خبر يحيموفيتش تكُح سلاماً -هآرتس

الساعة 09:02 ص|26 ديسمبر 2012

بقلم: تسفي برئيل

        (المضمون: لا يشتمل برنامج حزب العمل على حديث واضح صريح عن السلام وإزالة البؤر الاستيطانية غير القانونية من المناطق المحتلة - المصدر).

        وافقت شيلي يحيموفيتش بصوت ضعيف خافت على التحدث في نهاية الامر عن "ذلك الشأن"، وعن تلك الخدعة السياسية التي التصقت بها كالتصاق العلكة بالحذاء. ها هو ذا برنامج عمل حزب العمل قد أصبح يتحدث عن حل الدولتين وعن الكارثة التي لا يجوز ان تحدث – أي دولة واحدة للشعبين.

        "لن يكون السعي الى السلام والحاجة الى دولتين مقرونين بكراهية المستوطنين وبخاصة لأنهم أُرسلوا الى هناك بأمر من حكومات اسرائيل، بقيادة حزب العمل ايضا"، بشرّت يحيموفيتش. أليست هذه نفس يحيموفيتش التي نعتت تصريحات نفتالي بينيت بأنها "دعوة الى عصيان مدني" قبل يومين من مصادقتها على برنامج عمل حزبها الذي لا ذِكر فيه ألبتة لاخلاء بؤر استيطانية غير قانونية؟.

        على ماذا غضبت اذا؟ فان بينيت حتى بحسب برنامج حزب العمل لن يحتاج ألبتة الى مواجهة "معضلته الاخلاقية". وليس فقط أنه لا يوجد في برنامج عمل حزب العمل ذِكر ألبتة – قياسا ببرامج العمل السابقة – للحاجة الى إزالة بؤر استيطانية غير قانونية، بل انها قد حظيت باحلال كامل لأن مستوطنيها هم في الحاصل مُرسلو حكومات اسرائيل ومنها حكومات حزب العمل.

        قبل سنة بالضبط، حينما بادر عشرون من اعضاء الكنيست من اليمين الى قانون إحلال البؤر الاستيطانية، باعتباره استمرارا للتقرير العجيب للقاضي المتقاعد إدموند ليفي الذي أسقط عن المناطق صفة "محتلة"، لم يُسمع صوت يحيموفيتش عاليا. ومن أراد ان يسمع موقفا واضحا وصافيا وحادا ولاذعا كان يمكنه ان يجده خاصة في كلام تسيبي لفني. "إن المصادقة على اقتراح قانون إحلال البؤر الاستيطانية غير القانونية سينقل رسالة واضحة الى رُماة ضباط الجيش الاسرائيلي بالحجارة وهي ان القوة تنجح وأن هذا الائتلاف سيحقق بسن القوانين السياسة التي يحاولون فرضها على الأكثرية الصهيونية"، قالت.

        اكتفت يحيموفيتش بأن وصفت تقرير ليفي بأنه حيلة انتخابات من بنيامين نتنياهو، "الذي سيحاول في اطار حملته الانتخابية بكل قوته ان يعيد الى حضنه جدلا وهميا بين اليمين واليسار الذي لم يعد موجودا أصلا". هل هو غير موجود؟ اذا أردنا الحكم بحسب برنامج حزب العمل الجديد فان هذا الجدل لم يعد موجودا حقا لأن هذا ما استقر رأي زعيمة حزب العمل عليه.

        إن تبخر البؤر الاستيطانية من برنامج عمل حزب العمل وتصريحات يحيموفيتش المحتضنة في شأن المستوطنات لا يجب ان يكونا المقياس الوحيد الذي ينبغي بحسبه ان نحكم على نوايا الحزب وقيادته. فقد كُتبت في برامج عمل الاحزاب كلمات كثيرة ينبعث منها بخار ساخن وتحطمت النوايا الخيّرة أو الشريرة فيها على صخور الواقع. وقد وجد نتنياهو نفسُهُ نفسَهُ، وهو الذي لم يحلم بحل البؤر الاستيطانية، مشغولا بنشر البيوت. لكن معارضة البؤر الاستيطانية خاصة والمستوطنات عامة أصبحت معيار سياسة عقلانية ومسؤولة، سياسة كان مجرد اعلانها سيمنح المواطنين هوية فكرية وسياسية وحتى لو لم يستطيعوا فعل شيء لمواجهتها فقد هدّأ ذلك ضمائرهم بأن منحوا مَن رأى سياسة الاستيطان كارثة قومية، منحوه القوة السياسية.

        لا تكمن خيبة الأمل في يحيموفيتش في أنها غير مستعدة لأن تمثل مواقف سياسية يسارية. إن خيبة الأمل هذه تغلي لأن هذا الحزب الذي أصبحت أكثر الاحتمالات أن يجلس في المعارضة، لن يستطيع ان يمثل بصدق قطاع معارضي النهج السياسي للحكومة التي ستنشأ برئاسة نتنياهو. أي أنه لن ينجح حتى في ان يكون معارضة مناسبة فكيف يكون بديلا عن السلطة.

        يعلم نتنياهو وليبرمان وبينيت وشركاؤهم أفضل من يحيموفيتش كثيرا كيف يكونون يمينا سياسيا. انهم الأصل وكل محاولة لتقليدهم في الانشاد انفعالية. ان جمهورا كبيرا مستعدا لتأييد حزب العمل لمواقفه الاجتماعية والاقتصادية قد يستعمل الكوابح بقوة أمام صناديق الاقتراع لأنه لا يعلم ما الذي تشتمل عليه خطة حزب العمل السياسية. إن يحيموفيتش محتاجة الى اعطاء هذا الجمهور شيئا ما يتمسك به لا برنامج عمل على هيئة تصوير مجرد معوج يجب ان نُخمن أين يقع السلام فيه، ويجب ان تنطق بقول واضح لا بكحة سلام.