خبر 2012..عام الهدم والاعتقال والإعتداء على الفلسطينيين في القدس

الساعة 08:33 ص|01 يناير 2013

رام الله (خاص)


أظهر تقرير أصدره مركز معلومات وادي حلوة "نصف السنوي" للنصف الثاني من العام 2012، تصاعد  عمليات الاعتقال وهدم المنازل والاعتداء على المقدسيين والمشاريع الاستيطانية، اضافة الى عقوبات الابعاد عن الأقصى وإغلاق المؤسسات الفلسطينية العاملة في المدينة.
وتصاعدت عمليات الاحتجاز والاعتقال والحبس البيتي أوجه متشابهة لصورة واحدة، ويركز الاحتلال في اعتقالاته على فئة الأطفال من هم دون الـ 16 عاماً، من خلال تعريضهم لتحقيق قاسٍ وأسلوب احتجاز مرعب، فيما يفرض عليهم احكاماً بالسجن البيتي والغرامة المالية من اجل التأثير على نفسيته وتقييد حريته.


اعتقالات تركزت على الأطفال
وفي الستة أشهر الأخيرة دخل أكثر من 350 مقدسياً من ضمنهم أطفال وشبان ورجال ونساء المعتقلات وغرف التحقيق، وتم احتجاز بعضهم لساعات فيما حكم على العديد منهم بالسجن لفترات متفاوتة، وهم من عدة مناطق في مدينة القدس، الا أن قريتي سلوان والعيسوية كان لهما نصيب الأسد، ثم يتبعهما مخيم شعفاط والبلدة القديمة والصوانة وبيت حنينا، بحيث يستدل من ذلك اعتقال حوالي 60 مقدسياً كل شهر بمعدل اعتقالين يومياً، علماً انه تم اعتقال 13 انثى، بينهن قاصرات، أربع منهن تم تمديد اعتقالهن لفترات طويلة اثنتان اتهمتا بمحاولة طعن جندي اسرائيلي، وواحدة قيد الاعتقال حتى اليوم.
ويُشار أن عدد من المقدسيين كان يتم اعتقالهم أكثر من مرة خلال الشهر، علما ان الافراجات معظمها كانت بدفع كفالات مالية تراوحت بين 500 شيكل- 2000 شيكل، وحبس منزلي لفترات متفاوتة.
وعلى صعيد هدم المنازل، واصلت آلة الدمار الصهيونية سياسة هدم المنازل للمواطنين المقدسيين في المدينة وضواحيها في النصف الثاني من العام الجاري، اي بمعدل 4 عمليات هدم كل شهر.
وعلى صعيد أوامر الهدم، فقد تركزت توزيع أوامر الهدم بشكل خاص في سلوان اضافة الى أحياء أخرى، كما استولى المستوطنون على عدد آخر من المباني.
و في سلوان توزعت أوامر الهدم في أشهر تموز، وآب، وثلاث مرات في شهر أيلول، ومرتين في شهر تشرين أول، ومرة واحدة في شهر تشرين الثاني، وكانون الاول ثلاث مرات، وكانت طواقم البلدية تداهم احياء سلوان وتقوم بتوزيع أوامر هدم ادارية عشوائية على المنازل والمباني ولم يسلم أي حي من هذه الاوامر.


اعتداءات المستوطنين
كانت الستة أشهر الماضية حافلة بالاعتداءات التي قام بها المستوطنون على الشبان والممتلكات ودور العبادة..حوالي 23 مقدسياً تعرضوا للضرب على يد المستوطنين أو قوات الشرطة وحرس الحدود، منهم من اعتدي عليه لكونه عربياً ، كما أن عشرات العائلات اعتدي عليها في منازلها أو أثناء انتظار محاكمة ابنائها، عدى عن الاعتداءات التي خلفت اضراراً مادية في الممتلكات، اضافة الى الاعتداء على حرمة الاماكن الدينية المقدسة كالمسجد الأقصى والأديرة المسيحية.
وخلال العام إيضا، لم يسلم المقدسيون افراداً وعائلات من اعتداءات القوات الصهيونية عليهم، كما حصل مع الفتى حسن العفيفي الذي اعتقل من باب منزله واعتدي عليه بشكل وحشي، والشاب محمد مشاهرة على حاجز الشيخ سعد، وهاني ابو الهوى اثناء تواجده بالقرب من بقالة بالطور بالتزامن مع اندلاع مواجهات، كما تم الاعتداء على عائلة البازيان في عطروت.
وفي إطار سياسة العقاب تعمد السلطات الاسرائيلية الى ابعاد المواطنين المقدسيين عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة، فقد تم ابعاد حوالي 40 مقدسياً بينهم نساء ورجال عن المسجد الأقصى والقدس القديمة لفترات متفاوتة تبدأ من 15 يوماً وتصل حتى 6 أشهر، ومنهم سكان بالقدس القديمة وموظفي اوقاف ومدير المسجد الاقصى الشيخ ناجح بكيرات.


