خبر تم الكشف عن معبد نادر خارج القدس- هآرتس

الساعة 09:24 ص|27 ديسمبر 2012

تم الكشف عن معبد نادر خارج القدس- هآرتس

بقلم: نير حسون

        (المضمون: تم الكشف في اعمال حفر قرب "موتسا" في اطار تطوير شارع رقم واحد بين القدس وتل ابيب الكشف عن مبنى كبير عُرّف بأنه معبد وهذا الأثر يثير التساؤل عن منزلة الهيكل في جبل الهيكل - المصدر).

يعتقد باحثون أنهم كشفوا عن معبد قديم في "تل موتسا" عمل الى جانب هيكل سليمان في القدس. وفي اعمال حفر انقاذ قامت بها سلطة الآثار في المنطقة من اجل تطوير شارع القدس – تل ابيب، كشف الحفر مؤخرا عن آثار قد تغير ما هو معلوم عن تاريخ المملكة الاسرائيلية والعبادة في هيكل جبل الهيكل.

يؤكد الكتاب المقدس كون الهيكل في القدس هو الأوحد فيما يتعلق بالعبادة اليهودية في البلاد في عهد المملكة. ولقد صعب جدا على علماء آثار ان يجدوا مباني أو اشياء تتصل بالعبادة في تلك الفترة في مواقع تُعرف بأنها مواقع اسرائيلية.

تم اجراء الحفر في "تل موتسا" عند مدخل القدس في تسعينيات القرن الماضي ومطلع الألفية الثانية. ومن الواضح اليوم انه كان يوجد في ذلك المكان بلدة مهمة في العصر الحديدي. ويقترح القائمون بالحفر مماهاتها مع البلدة "مصة" المذكورة في سِفر يهوشع. وقد وجدوا بين ما وُجد موقع مبنى عاما ومبنى مخازن ومستودعات. ويقول الباحثون ان "موتسا" ربما كانت تُستعمل مثل مخزن للغلال في القدس أدارته مجموعة موظفين أُرسلت من العاصمة. وتتم في السنة الأخيرة في المنطقة أعمال حفر من اجل الاعداد لتغيير مسار الشارع رقم واحد وانشاء جسر ونفق يُقصران المسافة الى القدس.

عثر الحفارون آنا آيرخ والدكتور حمودي خلايلة وشوعا كسليلفيتش في اعمال الحفر على مبنى كبير ذي عناصر واضحة للعبادة يرجع تاريخه الى القرن التاسع قبل الميلاد. ويوجد للمبنى الذي بُني على صورة كثيفة باب واسع يتجه الى الشرق. وتقول آيرخ ان هذا يلائم تقليد بناء المعابد في الشرق القديم: "على هذا النحو تضيء أشعة الشمس التي تبزغ في الشرق أولا الشيء الموضوع في داخل المعبد والذي يرمز الى الحضور الالهي فيه".

وتم الكشف قرب المبنى ايضا عن مجموعة أدوات عبادة مصنوعة من الخزف. ووجد من جملة ما وُجد تماثيل صغيرة على صورة انسان وتماثيل على صورة الحيوان ولا سيما بهائم الجر. ويُقدر الباحثون ان عبادة التماثيل في هذا المكان تأثرت بحضارة ساحل البحر في ارض اسرائيل في تلك الفترة وهي الحضارة الفلسطينية. وبيّن تحليل عظام الحيوانات التي وُجدت في الموقع ان الحديث فقط عن حيوانات يجوز أكلها – البقر والماعز والضأن والظباء – وأكثرها صغير السن وفيها علامات جدع وهو ما يُقوي الظن في أنها كانت تُقدم قرابين.

ان أدوات العبادة والتماثيل هي موجودات أثرية نادرة في البحث الأثري في تلك الفترة. وقبل هذا الذي وُجد وُجد أشباه ذلك فقط في خربة كايفا في منطقة لخيش. ويُقدر الباحثون أن هذه الاشياء كانت تُستعمل للعبادة المنزلية لكن وجود منصة أو معبد عام نادر جدا. والمعبد الوحيد الذي عُرّف يقينا بأنه معبد خارج القدس قد حفره يوحنان أهاروني في عراد في خمسينيات القرن الماضي. يشير العاملون في سلطة الآثار الآن الى معبد آخر يعزز وجوده في "موتسا" القريبة من القدس التساؤلات عن منزلة الهيكل المركزي. "نحن نتحدث عن بلدة في قلب مملكة يهودا على مبعدة قصيرة عن الهيكل ونجد هنا بقايا معبد ومذبح وأدوات عبادة، وهذا شيء مفاجيء جدا لا يمكن ان نقيسه بشيء".

من جهة تاريخ الكتاب المقدس، عمل المبنى كما يبدو بعد عهد داود وسليمان وفي ايام مملكة يهودا وربما خرج عن نطاق الاستعمال مع الاصلاح في العبادة المنسوب الى الملكين حزقياهو وياشييهو في القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد. وتم في ذلك الاصلاح القضاء على عبادة الله خارج القدس.

"لم يكن شيء كهذا في علم الآثار الاسرائيلي المتعلق بأرض اسرائيل حتى اليوم"، يقول استاذ الجامعة يوسي غيرفنكل من قسم علم الآثار في الجامعة العبرية الذي زار مكان الحفر ايضا. "ليس هذا غرفة واحدة بل هو مبنى كبير مع الكثير من عظام الحيوانات حوله. يجب ان نتذكر ان عراد تقع على مبعدة يومي سير عن القدس. وأفترض ان السكان في النقب كانوا يحتاجون الى مكان عبادة، لكن "موتسا" على مبعدة 5 كم عن القدس. فلماذا يحتاجون الى معبد آخر؟".

يولي البروفيسور اسرائيل فنكلشتاين من جامعة تل ابيب هذه الموجودات الأثرية أهمية أقل. "عندنا شهادات اخرى على وجود معابد في يهودا حتى نهاية القرن الثامن قبل الميلاد؛ في عراد وبئر السبع ولخيش. لكن يمكن ايضا ان نستدل على هذا من نص الكتاب المقدس الذي يدعو طوال الوقت الى تركيز العبادة. وهذه أفضل شهادة على أنه كانت توجد اماكن عبادة اخرى".