خبر مقال: «فتح» تُخطط لتحويل مهرجان انطلاقتها بغزة إلى استعراض للقوة

الساعة 07:33 ص|02 يناير 2013

كتب صالح النعامي

كانت الأنوار الساطعة تظهر حجم الغبار الكثيف الذي ملأ الفضاء فوق شارع السكة، الذي يلف من الناحية الغربية مخيم المغازي للاجئين، وسط قطاع غزة، بينما كان المئات من عناصر حركة فتح ينظمون مسيرة راجلة جابت الشارع، احتفاء بالذكرى الثامنة والأربعين لانطلاق الحركة.

لم يشهد مخيم المغازي فاعلية لحركة فتح على هذا النحو منذ تفجر الانقسام الفلسطيني الداخلي، بين حركة حماس وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية التابعة بمعظمها لفتح في قطاع غزة، الذي انتهى بهزيمة أجهزة أمن السلطة في 14 يونيو (حزيران) 2007.

فهذه هي المرة الأولى منذ ذلك الوقت، التي تسمح فيها حكومة غزة لحركة فتح بتنظيم احتفال بذكرى انطلاقتها، بعد أن كانت ترفض الأمر بدعوى أن حكومة رام الله كانت تحظر على حماس القيام بأي أنشطة في الضفة الغربية.

إن ما شهده مخيم المغازي، حدث في جميع مخيمات اللاجئين الثماني، وبقية المدن والبلدات في قطاع غزة، مما يؤكد أن حركة فتح تحاول استغلال قرار الحكومة المقالة في غزة السماح لها بتنظيم حفل انطلاقتها، لتحويله إلى استعراض كبير للقوة، يدلل على شعبيتها. فقد أقدمت حركة فتح على عدد من الخطوات الهادفة للإسهام في استعراض القوة هذا، حتى قبل تنظيم الاحتفال المركزي الذي من المقرر أن ينظم ظهر يوم الجمعة المقبل في ساحة السرايا وسط مدينة غزة.

فإلى جانب المسيرات الراجلة، حرصت الحركة على تكليف نشطائها بألا يتحركوا خلال الأيام التي تسبق احتفال الانطلاقة من دون أن يتوشحوا بالكوفية السمراء، التي اختارتها فتح لتكون رمزا لها.

وعلى الرغم من أن معظم قادة فتح وأعضاء لجنتها المركزية بالإضافة للرئيس محمود عباس (أبو مازن) سيحتفلون بذكرى الانطلاقة في رام الله، فإن قيادة الحركة تولي اهتماما خاصا بإنجاح حفل الانطلاقة في غزة بشكل خاص، وهذا ما يفسر حجم الجهود المستثمرة، وتقوم وسائل الإعلام التابعة للسلطة باهتمام بإبراز حجم الاستعدادات التي تقوم بها فتح من أجل إحياء الاحتفال. ودون أن تعلن ذلك، فإن كل الشواهد تدلل على أن فتح معنية في أن تظهر للرأي العام الفلسطيني أن حضورها في قطاع غزة كبير، وأن حماس لا تحتكر الشارع الفلسطيني هناك.

ولعل ما سيميز حفل انطلاقة فتح مشاركة فرقة «العاشقين»، أبرز فرقة فنية تحيي التراث الفلسطيني. ومن المقرر أن تصل الفرقة إلى قطاع غزة غدا. وسبقها إلى ذلك نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لفتح الذي سيطلق ممثلا للجنة ورئيسها أبو مازن، الاحتفالات.