تقرير من المسئول عن زحمة غزة.. المواطن أم البلدية وشرطة المرور ؟؟

الساعة 04:59 م|30 ديسمبر 2012

غزة خاص

لم يتعود الطالب عبد الله للاستيقاظ مبكراً طيلة أيام دراسته الجامعية بغزة، فالأزمة المرورية التي يمر بها القطاع في هذه الأيام أجبرته على تغيير موعد استيقاظه من النوم من اجل حضور المحاضرات الجامعية على وقتها.

عبد الله أكد لمراسل وكالة فلسطين اليوم الإخبارية الذي سأله عن أسباب الأزمة في غزة ومن المسئوول عنها أنه أصبح يقاتل الوقت من أجل الاستيقاظ مبكراً مضيفاً:"أشعر بضيق كبير لعدم تعودي على هذا التغير في حياتي".

وأوضح الطالب، بأنه تلقى العديد من الكلمات والألفاظ المسيئة من مُدرسه لتأخره أكثر من مرة، قائلاً:" إن شرطة المرور تتحمل المسئولية لعدم تنظيم السير بشكل سريع وبتنظيم أكبر، لافتاً إلى أنه في بعض المفترقات الرئيسية ينتظر السائق أكثر من عشر دقائق لعبور الإشارة الضوئية –الرمزون- وهذا ما يتسبب في تأخيري عن حضور المحاضرات".

الشرطة والبلدية والسائق يتحملون المسئولية

أما المواطن عبد الهادي عوض حمل السائق والبلدية والشرطة المسئولية حول الأزمة المرورية، موضحاً أن السائق لا يلتزم بالتعليمات ولا يقف في المكان المخصص له، ويقف وسط الشارع من أجل أحد الركاب، ويركن سيارته في مكان ممنوع.

وأضاف عوض لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية"، :"الشرطي أيضاً يتهاون مع المخالف من السائقين، بينما البلدية فهي مقصرة في وضع إشارات المرور على مفترقات هامة وهي ما تدفع السائقين للتدافع وبالتالي تحصل الأزمة، مضيفاً، عدم توفيرها لمواقف السيارات بحيث يعتاد المواطن أن يذهب للموقف لكي يستقل سيارة إلى المكان الذي يريد. بالإضافة إلى تقصير البلديات في صيانة الشوارع وإعمار بعضها والتي تدفع السائقين لسلوك شارع على حساب شارع آخر مكسر يضر بالسيارات.

و اشتكى عوض من غياب ثقافة تطبيق القانون قائلا: "إن السائق والشرطي يلعبون لعبة "غاب القط العب يا فأر" فالسائق إذا رأى الشرطي يلتزم، وإذا لم يره على الموقف أو الإشارة الضوئية لا يلتزم بالتعليمات التي تعلمها عند حصوله على رخصة القيادة وبالتالي تحدث أزمات للمرور. إضافة إلى ذلك، هناك أماكن يجب أن لا تدخلها المركبات الكبيرة والتي تسبب أزمة كبيرة للمرور نظراً لضيق الشوارع.

والموظفون ليسو بأفضل حال من الطلاب، فمحمد أحمد يشير إلى أنه "يصارع الوقت يوميا للوصول في الموعد المحدد إلى وظيفته".

ويكمل الموظف لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية، :" نضطر للتأخر عن العمل، ونحاسب أيضا على هذا التأخير".

لا تكفي التعويضات

فيما قال المهندس حاتم الشيخ خليل مدير عام العلاقات العامة في بلدية غزة ،:" بلا شك، فإن هناك ازمة مرورية على الطرقات الرئيسية والفرعية بقطاع غزة، مؤكداً بان قلة الطرقات التي تربط داخل المدينة بخارجها هي سبب الأزمة إلى جانب زيادة عدد السكان خلال الأعوام الماضية بالإضافة إلى زيادة عدد السيارات.

