خبر فشل المستشارين- معاريف

الساعة 11:10 ص|30 ديسمبر 2012

فشل المستشارين- معاريف

بقلم: أرال سيغال

        (المضمون: مثل آرثور فينكلشتاين، الذي أوقع نتنياهو في مشوراته بشأن بينيت، هكذا اخطأ ستانلي غرينبرغ عندما أخذ يحيموفتش في الاتجاه الاجتماعي - الاقتصادي - المصدر).

        لم يسبق لي أن ادعيت باني خبير سياسي، محلل لامع أو متلاعب ساخر، ولكن لا ريب عندي ان المرء لا يحتاج الا الى قدرة تمييز اساسية على قدر من الحدة كي يفهم بانه انتهى على ما يبدو عصر المستشارين الامريكيين في السياسة الاسرائيلية. يتبين أن فهمهم للعبة الداخلية الاسرائيلية، في التيارات العلنية والدفينة للمجتمع الاسرائيلي عليل. بل ولعلهم  لا يفهمون حتى أمريكا نفسها فآرثور فينكلشتاين لم يقرأ على نحو سليم الخريطة السياسية في الولايات المتحدة.  فقد تنبأ بثقة بان رومني سينتصر، وخاب ظنه. ولم يفك على نحو سليم لغز التغيير الديمغرافي الذي تجتازه الولايات المتحدة. كما أن فينكلشتاين لم يقرأ على نحو سليم الوحدة بين الليكود واسرائيل بيتنا. فقد تحدث عن 45 مقعدا للقائمة الموحدة، وأخطأ، صحيح حتى لحظة الاستطلاعات الاخيرة. أما اذا كانت نتائج الانتخابات مختلفة دراماتيكيا فان نصيحته ستتبين كخطأ جسيم. لقد كرر فينكلشتاين الخطأ مع الهجوم على بينيت في موضوع رفض الخدمة. ناسيا القاعدة الاولى في السياسة القبلية في اسرائيل. عندما تطلق النار من اليسار – حتى وان كان اليسار في نفس النقطة مثل يمين نتنياهو، يعلون وأردان – فان القبيلة تتجمع، تحتشد، تتحد حول المتعرض للهجوم. يبدو أن الوحدة بين الليكود واسرائيل بيتنا جعلت التصويت لكتلة اليمين تصويتا مزعوما ببطاقتين – تصويت بقالة. فالوحدة التي لا تضم البيت اليهودي ليست كاملة.

        لم يلاحظ فينكلشتاين النهضة الحقيقية أو الوهمية للقبعات الدينية المنسوجة في السياسة. ولم يدرجهم في احصائه، وهكذا فان الليكود هو الذي سيدفع الثمن لقاء هذا الخطأ.

        ستانلي غرينبرغ هو الاخر، مستشار شيلي يحيموفتش اخطأ ويخطىء. فاقامة الحملة على الاقتصاد والعدالة الاجتماعية كوسيلة لتحطيم الكتل لا تنجح.  قبل سنة من اندلاع الاحتجاج الاجتماعي، اقترع غرينبرغ توجيه الجهود نحو الاقتصاد. ظاهرا، اثبت احتجاج الصيف في 2011 ادعاءه. ولكن فقط ظاهرا. فالجماهير التي خرجت الى الشوارع كانت في معظمها من أبناء قبيلة واحدة، القبيلة البيضاء. وليس الاقتصاد والعدالة الاجتماعية وحدهما نطقا من حناجرهم مثل فقدان الهيمنة. فالقبيلة التي أسست الدولة، اقامتها، وتشكل فيها جزء مركزيا، تشعر بان قوتها لا تقف لها في لعبة النفوذ السياسي. واستراتيجية انتخابات اصح كان يفترض أن تحشد القبيلة تحت كنف حزب العمل في معركة خنادق على الهيمنة. وبشكل شخصي افضل  فكرة يحيموفتش الاحتوائية، المصالحة، الفهم لحاجة اعادة تعريف حدود المعسكرات من خلال خطاب اقتصادي – اجتماعي. ولكن في التحليل البارد هذا لا يكفي للانتصار في الانتخابات. فالكثير من المقترعين التقليديين لحزب العمل، ابناء القبيلة البيضاء الشبعة والناجعة لا يجدون أنفسهم في الخطاب الاجتماعي. وعندما يرتبط حزب العمل بمفهوم العمل القديم، فان هؤلاء يهربون الى لفني ولبيد. ضريبة الارث تحدث لهم قرحة في المعدة. ورغم انعدام الجدوى في الواقع القائم فانهم يريدون خطابا سياسيا. وليس فقط من فهم اخلاقي او منفعي مثل فكرة أن الخطاب عن المستوطنات والفلسطينيين يخلق هوية، يخلق حدود عن القبيلة الثانية. يخلق علما قبليا. ربما في المدى الابعد، قرار يحيموفتش هجر الخطوط الهيكلية القبلية سيعطي ثمره. اما حاليا فهذا لا ينجح. من اليوم الذي  وطأ فيه مسرح التاريخ، يعيش شعب اسرائيل في صراع قبلي. يصعب تغيير عادات تعود الى 3 الاف سنة.