إستهداف الصحافيين
ولم يسلم الصحفي المقدسي من الانتهاكات أيضا، فقد تم الاعتداء على الصحفي علي الديواني واصيب بجرح في اذنه ورضوض في جسده، أما الصحفي محفوظ ابو ترك فقط اصيب بعيار مطاطي اثناء تغطيته المواجهات على حاجز قلنديا، أما الصحفي عطا عويسات فقد اصيب بجروح في الجهة اليمنى من وجهه بعد رشقه بالحجارة من قبل يهود متطرفين أثناء قيامه بعمله في القدس الغربية "حي المتدينين"، اضافة الى اعتقال احتجاز الصحفي "ابراهيم الحسيني والمصور ايمن عليان خلال اعدادهما تقريراً صحفياً بالقرب من باب المغاربة بالقدس، وسعيد القاق بقنبلة صوتية، ومحمود عليان، وديالا جويحان.
كما اصيب عدد من الصحفيين خلال اقتحام المسجد الاقصى من قبل القوات الاسرائيلية وهم المصور عمار عوض بتمزق في عضلات قدمه، واصيب الصحفي محمود عليان، والصحفية ميسة أبو غزالة، والصحفي معمر عوض، والصحفية منى القواسمي جميعهم بالقنابل الصوتية.
اما مدارس القدس فقد شهدت عدد من الاعتداءات ومحاولات الاقتحام من قبل جنود الاحتلال أو وحدة المستعربين، كما حصل في مدرسة سلوان الابتدائية والاعدادية ومدرسة الطور الشاملة للبنين، اضافة الى مداهمة بنايات في شعفاط وتصويرها، ولم تسلم الآثار الأموية والعباسية في سلوان من اعتداء مؤسسات الاحتلال، منها دائرة الآثار وبلدية القدس.
وشهد النصف الثاني من عام 2012 في القدس حراكاً شبابياً نشطاً فخرجت مسيرات سلمية واعتصامات تركزت عند باب العامود بالقدس، لكنها كانت تقابل بالقمع بشكل وحشي من قبل القوات الاسرائيلية باطلاق القنابل الصوتية وتقمعهم بفرق الخيالة، اضافة الى اعتقال العديد من المشاركين او المارة، حيث تم قمع مسيرة داعمة للأسرى، وقمع مسيرة ضد العدوان الاسرائيلي على القطاع، وقمع مسيرة ضد الفيلم المسيئ للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقمع مسيرة ضد العدوان الاسرائيلي في القطاع عند الجامعة العبرية، ومنع اقامة مهرجان في ذكرى الاستقلال واغلاق "الحكواتي"، وقمع عدة مسيرات في العيسوية وباب العامود تضامنية مع الأسير سامر العيساوي.


المشاريع الاستيطانية...
وفي العام تضاعف عدد العطاءات التي طُرحت لبناء الوحدات الاستيطانية في مدينة القدس ووصل السباق المحموم الى ذروته حيث بلغ عدد الوحدات السكنية في هذه العطاءات 2386 وحدة مقارنة بـ312 وحدة سكنية فقط في العام الماضي، أي ان عددها زاد بأكثر من 8 مرات عن العام الماضي.
وسياسة التهويد للمدينة المقدسة ومعالمها التاريخية بدأت مع بداية الاحتلال الاسرائيلي، لكن الاعتداءات كانت بوتيرة عالية في الفترة الأخيرة، حيث كانت هناك محاولات اسرائيلية للسيطرة على مدخل عين سلوان، وجرت  عمليات حفر اسفل البلدة التي أدت الى انهيارات ارضية في وادي حلوة، اضافة الى مشروع عبرنة أسماء الشوارع والأحياء في سلوان والصوانة.
اما المشاريع الاستيطانية فهي مستمرة..في البلدة القديمة سيتم العمل لبناء كنيس "جوهرة اسرائيل" يبعد عن الاقصى حوالي 200 متر فقط، وتمت المصادقة على بناء الاف الوحدات السكنية في شمال وجنوب وشرق وغرب القدس.
وفي سلوان بشكل خاص تمت المصادقة على بناء شقق في سلوان للمستوطنين بدون ترخيص دون اي رادع من بلدية الاحتلال، كما أقرت اللجنة اللوائية بناء مركز سياحي وبناء "مطهرة" للمتدينين في العين الفوقا بمساحة 200 متر، كما تسعى شركة موريا لبناء نفق ارضي بين البؤرة الاستيطانية "مدينة داود" و"موقف جفعاتي"، وهناك حفريات متواصلة وجديدة في القصور الأموية، ومصادرة مساحة من أراضي مقبرة باب الرحمة.