تقرير هل تصل انفلونزا الخنازير إلى غزة بعد أن قتلت 4 في الضفة ؟

الساعة 03:18 م|24 ديسمبر 2012

غزة - محمد عثمان

أعلنت وزارة الصحة في الضفة الغربية الأسبوع الماضي عن أربع وفيات وأكثر من ستين إصابة بمرض H1N1 المعروف باسم "انفلونزا الخنازير"، وكان آخر هذه الوفيات مسناً من مدينة جنين، فيما أكدت وزارة الصحة بقطاع غزة عدم وجود حالات مشتبه بها.

مرض عادي.. وعلاج متوفّر

مدير عام الرعاية الصحية في الضفة الغربية د. أسعد الرملاوي أكدَ لـ "وكالة فلسطين اليوم" أن المصابين جلهم من المصابين بضعف المناعة ومن يعانون من أمراض مزمنة كالسكري والضغط والقلب وكذلك أمراض السرطان والدم والكلى، إضافةً للمسنين الذين يعانون من مشاكل صحية.

متابعاً :"بمجرد الاشتباه بإصابة ضعاف المناعة نأخذ منهم عينات للفحص، ونوجههم لمراكز العلاج المتخصصة للحصول على علاج وقائي".

وأضاف د.الرملاوي أن المرض مستوطن في كل العالم وليس فلسطين فقط، فهو ظهر قبل أربع سنوات، وفي حينه تم الإعلان أنه سيستمر بالمنطقة.

أوضح الرملاوي أن العقار الذي يستخدم لعلاج H1N1 هو "التاميفلو" وهو متوفر بكميات كبيرة بالضفة الغربية وقطاع غزة.

مضيفاً :"وحتى نكون صادقين نقوم بإعطاء العلاج حسب بروتوكول علاجي، ويُعطى فقط للناس الذين لديهم مناعة منخفضة، أما الآخرين فلا داعي أن يأخذوا العلاج لأننا نتحدث عن فيروس، وبالتالي جسم الإنسان ومناعته يتغلبان عليها من خلال مهبطات الحرارة والسوائل، مستدركاً :"إلا إذا حدثت مضاعفات كالضيق بالتنفس وألم بالصدر، يجب على المريض مراجعة المستشفى فوراً".

وأشار الرملاوي بأن مرضيH1N1 والانفلونزا العادية يشبهان بعضهما ولا فرق بينهما من حيث المشكلة والوقاية والعلاج وكذلك طريقة التغذية، ناصحاً الجميع بالتهوية وتغيير الهواء بانتظام خاصة للبيوت والمدارس والأماكن المكتظة.

ونصحَ باستخدام المصابين "محارم" واقية عند السعال بحيث أن الرذاذ الذي يحتوي على الفيروس لا ينتقل للآخرين، وكذلك غسل الأيدي قبل تناول الطعام لأنه كثيراً ما يكون في الأماكن الخارجية الفيروس ويعيش عليها لمدة ساعتين وبالتالي من الممكن أن ينتقل للإنسان بطريقة غير مباشرة.

حالات اشتباه

رئيس قسم الأوبئة في وزارة الصحة بقطاع غزة د.نضال غنيم قال بأن المرض نُسب إلى الخنازير لأنه في بداية ظهوره انتشر بينهم، ومن ثم  تحوّل الفيروس وأصبح ينتقل من الخنازير إلى الإنسان، وفي مرحلة تالية أصبح ينتقل بين الناس أنفسهم.

وأوضح غنيم أنه لم يسجّل في قطاع غزة أي حالة، مشيراً إلى وجود حالات مشتبه بها بانتظار نتيجة التحليل، وحول خطورة المرض قال :"في بداية انتشاره كان خطيراً لأنه كان سلالة جديدة تصيب الإنسان الذي لم يكن له مناعة ضده، وبالتالي كان الجميع متخوّف منه، ولكن بعد ذلك اُكتشف تطعيماً له، ومن ثم ثبت عدم شراسته، واتضح أنه نفس الانفلونزا العادية وبنفس الأعراض"

وبيّن غنيم أن المرض موسمي ولم يُعر أي انتباه له بعد 2010، مقللا ًمن خطورة إمكانية ظهوره في قطاع غزة، وأظهر أن ظروف ظهور المرض موجودة وعامة، وهو مستوطن في كثير من الأماكن كفيروس.

خطة إستراتيجية

من جانبه قال مدير مكتب منظمة الصحة العالمية بقطاع غزة د.محمود أبو ضاهر أن المنظمة ومنذ عام 2006 وضعت خطة إستراتيجية بالتعاون مع وزارة الصحة وفي عام 2009 – فترة ظهور المرض في فلسطين - تم التحول تلقائياً إلى هذا الخطة في الوقت الراهن.

وأوضح أبو ضاهر أنه عقد قبل أيام لقاءً بين اللجنة العليا لدائرة الأمراض المعدية بوزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية التي هي جزء من هذه الدائرة وحدث نقاش حول واقع الأمر في غزة وما يتطلبه الأمر من دعم، مبدياً استعداد المنظمة لتقديم الدعم اللازم :"منظمة الصحة العالمية مستعدة لتقديم أي دعم تقني واستقدام خبراء، وتحويل موارد مثل أدوية إذا ما تطلّب الأمر، ونحن على أتم الاستعداد للتعاون مع وزارتي الصحة بالضفة وغزة في أي مجال يتم الطلب منا"

مضيفاً :"ولكن في الحقيقة هناك مخزون في وزارة الصحة للتعامل مع هذا الأمر، فعقار التاميفلو متوفّر بشكل جيد بجهود ذاتية لوزارتي الصحة الفلسطينية، في عام 2006/2007 تدخلت منظمة الصحة وكان هناك تبرعات من بعض الدول".