وأوضح الشيخ خليل لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية، أن المخطط الهيكلي للمدينة والمعتمد منذ عام 1996 لم ينفذ حتى الآن إلا في بعض الطرقات الفرعية "الداخلية" بينما الطرقات الرئيسية التي تربط الشمال بالجنوب لم تنفذ لعدة أسباب إلى جانب الطرقات التي تربط وسط مدينة غزة بالخط الشرقي للمدينة.

وقال الشيخ خليل، :"إن تنفيذ المخطط وفقاً للهيكلية المعتمدة من شأنه يخفف الأزمة المرورية الحادة التي يشهدها قطاع غزة، مؤكداً ان سبب عدم تنفيذ المخطط يعود لعدم توفير تعويضات تكفي المواطنين المتضررين من تنفيذ المخطط.

وبين أن المشروع القطري للإعمار سيساهم في تخفيف الأزمة المرورية من خلال تنفيذ أربع شوارع رئيسية تربط الشمال بالجنوب وإصلاح شارعي صلاح الدين والخط الشرقي، مشيراً إلى أن البلدية لا يمكنها الاقتراب من شوارع البلدة القديمة حفاظا على التراث الفلسطيني ما يؤدي إلى ازدحام مروري كبير خاصة في ميدان فلسطين "الساحة" وبعض الشوارع الفرعية التي تربط الساحة بشارع الوحدة.

أسباب الأزمة

من جانبه أوضح الخبير والباحث في السلامة المرورية فتحي أبو سمرة، أسباب الأزمة المرورية الخانقة التي يمر بها قطاع غزة قائلاً :"إن السبب الرئيسي في الأزمة هو التزايد السكاني والزيادة المفاجئة في عدد السيارات والدراجات النارية التي تشكل خطراً على المواطن الفلسطيني.

وأضاف الخبير أبو سمرة لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية"، :"الطرق المقامة في غزة هي طرق قديمة ولم تتطور فطريق صلاح الدين أنشأ منذ العهد البريطاني بينما طريق البحر منذ الاحتلال الإسرائيلي ولم يحدث أي تغير على تلك الطرق، مشيراً إلى التكدس السكاني الكبير في غزة والزيادة في عدد السكان التي تُحدث الأزمة المرورية إلى جانب عدم تطوير الطرقات الرئيسية".

وتابع قوله إن الزيادة في السيارات والدراجات النارية زادة الأزمة المرورية إلى جانب الباعة المتجولون ومواقف السيارات التي لا تتسع للعدد الموجود حالياً للسيارات وكذلك الأسواق الشعبية لافتاً، إلى أن أزمة الأسواق الشعبية تزيد من الأزمة المرورية الضعف ففي مدينة رفح يوم السبت تنقسم المدينة إلى جنوب وشمال وفي خان يونس يوم الخميس تنقسم شمال وجنوب وفي دير البلح يغلق الطريق المؤدية إلى المحكمة يوم الثلاثاء.

واقترح الخبير أبو سمرة أن يتم إزالة الأسواق الشعبية من داخل المدن والمفترقات الرئيسية ونقلها إلى المحررات لتلاشي الأزمة المرورية مؤكداً أن نقلها للمحررات هو مصلحة للمواطن وللبلد.

وطالب أبو سمرة عبر وكالة فلسطين اليوم الإخبارية لعمل ورشة عمل لمناقشة الأزمة المرورية ووضع الحلول المناسبة خاصة في أوقات الظهيرة التي تشهد أزمة كبيرة نتيجة عودة الطلاب من مدارسهم وانتهاء دوام الموظفين والجامعات ..إلخ

وعن دور شرطة المرور قال أبو سمرة :إن مسئولية الأزمة المرورية تقع على شرطي المرور والمواطنين فلا يحق اتهام الشرطي فقط بسبب الأزمة رغم تقصيره في بعض المواقف التي تكون ناتجة عن كسل أو بشكل غير مقصود، مشيراً إلى أن السبب يقع على ثقافة المواطن الذي يتعمد إحداث الازدحام خاصة في الأسواق.