخلية ايلي يشاي نشر على صفحته على الفيس بوك اعلانا جديدا في اطار حملة انتخابات شاس: "شاس بيتي، السودان بيتهم"، والى جانبه النص: "هذه حالة اخرى مثيرة للصدمة تجسد فقدان الامن الشخصي لمواطني اسرائيل في مناطق تجمع المتسللين". اقوال يشاي، التي تتناقض ومعطيات دائرة البحوث في الكنيست، والتي تقضي بان معدل الجريمة في اوساط الاجانب أدنى منه في أوساط باقي السكان، تشكل مثالا على ظاهرة بشعة لوصم جمهور كامل على خلفية عنصرية.

        ويحاول منتخبو الجمهور، مثل بن آري ويشاي – تحقيق مكسب سياسي عشية الانتخابات في ظل عرض أنفسهم كـ "مقاتلين في سبيل سكان الاحياء" – مستغلين الصدمة، الغضب والخوف الذي ثار في اوساط السكان في اعقاب الاغتصاب. وبدعوتهم الحماسية فانهم يشرعون العنف والضر بالابرياء لاسباب عنصرية، مثل تلك التي وقعت في اذار الماضي في المظاهرة في حي هتكفا، والتي ضرب فيها المتظاهرون المارة الافريقيون، وأحرقت صناديق القمامة وسلبت ونهبت المحلات التجارية.

        ان الكراهية الجماعية والعنف ضد الاجانب لن يحلا ازمة سكان جنوب تل أبيب الحقيقية. فبن آري ويشاي يعرفان، بان صرف غضب الجمهور نحو هذه الافاق يساعدهم على الامتناع عن تقديم حلول حقيقية للازمات الاجتماعية – الاقتصادية لسكان جنوب تل ابيب بشكل خاص والسكان المستضعفين بشكل عام.