خبر حكومة البيت اليهودي- يديعوت

الساعة 10:48 ص|24 ديسمبر 2012

حكومة البيت اليهودي- يديعوت

بقلم: دوف فايسغلاس

قال من قال ان المستقبل في اسرائيل معلوم وواضح دائما؛ فهو الماضي الذي يتغير بلا توقف. اجل ان مستقبل اسرائيل السياسي أصبح واضحا جدا، فنتنياهو هو الذي سيشكل الحكومة القادمة. ولم تستطع الاحزاب التي تسمي نفسها "مركزا" أن تتحد وفشلت في عرض مرشح وحيد مناسب في رأي الجمهور لولاية رئاسة الوزراء. ولهذا لن تجد احزاب المركز الأكثرية المطلوبة لانشاء حكومة اخرى.

ستكون حكومة نتنياهو الجديدة حكومة يمين متطرف هي شراكة "طبيعية" بين الليكود واسرائيل بيتنا والبيت اليهودي وشاس والاحزاب الحريدية. وبعد ان يضمن نتنياهو الأكثرية المطلوبة من بين شركائه في الرأي والموقف، يمكن ان يطلب من حزب أو احزاب من المركز ان تنضم الى حكومته لمنحه ظاهر توازن واعتدال – لكن من غير ان يكون للحزب المنضم تأثير حقيقي في مواقف الحكومة السياسية.

سيكون حزب البيت اليهودي الذي أخذ يقوى وبخاصة على حساب الليكود، الشريك الرئيس في الائتلاف القادم. ونتنياهو لا يريد ذلك لكن لن يكون له مناص لأن الارقام هي التي ستقرر، وفيما بين ذلك يحاول نتنياهو ان يصد نفتالي بينيت بالتفاف عليه من اليمين – في حُمى تصريحات عن بناء متوقع في المنطقة E1 وفي شرقي القدس وفي مناطق يهودا والسامرة؛ والعالم ينفجر. فالولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ينددان بتصريحات البناء بلغة لم يسبق لها مثيل في شدتها بيد ان مناضلة البيت اليهودي وبينيت تسبق كل شيء وتُسوغ كل ضرر سياسي.

يخطيء من يوهم نفسه بأن الحكومة الجديدة بعد الانتخابات كما هي العادة ستعود الى الاعتدال في كل ما يتعلق بالشأن الفلسطيني. لأن قدرة الحكومة الحالية المحدودة جدا على الدفع الى الأمام بمسيرة سياسية ستختفي تماما، فالشريك الائتلافي الكبير للمستقبل، نفتالي بينيت وحزبه، يرفض اقامة دولة فلسطينية. ويقول بينيت ان الموقف الاسرائيلي الرسمي الذي يعترف بمبدأ الدولتين ويقبله وسيلة لتسوية الصراع الاسرائيلي الفلسطيني كارثة حكمها ان تبطل. واليهود لن يُجلوا عن بيوتهم في اراضي يهودا والسامرة؛ وعلى كل حال فانه سيرفض شخصيا تنفيذ كل أمر عسكري يأمر بفعل ذلك. والعالم، بحسب رأيه المدروس، لا يهتم ألبتة بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني لأن هذا ما استنتجه من عنوان صحيفة في مدينة امريكية غير مهمة تناول بقرة محلية اسمها "متيلدا" ولم يتناول جبل الهيكل (المسجد الاقصى).

ان الحلف المتوقع بين البيت اليهودي وجماعة متطرفي الليكود – التي قويت جدا في الانتخابات التمهيدية – سيسلب نتنياهو ايضا القدرة على التظاهر بأنه يريد دولتين؛ وقد تظل تُسمع شعارات خطبة بار ايلان. لكن من الواضح للجميع ان التفاوض السياسي لن يُجدد بازاء زخم البناء الواسع في المناطق، وانه لن تنشأ دولة فلسطينية – سواء أكان ذلك خيرا أم شرا – بسبب الرفض المطلق لحل المستوطنات والانسحاب من أكثر المناطق التي تم احتلالها في حرب 1967. ولا أمل ألبتة في ان توافق التركيبة الائتلافية الموصوفة آنفا على وقف البناء أو تفكيك المستوطنات أو انسحاب ما؛ وقد انتهت أصلا رؤيا الدولتين.

ليس من الصعب ان نصف كبر الازمة السياسية التي ستُدفع اليها اسرائيل اذا وحينما تحبط انشاء دولة فلسطينية في الظروف المعروفة. ان اسرائيل متعلقة تماما بالتأييد السياسي والعسكري للولايات المتحدة وإن جزءا كبيرا من التصدير الاسرائيلي هو لدول الاتحاد الاوروبي. وإن حكومة – كتلك المتوقعة – تسبب احباط حل الدولتين قد تجلب على اسرائيل ضررا ملموسا بالمصالح العسكرية والسياسية والاقتصادية الأشد حيوية.