خبر يحيا الزعيم- هآرتس

الساعة 09:12 ص|25 ديسمبر 2012

 

بقلم: سافي رخليفسكي

ان عالم موشيه فايغلين ونفتالي بينيت انشأه دافيد بن غوريون. فهل ينقلب التاريخ الآن؟.

في أول انتخابات حصل مباي على 46 نائبا. وحصل وحدة العمل ومبام اللذان نافسا معا على 19 نائبا. وكان لحركات العمال المركزية وحدها أكثرية بلغت 65 نائبا. وأصبحت الأكثرية نحوا من 75 نائبا مع حركات مركز – يسار اخرى كالتقدميين. وكانت أكثرية رغبت في ان يُجيز بن غوريون دستورا بهدي من اعلان الاستقلال كما وُعد فيه؛ وأن يفصل الدين عن الدولة كالمعتاد في جميع الحركات القومية – الحديثة التي كانت الصهيونية والتنوير جزءا منها؛ وان يجعل "تربية العمال" الانسانية تربية لكل أولاد اسرائيل بيد ان بن غوريون فعل العكس تماما.

كان سر انتخاب بن غوريون تحليله السياسي. لم يبدُ اليمين عنده آنذاك خصما بل رأى التهديد في داخل معسكره، من اليسار. ولم يكن أكثر الشباب العاملين في البلماح وفي حركات الشباب وفي التربية المثالية – وهم الشباب الذين أُنشئت اسرائيل على كواهلهم وقامت سلطة المركز – اليسار – لم يكونوا تبعاً لبن غوريون بل ساروا وراء القيادة التي تقع على يساره. ولهذا اتجه بن غوريون الى تحطيم معسكره باغلاق "تربية العمال" وتقسيم مُدبر للكيبوتسات وتحريض على "تطرفها" وحل للبلماح.

لم يصنع الائتلاف مع "رفاقه" في اليسار بل مع العالم المتدين الذي بدا له مستكينا. وقد بنى لهذا العالم الذي كان يُرى متهاويا منظومة حكم ذاتي تربوي وطائفة من الاعفاءات. ونشأت عن هذا الحكم الذاتي أزهار الشر المسيحانية والعنصرية التي تهدد بابتلاع اسرائيل.

هل يوشك بنيامين نتنياهو الآن – في مواجهة تهديد سير الشباب وراء بينيت – ان يسلك سلوك بن غوريون وان يحطم شركاءه؟.

ليس بن غوريون فقط. فاستطلاعات الرأي تُبين عن نسخة اخرى من انتخابات 2003. قبل "كديما" وفي داخل "اللاشريك" فاز اريئيل شارون في الليكود بـ 38 نائبا. وحصل حزب العمل على 19 نائبا، وحصلت حركتا المركز للبيد الأب وعمير بيرتس على 18 نائبا. وبعد الانتخابات – التي ظهر شارون في اثنائها مع قوله "حكم نتساريم كحكم تل ابيب" – رمى بشركائه المتدينين وأضر بالفقاعة الحريدية بـ "شينوي" والمخصصات، وبفقاعة المستوطنات بالخروج من غزة. ولم يُفسر شارون ذريعة التغيير سوى في أحاديث مع قادة المستوطنين عبر عنها زئيف حفير (زمبيش) وأوري اريئيل. وقد أوضح شارون للمستوطنين انه قرأ وأدرك انه ليس هو مُرسلهم بل هو حمار في خطتهم المسيحانية لكنهم يجب ان يعلموا ان الحمار يرفس ايضا. فهل يُقدم نتنياهو على الرفس ايضا؟.

لكن لا. فليس نتنياهو بن غوريون ولا شارون. فعالم نتنياهو مع فايغلين وبينيت والحاخام دوف ليئور قائدهما – الذي قال عنه نتنياهو انه الدورية التي تقود اسرائيل. واليوم ايضا، في الخصام التكتيكي مع بينيت تمتليء صحف الليكود الموجهة الى المتدينين بالثناء على فايغلين الذي اتُهم بالحث على التمرد وحُكم عليه بالسجن، والذي تحريضه على رفض الأمر العسكري أشد تطرفا من تحريض بينيت.

تُرك الاتحاد الوطني خارج الائتلاف في الولاية السابقة ايضا – وكان ذلك تكتيكيا من اجل إحداث وهْم المركزة. لكنهم في جميع ما سُن من قوانين غير ديمقراطية كانوا قلب السلطة. وليس عجبا ان خمسة من أبناء عائلة نتنياهو وعلى رأسهم أبوه وأخوه قضوا في الانفصال ان الحديث عن جريمة على الانسانية وان من الواجب الرفض.

ان من يُصغي الى دعاية نتنياهو في مواجهة بينيت يدرك ان التهديد الرئيس للديمقراطية ليس من بينيت. وليس الحديث فقط عن آلة الدعاية لزعيم بكلفة مئات الملايين – التي توزع بالمجان على مئات الآلاف تحت غطاء صحيفة.

عند نتنياهو دعوى بسيطة تقول "أعداؤنا" هم الأساس. فالثلاثة أحمدي نجاد ونصر الله ومشعل يراقبون الانتخابات. واذا قوي "حزب رئيس الوزراء" فان اسرائيل ستقوى عند "أعدائنا" واذا ضعف فستضعف اسرائيل. وتماما على هذا المنطق يُقال: اذا أُسقط حزب رئيس الوزراء فستُسقَط اسرائيل.

ان كل تصويت لا يكون لنتنياهو بحسب دعواه خيانة لاسرائيل. أين هو وأين بينيت. ويا لسذاجة من يوهمون أنفسهم بأن الدعاية الفاشية ستتجه حقا على المسيحانية ولن تستمر في خدمتها بالفعل.

ان يوفال ديسكن وعلمه وورقته البيضاء على خطأ ونتنياهو على حق. وكل ورقة تصويت تكون ضده ستُضعِف، ستُضعِف الفاشية في اسرائيل.